الأخبار
بعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكريا بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيينمسؤولون أميركيون:إسرائيل لم تضع خطة لإجلاء المدنيين من رفح..وحماس ستظلّ قوة بغزة بعد الحربنتنياهو: سنزيد الضغط العسكري والسياسي على حماس خلال الأيام المقبلة
2024/4/23
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الكلمة والحرف والمعنى عند "السعيد عبد الغني بقلم:رائد الحواري

تاريخ النشر : 2019-01-14
الكلمة والحرف والمعنى عند
"السعيد عبد الغني"

احيانا تستوقفنا بعض الأعمال الأدبية لما فيها من ترابط بين الحرف والكلمة والمعنى، فللحرف أثره على الكلمة وعلى الكاتب، ومن ثمة سنجد هذا الأثر في المعنى الذي يُريده الأديب، سنحاول تبيان هذا الأمر من خلال نص "السعيد عبد الغني" الذي يفتتحه بهذا الشكل:
"لكلمات تضيع من القريحة
فى وصف المطلق"
الموضوع هنا عن الكلمات/اللغة التي يستخدمها الكاتب، وهذه الكلمات هي الوسيلة التي يعبر فيها ويخفف بها من وطأة الحال عليه، إذن لا بد أن تكون هذه الوسيلة/الأداة تحمل/تأخذ شيئا من حب وعناية الكاتب، وهذا الحب وهذه العناية نجدها في قوله:
"تنفك وتتكون
وتتلف وتتصلح وحدها
تتجرد اللغة نهائيا
من كل قمصانها ومجازاتها
من كل قشاتها المرخية بدلال فيّ"
اعتقد أن تكرار حرف التاء في كلمات "تتلف، تتصالح، تتجرد" تشير إلى هذا الحب، فغالبا ما تأتي الحروف المكررة لتؤكد على حالة انحياز الكاتب للكلمة/الشخص/الموضوع الذي يتناوله، ونجد هذا الانحياز في تكرار "من كل" والتأكيد الثالث أن الكاتب جعل كل تلك الأحداث تجري "فيّ".
يأخذنا الكاتب إلى ما هو متعلق بالكلمة من خلال:
"وتُوجد الصمت المصنوع من الإباء
وتأتم به
ولا تؤذى المعنى كالعادة
وتعترف بالاشارة درك تمامي"
فالصمت والمعنى والاشارة متعلقة بالكلمة، ولكلا منها حالة خاصة تمثلها، فالصمت يعطي معنى، لكنه أيضا يعني حالة قمع الكلمة من الخروج، والاشارة تمثل البديل عن الكلمة، فهي (لغة) تتناقض والكلام الذي نتحدث به، فالكاتب يمر بحالة من الصراع، وهذا ما وجدناه في معاني الكلمات المتعلقة بالكلمة، فكيف سينعكس هذا الصراع في النص؟.
"هيج يا مطلق الرسوم الجدبة هذه
الخائفة من شهودك
المجتثة هزيمتها من نشوتك
الجذبة بالاستنفاذ"
الفاظ "هيج، الجدبة، الخائفة، المجتثة، هزمتها" تشير إلى حالة الصراع التي بدأت ملامحها في المقطع السابق، وإذا ما توقفنا عن المعنى سنجده متعلق بالأنثى، فالكلمة مؤنث، فهل لها علاقة بالأنثى البشرية؟ وهذا يعني ان الكاتب يمر بأزمة عاطفية، أراد أن يفرغها بهذا النص؟.
"حبسي بك مخافة الشعر
هل أحيط بصلف اللفظ
لكى يسد سداي
الناشىء
بخلاصتك ؟"

اعتقد أن الكاتب ينحاز للمرأة/الأنثى لهذه نجده يستخدم الفاظ قاسية حتى عندما استخدم لفظ مذكر "بك، الشعر، اللفظ، يداي، الناشئ، بخلاصك" وكأن حالة الأنثى السابقة انعكست على حالة المذكر، لهذا نجد التوافق القاسي في المعنى، وهنا نسأل لماذا اتجه الكاتب إلى صيغة المذكر؟، وهل يعد هذا (هروب) من الأنثى؟.
"استكرهت التأمل
وتعسف التجلي ،"
لفظ "استكرهت" ثقيل على السمع، كما هو ثقيل على المتكلم، وهو يعكس حالة الاحتقان التي يمر بها الكاتب، لهذا نجده يستخدم "تعسف" ونجد معنى سلبي "استكرهت، تعسف، لفعل جميل "التأمل والتجلي" وهذا يعني فقدان الكاتب لجمال العادي، وميله إلى العنف والقسوة، فهو يكره التأمل ويُعسف التجلي، وإذا ما توقفنا عند الألفاظ السابقة نجدها مذكرة ولا يوجد بينها مؤنث، فهل يعني هذا أن الكاتب ـ في عقله الباطن ـ أخذه النص إلى حالة جديدة من القسوة والألم بحيث تجاهل/نسى وجود أنثى يمكن ـ لها حتى من خلال لفظ اسمها ـ أن تمنحه شيء من الهدوء؟.
"الايجاد ليس غفرانا
والحدود ذنب الكلمة
والشط باخع في الوجدان
والسر لا يتزحزح في الكنه ،
المشبوب شطح
و الجنون نية الحقيقة"
اعتقد أن الكاتب فقد كل عناصر الجمال وأمسى عالمه غارق في السواد، لهذا أقرن لفظ "ذئب" المذكر بالأنثى "الكلمة"، ونجد هذا السواد من خلال حروف "ليس، لا" فهو ينفي الغفران، ويمنع الحركة.
حالة القنوط من المستقبل نجدها في خاتمة النص:
"كشطت أمري
وطينته ثانية
ولم يبرئني الهتك ،
المجهول نحو الاعتداء
والعصمة للغيب ."
فنجد (تمزيق) المضمون وعندم تناسقه فيما سبق، وعدم تجانس الكلمة بالحرف أيضا، وهذا يشير إلى فقدان الكاتب (لأدة) الكلمة التي من المفترض ان تكون وسيله تخفيف له، لكنه بهذا الاستخدام جعلها ـ شكلا ـ وسيلة ضغط عليه.
النص موجود على صفحة الكاتب على الفيس.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف