الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

خسوف نور بدر الدين بقلم:نوميديا جرّوفي

تاريخ النشر : 2019-01-02
خسوف نور بدر الدين بقلم:نوميديا جرّوفي
 نوميديا جروفي، شاعرة و باحثة و ناقدة (الجزائر)

خسوف نور بدر الدين.
 

رواية خسوف بدر الدين للشاعر و الروائي الفلسطيني باسم خندقجي.

رواية تاريخية تحمل في ثناياها عَلمًا صوفيّا لا يعرفه الكثيرون، حيث سافر بنا الكاتب باسم في أوراق التاريخ و معالمه التي نجهلها، دخلنا قصورا    و التقينا سلاطينًا و أمراء و شيوخ زوايا مارّين بجبال،متوغّلين في البراري.
باسم خندقجي الذي تحدّى السجان للمرة السادسة بثلاثة دواوين شعرية و هذه ثالث رواية بعد نرجس العزلة التي أبدع فيها و ثاني رواية تاريخية بعد مسك الكفاية. 

بدر الدين محمود ابن قاضي سيماونة، ترك وطنه الأمّ مسافرا لطلب العلم لتحقيق رغبة والده الذي أراده في أعلى المناصب، تنقّل من مسقط رأسه ليكون تلميذا لصديق والده يُجوّد القرآن في الأزهر ،ليتحوّل بعدها لمعلّم وليّ عهد السلطان برقوق الأمير الأحمق كما سمّاه لأنه أفقده أعصابه و صوابه و لم يتمكّن من إتقانه اللغة العربية ،ذلك لأن أمّه الجارية تركية الأصل و تتكلم اللغة العربية بطريقة بشعة مُشوّهة.

هناك في القاهرة كان عاشقا لمكنونة جارية السلطان وطربها.

بعد مناظرة بينه و بين ابن خلدون يوما ترك التعليم هربا من استبداد السلاطين و سطوتهم أولا لأنه لا يقبل الذل و المهانة و نجاةً من خونذ شيرين والدة الأمير الأحمق التي راودته عن نفسها لأكثر من مرة          و اعتبرته عبدا لها.

و بعد أن قُتلت معشوقته على يد السلطان الذي فصل رأسها عن جسدها في مجلسه على مرأى الجميع و علّقه فَقَدَ بدر الدين صوابه.

يتشرّد و يتوه في البراري و الجبال و يشتغل حاله حال المواطن البسيط، و رغم إفلاسه لم يتركه صديقه طورة كمال الذي أعاله و أسكنه عنده.

مسافرٌ و هائمٌ على وجهه في البرية و أرض الله الواسعة ليصل إلى تبريز مُتردّدا على زاوية صوفية لابن النور هناك،لكنه لم يتقبّل الانتماء إليهم،    و أنكر ما يفعلونه فسخطوا عليه، لكن أمير تبريز أكرمه لعلمه و معرفته فأهداه بيتا و طلب أن يكون ابنه تلميذا عنده، و هذا ما حدث.

بمرور الوقت كان يغيب عن زاويته مُتخذا جبل المقطم مكانًا لخلوته فيرقص هناك كدراويش قونية مستديرا حول نفسه.

يلتقي بصديقه مصطفى نور الدين بعد زمن طويل و يُحرّره من أسره هو أبناء بايزيد بعد معركة طاحنة.

يلتمّ و أخيرا شمل الرفاق الثلاثة بدر الدين و طورة و مصطفى بأحداث متسلسلة و متعاقبة في أوراق التاريخ بقلم الكاتب المبدع باسم خندقجي، حيث أدخلنا قصورا و زوايا صوفية، و استمعنا للناي معه كما سمعه بد الدين و رقص على أنغامه الحزينة.

هناك في تبريز يختار بدر الدين سبعة تلاميذ في ريعان شبابهم من أصول و مشارب مختلفة و معهم حبيب عازف الناي و أمين فؤاد بدر الدين،       و شيخ يمينه طورة،فيشدّون الرحال حيث صديقه مصطفى و ابن السلطان المقتول بايزيد، فيُكرّمه الأمير و يجعله قاضي ليرافقهم في معاركهم و يخطب في الجند لمناصرتهم و تشجيعهم.

و هكذا نصرا تلو الآخر و بدر الدين يزداد في تجلّيه الصّوفي و عشقه       و نوره، و يأمر بالعدل والمساواة و عدم التعرّض لأهالي المناطق التي يفتحونها مطالبا بعدم سفك الدماء،وهذا ما لم يرق للأمير محمد الذي اعتبره تمرّدا و خروجا عن العادات العثمانية في الحروب فنفاه في منطقة في الجبل مع تلاميذه مُشدّدا الحراسة الأمنية عليهم.

تشاء الصّدف أن يهربوا و يصلوا إلى سيماونة مسقط رأس بدر الدين بمساعدة مصطفى شيخ يساره، و يتحصّنوا في قلعتها بمساندة أهاليها الذين أكرموهم مرحّبين ببدر الدين الذي نجّاهم من الذلّ و حرّرهم من عبودية الأمير بعد استيلائه على سيماونة.

لم يتوقّف بدر الدين يوما عن نشر العلم في زاويته التي توسّعت أكثر في قصر أبيه القديم في مسقط رأسه و زاد نوره هناك.

ابتعد عن الدنيا بشهواتها و ألوانها الزاهية و بهرجها و سلاطينها الذين لم يُعجبهم أمره،فهم دوما يكرهون صاحب العلم و يخشون معرفته لأنه        و ببساطة يُشكّل تهديدا يهزّ عروشهم.

بدر الدين الذي اجتمع حوله الفقراء و المساكين و المتعبين الهاربين من ظلم الدنيا و جور مماليكها و استبدادهم و تهديدهم.

بدر الدين كان يملك روح الحلاج في عشقه الالهي و رقصة دراويش جلال الدين الرومي و حبّ تبريز بنوره الذي خُسف في الأخير بمشنقة بايزيد باشا القائد الانكشاري الرهيب للأمير محمد.

يسوع صُلب..

بدر الدين شُنق..

نهاية حزينة في الأخير حيث خُسف بدر الدين بعلمه و نوره و معرفته.

هكذا عاش من تلميذ لمعلّم لممسوس لثائر و متمرّد فيُخسف نوره .
أروع رواية تاريخية قرأتها في حياتي حيث عرفت متصوّفا لم أسمع به يوما و أنا المعجبة بعشق جلال الدين الرومي و شمس الدين التبريزي          و الحلاج لأعثر على بدر الدين في ثنايا رواية البطل باسم خندقجي.



 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف