الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

صورة الشهيد في رواية الجرمق بقلم سليم النجار

تاريخ النشر : 2019-01-02
صورة الشهيد في رواية الجرمق
للكاتب مهند الأخرس
بقلم سليم النجار
لقد كان البطل الرومانسي ؛ في رواية الأربعينات من القرن الماضي ؛ افضل حالاً من البطل المآزوم المهزوم في بعض الروايات العربية هذه الأيام ؛ " فالبطل الرومانسي" كما يقول بول فان تييغيم ؛ في كتابه " الرومانسية في الأدب الأوروبي" - ترجمة صياح الجهيم " قد يكون سيداً عظيماً ؛ لكنه في الأغلب من أصل وضيع مجهول ؛ وسواء كان ولداً لقيطاً ؛ او ابن زنى ؛ او شخصاً من العامة ؛ او خادماً او مهرجاً او قاطع طريق ؛ فأنه يحس احساساً مراً بالتضاد بين وضعه الاجتماعي وقيمته الخاصة . وهو مفعم كبرياء ومرارة وغضباً ؛ ويتحدى العادات والقوانين.

لكن البطل الرومانسي هذا ؛ متردد مثل هاملت امام الفعل ؛ يظل منفعلا اكثر منه فاعل ؛ يتبع اهواءه العمياء المحفوفة بالمكاره والمخاطر.

ان بطل بوشكين وليرمانتوف ؛ ارهاص بطل تشيخوف وغوركي ؛ وبطل عبد الحليم عبدالله ؛ ارهاص ببطل نجيب محفوظ ؛ وهذا مفهوم ؛ ومنطقي تاريخياً .

البطل في رواية الجرمق شهيد ؛ انه مقاتل ؛ هو ؛ علي ابو طوق؛ وهو بطل واقعي وسببا في صعود الرواية لمصاف الرواية المحرضة ضد الهزيمة . وضد ازمة البرجوازية العربية ؛ التي انسرحت على الرواية العربية الرومانتكية ؛ تم الواقعية ؛ وجاءت موجة الحداثة " التي تقوم على مبدا الفرد المقذوف الى وجود لا انساني ؛ لا يملك سواء ذله ؛ في مواجهة سيزيفية قدرية ؛ والمآل الشاك بكل القيم ؛ والسقوط في سديم اللامعنى العدمي" .

الشهيد في رواية الجرمق ؛ تم صياغته من الفضاء الأجتماعي الفلسطيني المقاوم ؛ الذي يرفض واقع الهزيمة؛ رفضاً كلياً.

وهذه خريطة الرواية ؛ ومنها يتأكد جو المقاومة الذي يحيق برواية الموجة الجديدة ؛ رواية الصعود ؛ لا التعميم.

ولن ازعم " الجرمق" تاتي من الشمس او من الغيب القدري ؛ بل جاءت من قيم تؤمن ان الثورة قدر الشعب الذي تعرض لهزيمة ؛ اذاً اصبحت رواية الجرمق عامل موضوعي في مواجهة الهزيمة.

ولقد هجست الرواية بالبطل الإيجابي " الشهيد" وبعلاقته بفكرة الماضي الثائر ؛ لا في الزمن وحده ؛ الذي يزاوج الخنوع مع الأعتياد ليكون الجنين هزيمة. البطل هنا ينقلب على هذا الجنين ؛ مؤكداً ان السيولة الزمنية ؛ هي سيولة الثورة.

ان الشهيد في رواية الجرمق ؛ يرفض الواقع التام ؛ الثابت ؛ الساكن ؛ غير موجود ابداً ؛ الواقع ناقص ابداً ومن يملأ هذا النقص فكر الشهيد ؛ الذي له حياته الداخلية وقانونه الداخلي ؛ ونموه حسب هذا القانون. والواقعية المبنية على واقع ثوري ؛ هي واقعية تجعل من الشهادة قانون للحياة.

ان الواقعية الثورية ؛ هي المؤهلة دائماً ؛ وهي مهاد البطولة الايجابية . هنا يترابط الزمن الفلسطيني ؛ وتتحرك حدوده بوعي ؛ ويصبح التفكير مستقبلياً ؛ ويجري التعبير عن حقيقة ان الفلسطيني في كل الظروف ؛ لديه ما يأمله ؛ وما يحلم به ؛ وما يناضل من اجله ؛ حتى قبل مرحلة وعيه بعملية هذا النضال وقانونية صراع المتناقضات الطبيعية الاجتماعية . وحتمية انبثاق الجديد وانتصاره على القديم .

ان البطل الشهيد هو بطل مرحلة التكون بالنسبة للرواية الفلسطينية التي لها المستقبل؛ لأنها تقوم ؛ وتعبر ؛ عن حركة اجتماعية هي بذاتها في طور التكون ؛ وهي القادرة على تحريك حدود الزمن ؛ والأنتقال من الماضوية المهزومة الى حاضر الثورة .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف