لم يبق امامنا الا الصحوة بالصدمة 14-1-2019
بقلم : حمدي فراج
لم يكن مستوطنا ولا مواطنا ، هذا ال"أردان" الذي دعا الى منع الرئيس محمود عباس من العودة إلى الأراضي الفلسطينية في حال غادرها للقيام بزيارة خارجية ، بل وزيرا في حزب الليكود الحاكم ، بحقيبة هامة تسمى وزارة الامن الداخلي ، كما انه واحد من ستة وزراء في المجلس الوزاري المصغر "الكابينيت" ويفوز في قائمة الليكود عضوا في الكنيست منذ 2003 ، رغم صغر سنه الذي لم يتجاوز الخمسين عاما .
وبغض النظر ، عما اذا تم تنفيذ دعوته ام لا ، فإن الدعوة واضحة و صريحة لا لبس فيها ولا غموض ، بحيث لا يستطيع أي "هيكل" فلسطيني إسباغ "سوء الفهم" او "سوء التعبير" عليها ، كما جرت العادة في حالات مشابهه كثيرة ، واحدة منها ما حصل مع رئيس الوزراء الحالي حين التقط احد الصحفيين صورة له على حاجز احتلالي وهو يجبر على الولوج من بوابة حديدية ، وبدلا من الاقرار بالحادثة كتعبير فظ ومباشر لممارسات الاحتلال ضد الشعب ووزرائه بمن فيهم رئيس هؤلاء الوزراء ، قامت الاجهزة الامنية باعتقال الصحفي .
إن دعوة الوزير جلعاد أردان ، الحافل سجله بالكثير من الاقتراحات مشاريع القرارات والاجراءات والقوانين العنصرية الفاشية ، آخرها فصل الاسرى في السجون وتفكيك تنظيماتهم الحزبية ، ان دعوته منع الرئيس من العودة ، يجب ان لا تثير لدينا الاستغراب والاستهجان ، فقد قالها الرئيس مرة بصراحة انه حين يذهب الى الخليل فإنه يحتاج الى تصريح ، بل يجب ان تثير في دواخلنا "الصحوة بالصدمة" من غفوة عدا عن انها طالت واستطالت لأكثر من ربع قرن ، فإنها فجرت فينا نوازع مرضية ، من على شاكلة الاقتتال والاحتراب الذاتي ، الاستئثار بالسلطة والسطوة حد جنون العظمة ، سجون وزنازين نشرعها لبعضنا وكأن سجون الاحتلال لا تكفي للزج بطلائع شعبنا فيها عشرات السنين ، أشكال متقدمة من الحظر والمنع والقمع ، حتى حين تكون مواضيع الاحتجاج نقابية كإضراب المعلمين والضمان او الاحتفال بذكرى انطلاقات فصائلنا . حتى ان احدهم نادى بجلب الخصوم مقيدين بالسلاسل .
الدعوة الاردانية ، انما تمس صميمنا ، وتعني فيما تعنيه ان رئيس السلطة الفلسطينية ليس مواطنا فلسطينيا ، وليس له اي حق من الحقوق التقليدية البسيطة في الاراضي الفلسطينية وعلى رأسها التواجد فيها حتى ضمن المناطق المصنفة A"" ، فإذا كان هذا ما يتم تبييته للرئيس ، ولم يعد خافيا ولا مبيتا ، فماذا يبيتون لعامة الناس ، او على الاقل الستماية الفا الذي يتحدث عنهم وزير الشؤون الداخلية مفاخرا انهم عادوا بعد اوسلو . بقي ان نعرف السبب الذي ساقه الوزير الصهيوني لمنع الرئيس من العودة وعمدت وسائل اعلام فلسطينية رسمية على عدم ذكره : "محاولته توتير الأجواء على الجبهة الجنوبية من خلال الإجراءات التي يتخذها في غزة". ودون ان يرف له جفن شدد على "ان يكون مصير الرئيس عباس كمصير ياسر عرفات" .
