خبر عاجل من الوكالات الاستعمارية
نبيل عودة
(قصة ساخرة عن العهد السوفييتي)
كانت أخبار الصحافة السوفيتية في اغلب الأحيان متخلفة، يتأخر نشر الأخبار بسبب الرقابة القوية على الصحافة وأحيانا لا يخلو النشر من تزييف للحقائق. أصبح لدي المواطن السوفييتي شكا كبيرا بكل المعطيات الرسمية التي تنشر. صحافة الاتحاد السوفييتي (حين كان في قمة مجده) لها صوت واحد ولون واحد، مجندة تثير امتعاض القارئ السوفييتي وسخريته. هذا ساهم في وقته بخلق الطرائف التي تسخر من واقع الصحافة، ومن العديد من القضايا السياسية والاجتماعية، أحيانا بالخلط بين النقد والسخرية والتمجيد للنظام، ويجب ان يكون المستمع على دراية كبيرة ليميز ان التمجيد المبالغ فيه للنظام، هو اشد مرارة من النقد المباشر.. من أجمل تلك الطرائف التي حدثني بها أستاذ الاقتصاد السياسي ونحن نسير في الشارع، وكان الشارع أفضل مكان للحديث الصريح بيننا. طبعا صغت النص باسلوبي وبما يتفق الى حد بعيد مع أسلوب الدراما القصصية.
والحكاية: دعي المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفييتي لاجتماع طارئ لبحث موضوع يسبب قلقا بالغا جدا للدولة السوفييتية لأن الاعلام الغربي وخاصة راديوهات "البي بي سي" و"صوت أمريكا" وسائر المستعمرين، الى جانب وكالات الأخبار الأجنبية، تنشر عن الأحداث السوفييتية قبل ان تُقر صيغتها ونشرها بواسطة دوائر الإعلام الحزبية الرسمية. الرفيق بريجينيف وكان الأمين العام للحزب الشيوعي ورئيس الدولة، عمليا سكرتير عام الحزب الشيوعي السوفييتي هو اعلى سلطة في النظام السوفييتي كما هو في سائر الأنظمة والأحزاب الشيوعية. يمكن القول" آية الله الرفيق بريجينيف".
دعا الرفيق بريجينيف إلى اجتماع طارئ للمكتب السياسي للحزب الشيوعي أعلن فيه ان "لديه شك كبير بأن أحد أعضاء المكتب السياسي يتجسس لحساب وكالات الأنباء الاستعمارية وينقل لهم أخبارنا قبل ان تنشرها صحافتنا، فتطالعنا اذاعات الاستعمار البي بي سي وصوت أمريكا ومن لف لفهم بأخبارنا قبل ان تنشرها صحافتنا وطبعا تنشر بشكل مشوه وتحريضي".
قال: علينا كشف الجاسوس يا رفاق، خوفا من ان يسرب اخبارنا الأمنية او خططنا السياسية حتى لا نواجه ازمة في علاقاتنا السياسية خاصة مع الأصدقاء.
ساد الاجتماع صمت شامل. قال: لن نغادر الاجتماع قبل ان نكتشف من هو!!
حاول بعض الرفاق التلميح بأن الجاسوس يمكن ان يكون من صفوف هيئات حزبية أدنى درجة؟ اذ لا يمكن للهيئة العليا للحزب الشيوعي ان تضم جاسوسا للغرب.
رفض بريجينيف الأمر مصرا ان الكشف يجب ان يبدأ من الرأس نزولا الى اسفل وليس بالعكس.
سوسولوف (فيلسوف الحزب كما كان يعرف) شعر بأن مثانته لم تعد تتحمل الضغط. طلب الإذن للخروج إلى الحمام. فورا اتهموه ان هناك حدث جديد ستذهب يا سوسولوف لتبليغ وكالات الأخبار الغربية الاستعمارية به. فتشوا الحمامات. لم يجدوا وسيلة اتصال بالامبريالية، عملها سوسولوف ببنطاله. عجوز آخر من قادة الحزب شعر أيضا ان الوضع بات حرجا، لم يجرؤ على طلب الإذن.. أفلتها ببنطاله "حبة حبة"، هكذا مضى الوقت والرفاق "العواجيز" أعضاء المكتب السياسي يرطبون بناطيلهم... خوفا من اتهامهم بالعلاقة مع الإعلام الامبريالي!!
الرفيق بريجينيف شعر ان المسالة لدية أيضا أصبحت غير محمولة، بل حرجة جدا وليس من اللائق للأمين العام للحزب الشيوعي السوفييتي العظيم ان يعملها في بنطاله. الويل للاتحاد السوفييتي اذا انتشر خبرا مفاده ان قائده رطب بنطاله. قال لهم: لننهي الاجتماع، يبدو ان الجاسوس ليس من المكتب السياسي. سنفحص المستويات الأدنى.
رد سوسولوف بغضب: هل ستذهب لإبلاغ الغرب عن آخر أخبارنا؟ قدم استقالتك او نصوت على اقالتك ؟!
طبعا الأكثرية مع سوسولوف بسبب البنطلونات التي رطبتها مثاناتهم.
بريجينيف حاول ان يقنعهم ان الجاسوس قد يكون حقا من هيئة أدنى. وكان يتلوى بسبب ضغط البول في مثانته!!
أصروا: أبدا يجب ان ننتظر..!!
الضيق وصل أقصاه لدى الرفيق بريجينيف.. فجأة حضرت مساعدته الليلية تحمل له وعاء لتفريغ البول.
سألها باستغراب، كيف عرفت اني بحاجة للتبويل؟!
ردت المساعدة: أيها الرفيق بريجينيف قبل قليل سمعت خبرا عاجلا من "البي بي سي" يقول ان "الرفيق بريجينيف في اجتماع مغلق وانه بحاجة ماسة ليبول!!"
[email protected]
نبيل عودة
(قصة ساخرة عن العهد السوفييتي)
كانت أخبار الصحافة السوفيتية في اغلب الأحيان متخلفة، يتأخر نشر الأخبار بسبب الرقابة القوية على الصحافة وأحيانا لا يخلو النشر من تزييف للحقائق. أصبح لدي المواطن السوفييتي شكا كبيرا بكل المعطيات الرسمية التي تنشر. صحافة الاتحاد السوفييتي (حين كان في قمة مجده) لها صوت واحد ولون واحد، مجندة تثير امتعاض القارئ السوفييتي وسخريته. هذا ساهم في وقته بخلق الطرائف التي تسخر من واقع الصحافة، ومن العديد من القضايا السياسية والاجتماعية، أحيانا بالخلط بين النقد والسخرية والتمجيد للنظام، ويجب ان يكون المستمع على دراية كبيرة ليميز ان التمجيد المبالغ فيه للنظام، هو اشد مرارة من النقد المباشر.. من أجمل تلك الطرائف التي حدثني بها أستاذ الاقتصاد السياسي ونحن نسير في الشارع، وكان الشارع أفضل مكان للحديث الصريح بيننا. طبعا صغت النص باسلوبي وبما يتفق الى حد بعيد مع أسلوب الدراما القصصية.
والحكاية: دعي المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفييتي لاجتماع طارئ لبحث موضوع يسبب قلقا بالغا جدا للدولة السوفييتية لأن الاعلام الغربي وخاصة راديوهات "البي بي سي" و"صوت أمريكا" وسائر المستعمرين، الى جانب وكالات الأخبار الأجنبية، تنشر عن الأحداث السوفييتية قبل ان تُقر صيغتها ونشرها بواسطة دوائر الإعلام الحزبية الرسمية. الرفيق بريجينيف وكان الأمين العام للحزب الشيوعي ورئيس الدولة، عمليا سكرتير عام الحزب الشيوعي السوفييتي هو اعلى سلطة في النظام السوفييتي كما هو في سائر الأنظمة والأحزاب الشيوعية. يمكن القول" آية الله الرفيق بريجينيف".
دعا الرفيق بريجينيف إلى اجتماع طارئ للمكتب السياسي للحزب الشيوعي أعلن فيه ان "لديه شك كبير بأن أحد أعضاء المكتب السياسي يتجسس لحساب وكالات الأنباء الاستعمارية وينقل لهم أخبارنا قبل ان تنشرها صحافتنا، فتطالعنا اذاعات الاستعمار البي بي سي وصوت أمريكا ومن لف لفهم بأخبارنا قبل ان تنشرها صحافتنا وطبعا تنشر بشكل مشوه وتحريضي".
قال: علينا كشف الجاسوس يا رفاق، خوفا من ان يسرب اخبارنا الأمنية او خططنا السياسية حتى لا نواجه ازمة في علاقاتنا السياسية خاصة مع الأصدقاء.
ساد الاجتماع صمت شامل. قال: لن نغادر الاجتماع قبل ان نكتشف من هو!!
حاول بعض الرفاق التلميح بأن الجاسوس يمكن ان يكون من صفوف هيئات حزبية أدنى درجة؟ اذ لا يمكن للهيئة العليا للحزب الشيوعي ان تضم جاسوسا للغرب.
رفض بريجينيف الأمر مصرا ان الكشف يجب ان يبدأ من الرأس نزولا الى اسفل وليس بالعكس.
سوسولوف (فيلسوف الحزب كما كان يعرف) شعر بأن مثانته لم تعد تتحمل الضغط. طلب الإذن للخروج إلى الحمام. فورا اتهموه ان هناك حدث جديد ستذهب يا سوسولوف لتبليغ وكالات الأخبار الغربية الاستعمارية به. فتشوا الحمامات. لم يجدوا وسيلة اتصال بالامبريالية، عملها سوسولوف ببنطاله. عجوز آخر من قادة الحزب شعر أيضا ان الوضع بات حرجا، لم يجرؤ على طلب الإذن.. أفلتها ببنطاله "حبة حبة"، هكذا مضى الوقت والرفاق "العواجيز" أعضاء المكتب السياسي يرطبون بناطيلهم... خوفا من اتهامهم بالعلاقة مع الإعلام الامبريالي!!
الرفيق بريجينيف شعر ان المسالة لدية أيضا أصبحت غير محمولة، بل حرجة جدا وليس من اللائق للأمين العام للحزب الشيوعي السوفييتي العظيم ان يعملها في بنطاله. الويل للاتحاد السوفييتي اذا انتشر خبرا مفاده ان قائده رطب بنطاله. قال لهم: لننهي الاجتماع، يبدو ان الجاسوس ليس من المكتب السياسي. سنفحص المستويات الأدنى.
رد سوسولوف بغضب: هل ستذهب لإبلاغ الغرب عن آخر أخبارنا؟ قدم استقالتك او نصوت على اقالتك ؟!
طبعا الأكثرية مع سوسولوف بسبب البنطلونات التي رطبتها مثاناتهم.
بريجينيف حاول ان يقنعهم ان الجاسوس قد يكون حقا من هيئة أدنى. وكان يتلوى بسبب ضغط البول في مثانته!!
أصروا: أبدا يجب ان ننتظر..!!
الضيق وصل أقصاه لدى الرفيق بريجينيف.. فجأة حضرت مساعدته الليلية تحمل له وعاء لتفريغ البول.
سألها باستغراب، كيف عرفت اني بحاجة للتبويل؟!
ردت المساعدة: أيها الرفيق بريجينيف قبل قليل سمعت خبرا عاجلا من "البي بي سي" يقول ان "الرفيق بريجينيف في اجتماع مغلق وانه بحاجة ماسة ليبول!!"
[email protected]