الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

هبة الله .. بقلم عمر السيد

تاريخ النشر : 2019-01-10
هبة الله ..... بقلم عمر السيد
أخذت تمشط شعرها الذي انحنى عليه الليل فصبغه باللون الأسود، وتلبسها الفستان الأبيض استعداداً لحفل الزفاف، دقائق ويحضر زوجها المستقبلي وتغادر البيت الذي ملأته بالسعادة والمرح والحياة، حضرت صديقات العروس وأقيمت الزينة وبدأت الموسيقى والأغاني تصدح في جنبات المكان، دخلت الأم إلى غرفتها؛ لتحضر إحدى مشغولاتها الذهبية ؛ لتهديها لابنتها وكان عبارة عن عقد يتوسطه مصحف صغير من الذهب، أخذت الأم تنظر إلى العقد وقد اغرورقت عيناها بالدموع، حينما تذكرت تلك الليلة الماطرة، حيث نبض عرق البرق وقام خطيب الرعد يدوي في المكان، ليل عبوس برياح هوجاء، كانت الأم تقف بجوار النافذة تدعو الله قائلة:" اللهم أنعم علينا بما يسرنا" في ظل هذه الأجواء سمعت الأم صراخ طفل لكنها لم تميز الصوت جيداً مع دوي الرعد، ثم عاد الصوت مرة ثانية وكان ضعيفاً منهكاً، فأخبرت المرأة زوجها فخرج من البيت مسرعاً وهنا كانت الصدمة حيث رأى أمام بوابة المسجد الملاصق لبيته لفافة بيضاء بها طفل صغير حديث الولادة، فأخذه مسرعا إلى بيته وقد ضمه إلى صدره ليقيه من بروده الجو. جحظت عينا الأم حينما رأت الأب يحمل الصغير بين ذراعيه، أزاحا اللفافة عنه وهنا كانت الصدمة، حينما وقعت عيناها على طفلة صغيرة حديثة الولادة، ومعها رسالة صغيرة من سطر واحد " أعتذر منك يا بنيتي فأنتِ في حفظ رحمن رحيم أحن عليكِ مني" أخذ الأب يضرب إحدى يديه بالأخرى قائلا: الطف بنا يا رب. ماذا سنفعل الآن؟! أنرسلها لدور الرعاية أم ماذا؟ أخذت الزوجة تنظر إلى الصغيرة وإلى عينيها السوداوتين وإلى نظراتها البريئة وبشرتها الغضة وقد ضمتها إلى صدرها ثم قالت: يبدو أن الله استجاب دعائي وأرسل لنا من يهب لنا السعادة ويخفف علينا آلام الوحدة وقسوتها؛ فنحن لا ننجب. ما رأيك في الاحتفاظ بها ورعايتها؟ وافق الأب وكأنه كان يرغب في ذلك. اختصوها بالرعاية والاهتمام، وأفاضوا عليها بالحنان، ولم يقصرا معها أسموها "هبة الله" وامتلأ بيتهم بالسعادة والدفء وروح الحياة ولم تفارق السعادة جنباته، كبرت الفتاة وترعرت، وكانت في طليعة الناجين أثلجت صدر أمها بنجاحها منقطع النظير، شهد الجميع بأخلاقها وتفوقها وحسن تربيتها، أنهت دراستها الثانوية بمجموع كبير سمح بها بالالتحاق بكلية الطب، وتخصصت في جراحة الفم والأسنان، حتى جاء اليوم الذي تنتظره كل فتاة في الارتباط بشريك العمر - شاب - في الثلاثين من عمره، يعمل طبيباً في الوحدة الصحية التابعة لمنطقتهم تقدم إليها مصطحبا أسرته وتم الاتفاق على موعد الزفاف وأقيم الحفل جاءت الأم وألبست ابنتها العقد وضمتها طويلاً ضمة تشبه الضمة الأولى لها حيث كانت طفلة بريئة والدموع تنهمر من عينيها.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف