الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

"جواد الشمس" بقلم:مرام النابلسي

تاريخ النشر : 2019-01-14
"جواد الشمس"

مرام النابلسي

لكل نوع مقومات وعناصر تميزه، فالرواية لا تقاس بحجمها وعدد صفحاتها بقدر وجود الزمان والمكان والشخوص والأصوات والأحداث واللغة، ورغم أن عالم الراوية هو الأعلى في أنواع الأدب، لأنه بحاجة إلى سيطرة السارد على أحداث وشخوص روايته، وتقديم ذلك بشكل مقنع للمتلقي، إلا اننا نجد هذا العلو الشاهق، يفتكره بعضهم غير موجود، مما يؤدي بهم إلى الوقوع والاصابة بكسور قد تكون دائمة، بحيث لا يكون لهم مكان في الساحة الأدبية.

هناك كم كبير من (الروايات) التي تقدم بشكل مشوه، وهذا يضر بمكانة الرواية وبالسارد في ذات الوقت، كما يضر بأثر الراوية على القارئ، ويجعل المتلقين يحجمون عن قراءتها في حال استمر تقديم أعمال مشوه على أنها روايات، (رواية) "جواد الشمس" عليها العديد من الملاحظات، منها أن عملية السرد جاءت بصوت واحد، فرغم أن السارد جعل شخصيات كثيرة تروي الفكرة إلا أنها جاءت بصوت واحد، ومثال على هذا الصوت الواحد نأخذ ما قيل عن موسم الزيتون:

"قال أبو حسام:

عند بداية النضج تكون نسبة الزيت منخفضة، ثم تبدأ بالزيادة حتى تصل إلى أعلى نسبة خلال بضع أسابيع...

وأضاف ابو توفيق: يعتبر موسم قطف الزيتون في فلسطين عيدا يشارك فيه جميع أفراد الأسرة..

وقال أبو سمير:

يجب الحرص على سلامة الثمار من الاصابة بالضوض من أجل الحصول على نوعية ثمار بجودة عالية.

وقال أبو خليل:

إن أفضل طريقة لنقل الثمار بعد قطفها وجمعها هي باستخدام الصناديق البلاستيكية" ص48 -50، هنا المتحدث هو السارد لأن لغة الشخوص جاءت واحدة، فلو حذفنا اسم أي شخصية سيبقى الصوت واللغة في سياق واحد.

كما أن هناك فقرات طويلة جدا جاءت على شكل تقرير صحفي أكثر منه حدث روائي، كما هو الحال في فاتحة الراوية التي جاءت بصورة صادمه للمتلقي:

"..جاء في نشرة الاخبار المسائية أن مصادر طبية أعلنت عن استشهاد 89 مواطنا في قصف إسرائيلي على مدن غزة وخان يونس ورفح, فيما انتشلت طواقم الاسعاف جثامين 28 شهيدا في كل من غزة ورفع وخان يونس وبيت لاهيا، كما استشهد شاب في القصف مدفعي طال حي الشجاعية ..." ص8، ما يؤخذ على هذا التقديم أنه يعتبر فاتحة للنص الأدبي، وكان لا بد ان يقدم بشكل أدبي وليس بشكل تقرير صحفي، وكما أن الفاتحة ضرورية لجذب المتلقي لمتن الرواية، لكن بهذا الشكل الصحفي ينفر القارئ من التقدم منها.

وهناك تقرير كامل جاء في الصفحة 142 – 147، ونقتبس منه هذا المقطع:

"...إن جيش الاحتلال الصهيوني تعمد في تعمد في عدوانه المتواصل على قطاع غزة لليوم الخامس والعشرين على التوالي تحقيق أهداف بعيدة المدى، تتمثل في وأد أسس الحياة المستقبلية للقطاع، وليس فقط تحقيق أهداف آنية قريبة المدى... وتعرض تسعة وعشرون مرفقا صحيا للاستهداف أدى لإلحاق أضرار بها واغلاق عدد منها، فقد استهدف ثلاث مستشفيات، بينما تضررت البقية بشكل كبير، واستهدف سبعة مراكز للرعاية الأولية، وأغلق منها سبعة عشرون مركزا، وتعرضت تسع سيارات اسعاف للاستهداف المباشر" ص142 و144، فنحن أمام تقرير صحفي كالذي نسمعه في نشرات الاخبار تماما، ونحن لسنا ضد التنوع وضمين الأعمال الأدبية اشكال أخرى، تكون فاتحة ونهاية العمل الادبي تقارير صحفية فهذا هو المزعج.

يحاول السارد أن يقحم شيء من التراث الشعبي في (الراوية) كما هو الحال في الصفحة 51، والتي جاءت تتحدث عن موسم الزيتون:

"زيتون بلادي واللوز الأخضر والميرمية ولا تنسى الزعتر

وقراص العجة لما تتحمر ما أطيب طعمها بزيت الزيتونا".

من يقرأ الطريقة التي قدمت بها الأغنية الشعبية يتأكد انها مقحمة اقحام في الراوية، فقد سبقها الحديث عن الزيتون وطريقة قطفه وعصره.

وهناك اقحام آخر جاء في غير محله ، فبعد أن يستشهد هاني" والأحداث دامية، وهناك عدم معرفة بمن استشهد، فيتم اقامة بيت عزاء لأحمد، على انه هو الشهيد، يأتينا السارد بحكاية يتم سردها من قبل مديرة المدرسة، فكان وقعها في غير مكانه، رغم الطريقة الجميلة التي قدمت بها.

هناك بعض الأخطاء كما هو الحال في كلمة "صلات" ص149، كل هذا يجعلنا نقول ان هذا العمل لم يكن موفقا لا شكلا ولا في طريقة تقديمه، وكان على الناشر أن يتريث في طباعته موجها الكاتبة إلى ضرورة تقديمه بشكل مقبول.

الرواية من منشورات الجندي للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى 2017
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف