قراءة في قصيدة الشاعرة وداد الحبيب / تونس
دمج جميع جزيئات التجربة
الناقد الأردني / أيمن دراوشة
النص:
رأيتُ جسدي يتبخّر
يُذيب معه عقارب السّاعة
هناك على جبل بلا حجارة
بلا رمال
بلا ارتفاع
جبل يناطح السّماء
ارتديتُ الأنا
وكتبتُ على الأفق
خطايا عورة لم تولد بعد
سكبتُ فمي على بتلات الزمان
وسحبتُ البساط من تحت الغمام
ابتسم لي
انحنى أمامي
وعلى قصيدتي بارك أحرفًا
تُعادي جميع اللغات
قصيدتي من قطرات الندى
من نسائم الطفولة الهاربة
من حلم براءة الماء
واحمرار الرمّان
وقبلة خطفتها من ثغر النار
حملتها رضيعة
ألبستها الأمنيات
وعلى شعرها الطويل الثائر
نسجت حبًّا
لأنثى حُبلى بوجع المساء
-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-
قصيدة مدورة لا تعرف الحدود والفواصل، لكنها تفهم المعاني والأفكار والعبارات، حيث تم إبراز كل دقائق الإحساس:
رأيتُ جسدي يتبخّر
يُذيب معه عقارب السّاعة
هناك على جبل بلا حجارة
كما تتميز القصيدة المدورة بدمج جميع جزئيات التجربة، فهي استرسال في التدوير الذي هو مهمة صعبة تحتاج إلى مراقبة التفعيلة والشكل لغياب الضوابط الإيقاعية، مما أدّى إلى أن انصراف الشاعرة إلى المضمون إلى الشكل.
ارتديت الأنا 2
وكتبتُ على الأفق 3
خطايا عورة لم تولد بعد 5
ولعل الاعتماد على الميزان الصوتي بدلا من العروضي يجعلنا نضارع علم الموسيقى في تمييزه بين الصوت الممتد (-) والصوت العادي (ب) كما في (من) و (الأنا) ...
الحروف توظيف متعددة الأشكال والبُنى، والدلالات والرموز تكثف حالة الشعور الكلي للنص الشعري، والكلمات لدى الشاعرة لم تنقل معنى مباشرا فحسب بل رمز بعيد وطاقة خلاقة وصورة تنطق بكل الدلالات والمعاني:
كتبت الانا – خطايا عورة – سحبت البساط – انحنى أمامي – أنثى حبلى ...
"مناطحة السماء" تكشف لنا عن معاناة وتجربة مريرة، للوصول إلى الترياق، هذه اللغة الشعرية هي لغة التحدي التي لا تعرف التردد ولا الهزيمة:
سكبتُ فمي على بتلات الزمان
وسحبتُ البساط من تحت الغمام
أما الرمز عند شاعرتنا فهو لحظة انتقالية من الواقع إلى صورته المجردة، وتجسيم الانفعال بقالب فني مبهر.
ومن الملاحظ استخدام الشاعرة للفعل الماضي أكثر من المضارع، (رأيت – سحبت – سكبت – نسجت – ابتسم - انحنى ...) هذا دليل التداعي وذاكرة الشاعرة الساعية وراء تحقيق الأمنيات على الرغم من الوجع.
وعلى قصيدتي بارك أحرفًا
تُعادي جميع اللغات
قصيدتي من قطرات الندى
النص بمثابة لوحة كاملة أو مجموع صور جزئية وتآلف هذه الصور غير الغامضة عملية التصوير الفني.
إنَّ الصورة الجزئية المركبة المستخدمة في أكثر من موضع تؤازرها صورة البشرى في نهاية القصيدة والتي أعدها أروع الصور وأنجحها.
وعلى شعرها الطويل الثائر
نسجتُ حبًّا
لأنثى حُبلى بوجع المساء
دمج جميع جزيئات التجربة
الناقد الأردني / أيمن دراوشة
النص:
رأيتُ جسدي يتبخّر
يُذيب معه عقارب السّاعة
هناك على جبل بلا حجارة
بلا رمال
بلا ارتفاع
جبل يناطح السّماء
ارتديتُ الأنا
وكتبتُ على الأفق
خطايا عورة لم تولد بعد
سكبتُ فمي على بتلات الزمان
وسحبتُ البساط من تحت الغمام
ابتسم لي
انحنى أمامي
وعلى قصيدتي بارك أحرفًا
تُعادي جميع اللغات
قصيدتي من قطرات الندى
من نسائم الطفولة الهاربة
من حلم براءة الماء
واحمرار الرمّان
وقبلة خطفتها من ثغر النار
حملتها رضيعة
ألبستها الأمنيات
وعلى شعرها الطويل الثائر
نسجت حبًّا
لأنثى حُبلى بوجع المساء
-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-
قصيدة مدورة لا تعرف الحدود والفواصل، لكنها تفهم المعاني والأفكار والعبارات، حيث تم إبراز كل دقائق الإحساس:
رأيتُ جسدي يتبخّر
يُذيب معه عقارب السّاعة
هناك على جبل بلا حجارة
كما تتميز القصيدة المدورة بدمج جميع جزئيات التجربة، فهي استرسال في التدوير الذي هو مهمة صعبة تحتاج إلى مراقبة التفعيلة والشكل لغياب الضوابط الإيقاعية، مما أدّى إلى أن انصراف الشاعرة إلى المضمون إلى الشكل.
ارتديت الأنا 2
وكتبتُ على الأفق 3
خطايا عورة لم تولد بعد 5
ولعل الاعتماد على الميزان الصوتي بدلا من العروضي يجعلنا نضارع علم الموسيقى في تمييزه بين الصوت الممتد (-) والصوت العادي (ب) كما في (من) و (الأنا) ...
الحروف توظيف متعددة الأشكال والبُنى، والدلالات والرموز تكثف حالة الشعور الكلي للنص الشعري، والكلمات لدى الشاعرة لم تنقل معنى مباشرا فحسب بل رمز بعيد وطاقة خلاقة وصورة تنطق بكل الدلالات والمعاني:
كتبت الانا – خطايا عورة – سحبت البساط – انحنى أمامي – أنثى حبلى ...
"مناطحة السماء" تكشف لنا عن معاناة وتجربة مريرة، للوصول إلى الترياق، هذه اللغة الشعرية هي لغة التحدي التي لا تعرف التردد ولا الهزيمة:
سكبتُ فمي على بتلات الزمان
وسحبتُ البساط من تحت الغمام
أما الرمز عند شاعرتنا فهو لحظة انتقالية من الواقع إلى صورته المجردة، وتجسيم الانفعال بقالب فني مبهر.
ومن الملاحظ استخدام الشاعرة للفعل الماضي أكثر من المضارع، (رأيت – سحبت – سكبت – نسجت – ابتسم - انحنى ...) هذا دليل التداعي وذاكرة الشاعرة الساعية وراء تحقيق الأمنيات على الرغم من الوجع.
وعلى قصيدتي بارك أحرفًا
تُعادي جميع اللغات
قصيدتي من قطرات الندى
النص بمثابة لوحة كاملة أو مجموع صور جزئية وتآلف هذه الصور غير الغامضة عملية التصوير الفني.
إنَّ الصورة الجزئية المركبة المستخدمة في أكثر من موضع تؤازرها صورة البشرى في نهاية القصيدة والتي أعدها أروع الصور وأنجحها.
وعلى شعرها الطويل الثائر
نسجتُ حبًّا
لأنثى حُبلى بوجع المساء