بقلم : حمدي فراج
لم يكن مستوطنا ولا مواطنا ، هذا ال"أردان" الذي دعا الى منع الرئيس محمود عباس من العودة إلى الأراضي الفلسطينية في حال غادرها للقيام بزيارة خارجية ، بل وزيرا في حزب الليكود الحاكم ، بحقيبة هامة تسمى وزارة الامن الداخلي ، كما انه واحد من ستة وزراء في المجلس الوزاري المصغر "الكابينيت" ويفوز في قائمة الليكود عضوا في الكنيست منذ 2003 ، رغم صغر سنه الذي لم يتجاوز الخمسين عاما .
وبغض النظر ، عما اذا تم تنفيذ دعوته ام لا ، فإن الدعوة واضحة و صريحة لا لبس فيها ولا غموض ، بحيث لا يستطيع أي "هيكل" فلسطيني إسباغ "سوء الفهم" او "سوء التعبير" عليها ، كما جرت العادة في حالات مشابهه كثيرة ، واحدة منها ما حصل مع رئيس الوزراء الحالي حين التقط احد الصحفيين صورة له على حاجز احتلالي وهو يجبر على الولوج من بوابة حديدية ، وبدلا من الاقرار بالحادثة كتعبير فظ ومباشر لممارسات الاحتلال ضد الشعب ووزرائه بمن فيهم رئيس هؤلاء الوزراء ، قامت الاجهزة الامنية باعتقال الصحفي .
إن دعوة الوزير جلعاد أردان ، الحافل سجله بالكثير من الاقتراحات مشاريع القرارات والاجراءات والقوانين العنصرية الفاشية ، آخرها فصل الاسرى في السجون وتفكيك تنظيماتهم الحزبية ، ان دعوته منع الرئيس من العودة ، يجب ان لا تثير لدينا الاستغراب والاستهجان ، فقد قالها الرئيس مرة بصراحة انه حين يذهب الى الخليل فإنه يحتاج الى تصريح ، بل يجب ان تثير في دواخلنا "الصحوة بالصدمة" من غفوة عدا عن انها طالت واستطالت لأكثر من ربع قرن ، فإنها فجرت فينا نوازع مرضية ، من على شاكلة الاقتتال والاحتراب الذاتي ، الاستئثار بالسلطة والسطوة حد جنون العظمة ، سجون وزنازين نشرعها لبعضنا وكأن سجون الاحتلال لا تكفي للزج بطلائع شعبنا فيها عشرات السنين ، أشكال متقدمة من الحظر والمنع والقمع ، حتى حين تكون مواضيع الاحتجاج نقابية كإضراب المعلمين والضمان او الاحتفال بذكرى انطلاقات فصائلنا . حتى ان احدهم نادى بجلب الخصوم مقيدين بالسلاسل .
الدعوة الاردانية ، انما تمس صميمنا ، وتعني فيما تعنيه ان رئيس السلطة الفلسطينية ليس مواطنا فلسطينيا ، وليس له اي حق من الحقوق التقليدية البسيطة في الاراضي الفلسطينية وعلى رأسها التواجد فيها حتى ضمن المناطق المصنفة A"" ، فإذا كان هذا ما يتم تبييته للرئيس ، ولم يعد خافيا ولا مبيتا ، فماذا يبيتون لعامة الناس ، او على الاقل الستماية الفا الذي يتحدث عنهم وزير الشؤون الداخلية مفاخرا انهم عادوا بعد اوسلو . بقي ان نعرف السبب الذي ساقه الوزير الصهيوني لمنع الرئيس من العودة وعمدت وسائل اعلام فلسطينية رسمية على عدم ذكره : "محاولته توتير الأجواء على الجبهة الجنوبية من خلال الإجراءات التي يتخذها في غزة". ودون ان يرف له جفن شدد على "ان يكون مصير الرئيس عباس كمصير ياسر عرفات" .