الأخبار
قطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيراني
2024/4/18
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

المثل في رواية "على سكة الحجاز حمال الحسيني بقلم رائد محمد الحواري

تاريخ النشر : 2019-01-04
المثل في رواية
"على سكة الحجاز
حمال الحسيني
الأدب مرآة الشعوب، وعندما تنتج فلسطين ادبا روائيا في العقد الثالث من القرن الماضي فأن هذا فخر لها ولنا. وهنا علينا أن ننظر إلى الرواية في زمانها وليس الآن، إن كانت هذه النظرة متعلقة بفنية الرواية أو بفكرتها، فهناك خلل واضح في لغة الشخوص، حتى أننا نجد الأم تتحدث بلغة أدبية لا يتقنها إلا مثقف متطلع على الأب، فمثل تقول "أم أحمد" الفلاحة والتي لا تحسن القراءة: ".. وكأن هؤلاء يا بني بواشق إذا انقضت على فريسة وانشبت فيها أظفارها وطارت فيها فلا نجاة لها ولا رجاء" ص70، طبعا هذه اللغة أعلى بكثير من لغة الأم، لكن علينا أن ننظر إلى الرواية في زمانها وعصرها، فاللغة الروائية كانت بوترة واحدة، لكتها لغة أدبية راقية، وقد صيغة بطريقة سلسة حتى يمكن للقارئ أن ينتهي منها في جلسة واحدة.
كما تستوقفنا طبيعة الشخصيات، فكلها جاء مثالية وذات خلق إذا ما استثنينا شخصية "إميل بيك" الشخصية السلبية الوحيدة في الرواية، وبقية الشخصيات "أحمد، أم أحمد، غريبة، الشيخ محمد الحويطي، إبراهيم، فدوى وابنتها" جاءت بصورة ايجابية ومنها من جاء بإيجابية مطلقة، فالسارد ينقل لنا طبيعة المجتمع الفلسطيني في ذاك الزمن، فلم حيث كان الخير والخيرين أكثر من الشر والأشرار.
والجميل في الرواية أنها ربطت بين الشر الشخصي المتعلق بسلوك الفرد وبين الخيانة، فشخصية "إميل بيك" شخصية ذات سلوك شخصي سيء وأيضا سلوكها يعد خيانة للوطن وللمواطن، فقد باع قرية "ستة" لليهود وشرد الفلاحين الذين كانوا يعملوا فيها، وكان قبلها قد اغتصب "أم غريبة" وساهم في قتلها عندما رفضت أن تخرج من بيتها والأرض التي تربت فيها، فما كان منه إلا أن هجم عليها مما أدى إلى موتها، فأصبحت "غربية" يتيمة الأب والأم، حيث أن "إميل بيك" لم يعترف بابنته لتربى في المدرسة الإسلامية في القدس وتنشأ على أنها مسلمة، هناك كان يزورها "أميل بيك" لكن لم تكن أدارة المدرسة تسمح له برؤيتها، فكان يضع لها بعض الهدايا، وهذا الأمر أيضا كان يقوم به "الشيخ محمد الحويطي" تكبر "غريبة" تزور "ابن عمها أحمد " في حيفا اثناء العطلة التي تمنحها المدرسة للطالبات، وفي حيفا كانت الثورة مندلعة والصراع الفلسطيني اليهودي في أوجه، يعتدي مجموعة من اليهود على "إبراهيم" أثنا مرور "أحمد" الذي كان عائد من عمله في سلكة حديد حيفا، فيقول بالتصدي لليهود ويخلص "إبراهيم" من بين أيديهم، لكنهم يطلقون عليه النار فيصيبونه في الفخذ، وهنا يرفض أن يذهب إلى المستشفى حتى لا يتعرض للمسائلة من قبل الانجليزي لأنه أصيب بطلق ناري، وعندها سيقصل من عمله حسب القانون الانجليزي، فيم علاجه في بيته، وهناك يشاهد "غريبة" التي يعجب بجمالها، وتبدأ قصة حب بينهما، يحاول "إميل بيك" أن يضع العراقيل بينهما لأنه يعرف أن "غريبة" هي أخت "إبراهيم" لكنه لا يجرؤ على مصارحة ابنه بهذه الحقيقة المرة، رغم كل المحاولات التي نصبها "إميل بيك" تبقى العلاقة مستمرة، ويقرر "إبراهيم وغريبة" على الزواج، رغم عائق الدين، ورد "إبراهيم" على هذا الأمر بقوله: "لا يا والدي أن ذلك وحده لا يهمني مطلقا فعندي أن المرء هو مجموعة صفاته نفسه، فإذا كانت هذه الصفات حميدة فصاحبها كفؤ لأي شخص آخر! أما الفارق لديني فكنت أظن أنك تعرف رأيي فيه فإني أرى أن هذا الفارق يجب أن يزول من هذه البلاد إذا كنا نحبها ونطب لها ولأبنائها الخير، أنا عرب، ويجب أن نكون عربا في قومية واحدة ولغة واحدة وعقيدة واحدة ومذهب واحد أيضا" ص76، الجميل في هذا القول أننا الآن وبعد ما يقارب القرن لم نصل إلى فهم هذه الفكرة، أن الوطن أكبر وأهم من الدين، فالوطن هو الضامن والحامي والجامع لكافة المواطنين، واعتقد أن هذه القول أخذ به في دول (الخريف العربي) لما كان ما كان من خراب وتهجير وقتل، فهل كان قبل قرن من الزمن أكثر وعي مما نحن فيه الآن؟، أم أن هناك أفكر مشوهة نشرت وتمكنت منا فأمسينا في مهب الريح، يسيرنا العدو حيثما وكيفما يشاء؟.
وهنا يستعين "إميل بيك" بالشيخ "محمد الحويطي" الذي سكن في "جنين" بعد أن سلمت "ستة" لليهود، لكي يساعده على حل المشكلة، فلا يمكن أن يتم هذا الزواج، وهنا كان لا بد من مواجهة "إبراهيم" بالحقيقة المرة، وبعد أن يعرف أن "غريبة" أخته يذهب إلى البحر محاولا أن يتخلص من الخبر الذي وقع عليه، يتعمق في السباحة، يحاول "أحمد" أن ينقذه بعد أن أصابه الإرهاق، لكنه يصل متأخرا، فيقضي نحبه، وهناك يصاب "إميل بيك" بحالة من الجنون، فيعود إلى "ستة" وكأنه ما زال مالكها، يموت وهو بهذه الحال، وعندها يتزوج "أحمد وغريبة" وبهذا تنتهي الرواية.
الرواية صدرت الطبعة الأولى منها في فلسطين عام 1931، والطبعة خاصة صدرة عام 2000، عن وزارة الثقافة الفلسطينية، رام الله فلسطين، ضمن سلسة الرواد (1).
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف