الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الرائحة ... ذاكرة لا تموت بقلم أحمد صبحي النبعوني

تاريخ النشر : 2019-01-12
الرائحة ... ذاكرة لا تموت بقلم أحمد صبحي النبعوني
الرائحة .. ذاكرة لا تموت

فرن سليمو و حج إبراهيم ومحمد علي عكيد وجرجس ، رائحة الخبز في الصباح تشم من أول الشارع هناك حيث تقبع عامودا على اطراف برية ماردين ، رائحة لا تغادر انفنا حتى وان كنا في الغربة ، أيام جميلة وانتظار أمام الفرن لنحصل على الخبز ذو الرائحة الفريدة...
هل يعقل أن يختزل الوطن في رائحة خبز الصباح ؟ للصبح في الوطن نكهة أخرى ، لا يدركها إلا من ذاق طعم صباحات بعيدا عن الأرض الأم .

(( أحب الحب والحياة ورائحة الأشياء الطيبة))
هكذا قال روك دالون- شاعر سلفادوري

تنعش بعض الروائح الذاكرة لتعيد لحظات كنا اعتقدنا أنا نسيناها....
للأنف ذاكرة لا تنسى روائح من نحب من الناس والأشياء وللطرقات رائحة، للمدارس رائحة، للمدن رائحة، للكتب والأوراق رائحة، ولحقيبة المدرسة والممحاة رائحة لا تنسى.
للأماكن رائحة تشبه الزمن الذي أتت منه، تعلق في ثناياها ولا تفارقها أبدًا، فكلمة "عبق التاريخ" لم تأتِ من فراغ، فعندما نزور الأماكن الأثرية نشتم رائحة الزمن على جدرانها، فالأحياء الكلاسيكية تحتفظ بعبق الأصالة ومن خلال روائحها تحكي مبانيها قصص البيوت، لتحرضنا بقوة على السير في شوارعها لتداعب نبضات قلوبنا برفق.
الرائحة إغواء غامض صامت متعلق بالروح، وقد يكون الجذر اللغوي لكلمة الرائحة مشتق من "الروح" لأن الرائحة تهيج أرواحنا وتبعث في أساريرنا مشاعر متباينة بعضها مبهج وبعضها مؤلم.
يقول درويش :
اليــاسميــــــن
رائحـــة الذين نحبهم ولا نعرفهم
رائحـــة الغيـــاب الذي يطول
رائحـــة البحر ورائحـــة الصباح
رائحـــة الأصوات التي نحفظ
رائحـــة الأشياء الجميلة التي لم نجربها.
تبدأ إيزابيل الليندي روايتها ابنة الحظ بعبارة: “الناس كلهم يولدون ولديهم موهبة ما وإليزا سوميرز اكتشفت باكراً أن لديها اثنتين: حاسة شم جيدة، وذاكرة قوية”، هكذا على مدار الرواية يستمر حضور إليزا مُرتبطاً برائحة الفانيليا والسكر وماء الورد.
أما مدينتي عامودا لها عدة روائح تختلف باختلاف الفصول الأربعة .. تبدأ مع فصل الخريف برائحة القش والتبن عندما يعجن مع التراب و الماء ليشكل مزيجا متجانسا قويا يصمد طيلة فصل الشتاء على اسطحة البيوت أو الجدران بعد أن يتشبع من حرارة و قوة الشمس .
‏رائحة الأرض بعد المطر تستحق أن تكون عطراً في شهر ايلول أو تشرين ... في اوربا من الصعب أن تعرف أو تشم مثل هكذا رائحة لأن الأرض لا تعطش هنا يا صديقي فلا قيمة للمطر لأنه يهطل في كل الفصول .
كذلك هو الربيع يختلف تماما عن ربيع بلادي .. مناظر جميلة و خلابة و الوان زاهية و رائعة للورود و الزهور لكن ليس لها رائحة لتميزها عن غيرها ، إنه ربيع العين فقط أما بقية الحواس فلا تعرف معنى الربيع مثلما كان يحدث في ربيع وطني حيث لكل زهرة و وردة وشجرة و عشبة ونبتة رائحة تختلف عن الأخرة ..
رائحة الوطن هي مدادنا، وشواطئه وجباله، واقماره ونجومه، وعيون نسائه هي بعض ابجدياتنا.

وطـن برائحة الشهداء فكيف لا يغار منه الياسمين "
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف