الأخبار
طالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيلإسرائيل ترفض طلباً لتركيا وقطر لتنفيذ إنزالات جوية للمساعدات بغزةشاهد: المقاومة اللبنانية تقصف مستوطنتي (شتولا) و(كريات شمونة)
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قراءة في كتاب "مكان تحت الشمس" لبنيامين نتنياهو بقلم: أيمن دراوشة

تاريخ النشر : 2019-01-02
قراءة في كتاب "مكان تحت الشمس" لبنيامين نتنياهو بقلم: أيمن دراوشة
قراءة في كتاب "مكان تحت الشمس" لبنيامين نتنياهو

ترجمة: محمد عودة الدويري

قراءة: أيمن دراوشة

عدد الصفحات: 438

منشورات: دار الجليل- عمان - 2014


مقدمة

يتناول نتنياهو في كتابه قضايا كثيرة تمس جوهر القضية الفلسطينية؛ وما طرحه من أفكار في كتابه يستحق أن يلقى الاهتمام من النخبة السياسية الفلسطينية؛ لتتعرف على ماهية الشخص الذي استطاع الفوز بمنصب رئيس الوزراء لثلاث فترات.

وعن أسباب تأليفه للكتاب، يقول إنه أراد اثبات كذب الفرضيات التي تعرضها الدعاية العربية لحل الصراع العربي-الإسرائيلي. وقد أسس لاعتراضه هذا على المجال الأخلاقي، بعرضه الحق الذي لا يقبل النقض بحق الصهيونية في فلسطين، وكشفه زيف الادعاءات العربية بالأرض اليهودية، وفي المجال العملي عرض نظريته السياسية والأمنية لحل الصراع.

فحسب نظريته لا يمكن حل مشاكل الأقليات (ويقصد الشعب الفلسطيني الذي لا يعترف بوجوده) بإعطائهم حُكْمًا يضمن لهم السيادة على أي قطعة أرض يهودية. ويشرح الكيفية التي يمكن لإسرائيل أنْ تقيم سلام مع العرب بدون القيام بإجراءات تعرض أمنها للخطر.


ولادة الصهيونية وخطورة التخلي عن مبادئها

في فصلي الكتاب الأول والثاني سرد لنا ولادة ونشأة الصهيونية، وارجع لها الفضل في تكوين الهوية القومية اليهودية، بعد أنْ كان اليهود مشتتين لا حول لهم ولا قوة، حتى ظهرت الصهيونية واستطاعت توحيد الشعب، وزرعت في نفسه حلم العودة إلى صهيون التي تشكل مهد رسالته وموطن آبائه وأجداده.

وينتقل للحديث عن خطورة التخلي عن مبادئ الصهيونية، ويقول عن الذين حملوا أفكارًا بعيدة عن الصهيونية "إنَّ نظرية ما بعد الصهيونية هذه تُعد أكثر خطورة على مستقبلنا من هجمات خارجية حيث إنَّ تنازل دولة إسرائيل عن المبادئ الصهيونية، يُعد تنازلًا عن مصدر حياتها، وعندئذٍ تبدأ بالذبول". (ص،34)

ويسهب بالحديث عن مؤتمر فرساي، والقارئ ليظن أنَّ المؤتمر لم يعقد إلا لإعطاء اليهود الحق بإقامة وطن قومي في فلسطين، فالمؤتمر حسب الكاتب أعاد الحقوق لليهود الذين طردوا وهجروا من أرضهم منذ آلاف السنين، والتي بقيت في قلبه رغم المذابح التي ارتكبت في حقهم ظلوا في أرض إسرائيل. ويدافع عن حق إسرائيل في الأردن حيث أعطى فرساي اليهود ضفتي نهر الأردن لإقامة دولتهم.

واستطاعتِ الصهيونية السياسية تمهيد الطريق لتحقيق حكم يهودي قومي في الوطن اليهودي عبر توفير كل ما يلزم للاستيطان الجماعي المتجدد.

الأرض الخراب والمهجورة

كعادة الصهاينة يتحدث عن الأرض الخالية إلا من بعض مضارب البدو الرحل، فمدن بيت لحم والناصرة ويافا...كانت صغيرة ونادرة السكان، وينقل عن باحثين يقول إنهم زاروا المنطقة قولهم "إنه من الممكن إعادة الازدهار لهذه المدن، شريطة السماح لليهود باستيطانها من جديد". (ص56)

ويقول: بالفعل لم يجد اليهود عند عودتهم سوى أرض خراب وقليلة السكان، فالأفندية العرب الذين يملكون الأراضي أهملوها، وكانوا يعيشون حياة بذخ في بيروت ودمشق، أَمَّا المستوطنون فقد حولوا المستنقعات إلى أراضٍ زراعية خصبة وبنوا المدن بمساعدة أرباب المال اليهود.

فالناصرة لم تكن سوى قرية صغيرة مهملة، وعكا خربة كبيرة، أَمَّا أَريحا، فأصبحت حزينة وقذرة...فعندما أتى اليهود "لم يكن هناك شعب فلسطيني ذو وعي قومي أو هوية قومية، أو حتى مصالح قومية مشتركة، ومثلما لم تكن هناك دولة فلسطينية، لم يكن هناك شعب فلسطيني، أو ثقافة فلسطينية". (ص، 77)

وهناك يدخل نتنياهو بالزيف والدجل في محاولات عاجزة عن نفي وجود ما يوجد، وكأن لليهود دولتهم وثقافتهم على أرض فلسطين ولم يأتوا من كل مكان؛ ليكونوا رأس حربة للاستعمار في شرذمة الوطن العربي لمنع تحقيق أي تقدم وتطور في المنطقة.

ويستمر بالخداع وتأليف الأكاذيب عن العدو البريطاني الذي منع اليهود من الهجرة والتسلح، وَسَهَّل تدفق السلاح بكميات هائلة للعرب!

مما وضع إسرائيل في موقف خطير ضد عدو يفوقهم عددًا وعدّة، وهذا يناقض ما قاله كمرلنغ ويوئل مغدال في كتابهما (الفلسطينيون-صيرورة شعب)، إنَّ الفلسطينيين لم يكن لديهم من المقاتلين سوى الفين أو ثلاث، في الوقت التي "كانت الهجناة قادرة على تجنيد وإيفاد أكثر من 35،000 مقاتل إلى ساحة القتال". (صيرورة شعب، مركز مدار، 2001)

حيث تدرب الكثير منهم في الجيش البريطاني وشاركوا في قمع الأضراب الكبير 1936-1939.

في الفصل الثالث والرابع يناقش باستفاضة ما سماه حقيقة العنف في الشرق الأوسط وحقيقة مركزية القضية الفلسطينية غير الموجودة إلا في عقول العرب.

فالحروب المتواصلة في المنطقة ليست بسبب القضية الفلسطينية بل نتيجة لميول الحكام العرب لاستخدام العنف، ويورد قائمة طويلة بالاغتيالات لرؤساء وملوك وسياسيين عرب قام بها مواطنيهم، فالعالم العربي ما هو إلا نموذج ثابت لواقع مستمر وثابت، فهو منذ عشرات السنين وهو الأكثر عنفًا ودموية على وجه الأرض.


عدوانية العرب والحق التاريخي

في الفصل الرابع يكرر أَنَّ العرب شنوا الحرب في 1967 وخسروها، وإنَّ احتلال إسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة والتي ما زال يسميها "مناطق" ليس هي مصدر النزاع العربي- الإسرائيلي، إذ إنَّ الصراع بدأ قبل ذلك، وكذلك الأمر بالنسبة لقضية اللاجئين الفلسطينيين فالعرب هاجموا إسرائيل عام 1948 ولم تكن مولودة بعد، ولكن العرب يستخدمون اللاجئين من أجل تبرير كراهيتهم لإسرائيل.

إنَّ السبب الحقيقي للنزاع هو "أنَّ العرب أوجدوا هوية فلسطينية جديدة، وخلقوا بالأكاذيب، شعبًا جديدًا مختلفًا هو "الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة"". (الكتاب، ص 173)

ويطرح نتنياهو موقفه الواضح والذي لا نقاش فيه، بأَنَّ لا سلام مع العرب –هو لا يعترف بالشعب الفلسطيني- إلا وفق الشروط الإسرائيلية ويطنب بالحديث عن حق اليهود في أرض إسرائيل، وحقوقهم التي كفلها لهم وعد بلفور وقرارات مؤتمر فرساي وقرار الانتداب الصادر عن عصبة الأمم، حيث "إنَّ حق اليهود بالسكن في الخليل ونابلس وشرق القدس، معترف به من قبل العالم، تمامًا كحقهم بالسكن في حيفا ويافا وتل أبيب، وغرب القدس". (الكتاب، ص 200)

وهذا الكلام مجافٍ للحقيقة، فأمريكا وأوروبا وإنْ دَعَمَتا إسرائيل بقوة وعلى حساب القانون الدولي وحقوق الإنسان إلا أنَّها –على الأقل بالتصريحات السياسية- لم تعترف علنًا بأحقية إسرائيل في هذه الأراضي وتعتبر القدس الشرقية مدينة تحت الاحتلال.

ويخبرنا عن الأهمية التاريخية والدينية للضفة الغربية لليهود، فالضفة الغربية هي قلب البلاد، والتي كانت مسرحًا لأحداث هامة في مسيرة الشعب اليهودي قبل الشتات، فالخليل دفن فيها أجداد الأمة، وفي ألون مورية تلقى إبراهيم وعد الرب بالأرض، وبيت لحم تضم قبر راحيل، وأريحا عن طريقها دخل يهوشع إلى البلاد، ونابلس حيث تليت التوراة على مسمع الشعب...ألخ.

ويركز نتنياهو حديثه عن سلوان وهي التي تتعرض هذه الأيام لأبشع أنواع التنكيل والمصادرة حيث تهدم البيوت ويتم التضييق على سكانها لإجبارهم على الرحيل، ويقول إنَّ أسفلها يقع نبع وبركة كانا يزودان القدس بالمياه في عهد الهيكل الأول، وهو موقع مذكور في التناخ، وحول هذا الموقع بنى داوود عاصمته فكيف يمنع الاستيطان فيها؟

ويذكر بقول بن غوريون عن الخليل: "الشقيقة الكبرى للقدس". (الكتاب، ص 206)

ويؤكد دعمه لحركات الاستيطان بل إلى الحركة الأكثر تطرفًا ودموية غوش إيمونيم، ويلجأ إلى علم الآثار ليمارس هوايته باختراع ما هو غير موجود إذ يقول: "هذه الأرض، التي تخرج مع كل ضربة فأس في أراضيها بقايا من الماضي اليهودي". (الكتاب، ص 210)

وقد سبق للكاتب عوز شيلاح أنْ تحدث عبر روايته "أراضٍ للتنزه" عن استغلال الاحتلال الإسرائيلي للعلوم ومنها علم الآثار وتزييفه لإثبات ما لا يمكن إثباته، والمحاولات الحثيثة لطمس أي وجود للشعب الفلسطيني عبر التاريخ.

السلام المسلح المبني على الردع والأعمال الحربية

في الشرق الأوسط لا يمكن تحقيق الأمن لإسرائيل إلا عبر "قوة الردع المعتمدة على قوة الحسم". (الكتاب، ص 289)، فلا بديل لإسرائيل إلا سلام مسلح وحذر بحيث يوفر القوة الكافية لها لردع العرب، ولا شك أَنَّ الذي أجبر الدول العربية التي وقعت اتفاقيات مع إسرائيل هو القوة وليس الرغبة بالسلام من قبلهم.

ويتناول نتنياهو عدم قدرة إسرائيل عن الدفاع عن نفسها إذا تخلت عن الضفة الغربية، ويستشهد بتوصية وزارة الدفاع الأمريكية بعد عام 1967، والتي تضمنت ضرورة احتفاظ إسرائيل بأربعة أخماس أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة وبهضبة الجولان جميعها.

فالسيطرة على الضفة الغربية مسألة استراتيجية بالنسبة لإسرائيل فعدا عن أهميتها العسكرية، فإنَّ 40% من المياه العذبة التي تغذي إسرائيل موجودة تحت الأرض في الضفة الغربية، لذلك يرفض نتنياهو الدولة الفلسطينية ويقول إنَّ غالبية الإسرائيليون يعتبرون الدولة الفلسطينية "خطرًا مميتًا للدولة". (الكتاب، ص 315)

فالضفة الغربية تشكل عائقًا طبوغرافي ولها أهمية حاسمة من ناحية العمق والارتفاع الاستراتيجيين لصد أي غازٍ، بالإضافة لأهمية السيطرة على مصادر المياه. وهذا يعني أنّ لها قيمتها الحيوية لإسرائيل وكل من يقترح تقسيم هذه المنطقة إلى دولتين، ويحاول الدفاع إنَّما يدعو للكارثة على الشعب الإسرائيلي، وكذلك الأمر بالنسبة للجولان الذي يزود إسرائيل ب 40% من احتياجاتها المائية.

وسيطرة إسرائيل على هذه المناطق كانت عائقًا أمام الحرب الشاملة، لذا على إسرائيل بقاء على سيطرتها عليها، والمحافظة على قوة ردع ساحقة من أجل زيادة فرص السلام. أما كيف يمكن السيطرة على الشعب الفلسطيني واحتلال أراضي الغير بالقوة المسلحة أن يجلب السلام، فهذا بالتأكيد ليس له علاقة بالواقع العملي إلا أنَّ نتنياهو يخبرنا في الفصل الثامن أنَّ إسرائيل تبقى قوية ومرهوبة الجانب إذا قامت بجلب يهود العالم إلى أرض إسرائيل، وحتى تنجح بذلك لا بُدَّ من إصلاحات جذرية في الاقتصاد الإسرائيلي، وبواسطة الهجرة اليهودية تستطيع إسرائيل الابقاء على تفوقها الديموغرافي الذي يحذر منه الكثير من العلماء والباحثين الإسرائيليين فدولة إسرائيل ستهزم العفريت الديموغرافي عندما تنجح برفع عدد سكانها ما بين 8-10 مليون يهودي بعد سنوات، ويتحدث عن اليهود الروس وقدَّرهم ما بين 2-3 مليون ويهود الأرجنتين وقدَّرهم 300 ألف وكذلك يهود جنوب أفريقيا ويبلغ عددهم 100ألف، بهذا يمكن لإسرائيل أنْ تحقق الازدهار والاستقرار والسلام مع العرب بدون تقديم أيِّ تنازلات، أيّ السلام المبني على خوف العرب من قوة إسرائيل الضاربة.

وكان لموضوع استقدام المهاجرين اليهود من اصقاع العالم أهميته في برنامج الحكومة المشكَّلة حديثًا في إسرائيل، مما يعني أنَّ نتنياهو يسير قُدمًا في تنفيذ ما ورد في كتابه.

ويعود نتنياهو ليعبِّر في الفصل التاسع عن رفضه المطلق لقيام دولة فلسطينية، فوجودها لا يشكل تهديدًا تكتيكيًا فقط، بل هو تهديد استراتيجي يهدد وجود الدولة اليهودية.

ويتحدث عن إمكانية الوطن البديل ويقول: "إنَّ القول بأنَّ الأردن هي الدولة الفلسطينية، هو تعريف لوضع قائم موجود، وليس صياغة حقوق...كما أنه ليس دعوة للقيام بأيّ عملية، ولا لاستبدال نظام الحكم في هذه الدولة". (الكتاب، ص 380)

ويطالب بفتح باب التفاوض مع سكان الضفة الغربية لبحث حقوقهم المدنية وليس مطالبهم بالسيادة بالسيطرة على المناطق التي لا يمكن الاستغناء عنها نظرًا لأهميتها للأمن القومي الإسرائيلي.

القدس العاصمة الأبدية لإسرائيل

يقول نتنياهو إنَّ الفكرة التي تتحدث عن تقسيم القدس تلاشت بسبب الحقائق الجديدة والمتمثلة بالأحياء اليهودية التي أقيمت في المدينة وربطها بسلسلة من المستوطنات بعد عام 1967 مثل: جيلو، وبسجات زئيف، ومعليه أدوميم، وجعفات زئيف...ويطالب بتعزيز وتكثيف الاستيطان اليهودي من غوش عصيون في الجنوب، ومرورًا بمستوطنة متسبيه يريحو، ومعاليه أدوميم في الشرق، ولا تنتهي السلاسل إلا في الشمال في مستوطنات منطقة بيت إيل، وهذا الأمر سيمنع التجمعات السكانية العربية من القيام بأيِّ هجوم على المدينة ، ويعود للقول أَنَّ الحل يكمن في إدارة للحكم الذاتي يكون مركزه التجمعات في جنين ونابلس والخليل ويستثنى من الحكم الذاتي مواضيع حيوية كالأمن والمياه وأراضي الدولة.

خلاصة

حسب وجهة نظر نتنياهو لا يمكن أنْ يكون هناك سلام بدون احتفاظ إسرائيل بقوة جبارة رادعة للعرب، كما على العرب أنْ يفهموا أنَّ السلام لا يتأتى من قيام إسرائيل بتقديم التنازلات بالانسحاب من أراضٍ لقيام دولة فلسطينية لشعب فلسطيني تم اختراعه بالكذب والتضليل، أَمَّا السكان العرب في الضفة فيمكن إعطاءهم صلاحيات إدارة شؤونهم باستثناء الأمن والمياه والأرض، وضمهم إلى الأردن، ويمكن قيام دولة هناك دون أيِّ مشاكل وصعوبات فغالبية المملكة سكانها من الفلسطينيين.

ويركز بشكل كبير على الإرهاب العربي الذي يستشري في العالم، فقد أعاد أغلب العنف والقتل المنتشر في العالم إلى القومية العربية والأصولية الإسلامية التي تكره الغرب لا لشيء إلاّ حقداً على نمط الحياة الغربية وتقدمها الحضاري.

ولم يناقشِ المجازر والحروب البشعة التي قامت بها الدولة الإسرائيلية، وحتى عندما تطرق إلى مجزرة الحرم الإبراهيمي عندما قام متطرف يهودي بذبح المصلين، فإنه برَّر ذلك بالرد على الانتفاضة الإرهابية التي أصابت الكثير من المستوطنين في الضفة وغزة، مما أفقد "المستوطنون قدرتهم على ضبط النفس وخرقوا القانون في حالات عديدة". (الكتاب، ص 416)

وفي كتابه "استئصال الإرهاب، يطالب بإصلاح الأخطاء الجسيمة التي وقع فيها اليسار الإسرائيلي ممثلة بحزب العمل في سعيها لوقف الإرهاب الفلسطيني. ويصل إلى قناعة أنه من الممكن أنْ نصل "إلى الاستقرار وأنْ ندمِّر الإرهاب إذا ما عادت إسرائيل وأمسكت بيديها مسؤولية أمنها وأصرّت على سياسة تجاه الحكم الذاتي للعرب الفلسطينيين بحيث لا يسمح لهم بإقامة مناطق للإرهاب". (استئصال الإرهاب، دار الندى، بيروت، دون تاريخ، ص 136).

وقد نجح نتنياهو بعد تأليف كتابه بفترة قصيرة أنْ يصعد لسدة الحكم في إسرائيل، وأن يتوج ملكا بانتخابه للمرة الثالثة في 2013، واستطاع أنْ يُطبِّق بشكل كبير كل أفكاره، بتحطيم اتفاقيات أوسلو ومحاولاته التي لا تكل بدفن ووأد الحلم في دولته، فقد تم تكثيف الاستيطان بشكل جنوني حتى لم يعد بالإمكان الحديث عن حل الدولتين، واستطاع أنْ يُطوِّق القدس بالمستوطنات بحيث جعل تقسيمها كما يقول مستحيلًا وما زال يحاول بكل قوة السيطرة على سلوان والتي ذكرها في كتابه وأهميتها الاستراتيجية لإسرائيل، أما عن عشرات ألوف الفلسطينيين في القدس الشرقية، فبواسطة الضغوط والتضييق وهدم البيوت ومصادرة الأراضي يعول على افراغها ومنع أي فلسطيني جديد من دخولها.

المراجع

-1بنيامين نتنياهو، مكان تحت الشمس، ترجمة محمد عودة الدويري، ط1، 1995م، دار الجليل للنشر والدراسات-عمان.

-2بنيامين نتنياهو، نتنياهو، استئصال الإرهاب، ترجمة محمد عبد السلام، دار الندى للطباعة والنشر، بيروت. دون تاريخ.

-3باروخ كمرلنغ ويوئل مغدال، الفلسطينيون صيرورة شعب، ترجمة محمد غنايم، مركز مدار، رام الله، ط2001.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف