الأخبار
2024/4/16
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

فتاة الحزن بقلم:هبة الأحمد

تاريخ النشر : 2018-12-30
دموع عينيها تصارع السماء، فتختفي في الصباح لتظهر في المساء، لقد تحملت الكثير من الهموم والعناء، وازدادت آلامها وجروحها وأصبحت من البؤساء، لم تكن جميلة ذاك الجمال الذي يبهر، ذاك الجمال الذي يخيف ويربك، كانت فتاة عادية، ولكن بملامح وتفاصيل غير عادية، عيناها كمرفئين أخضرين، كغابتين مسحورتين، يُغرف من بحريهما نيسان، ضجيج داخل روحها، مدن انهارت بالكامل، تخبط حرب ودماء جارية، سلامٌ على الليل المتفشي تحت عينيها، على الكدمات المخبأة تحت قميص قلبها، كان من الممكن أن يتمكن منها الحزن ويُغير ملامحها، يغير نظرة عيونها، يغير إحساسها بكل شيء، كان من الممكن أن يطفئها تماماً، وبالرغم من أن الحزن وصل لمنبت شعرها وبدأ يأكلها شيئاً فشيئاً، وبدأ الشيب يغزو رأسها، ‏إلا أنها كانت قوية بما يكفي لتحارب الحزن، وأرقّ بما يكفي لتُهزم بكلِمة،‏ وحدها دائماً كانت وحدها، في مواجهة الخوف والألم والارتباك والحُزن، في التصدي للصَدمة وتحمل المَرض والخَيبة والانكسار، في كُلّ تِلك الأشياء الَّتي تنخر الروح، كانت وَحدها، لا أحد يَعلم ما أصابها، لا أحد يَعلم كيف كانت معركتها مع الحياة، ما الذي زَعزَع أمانها وقَتل عفويتها، كم كافحت وكم خسرت لا أحد يعلم حقًا،
لم تكن تقاوم العالم، تقاوم قوة أكبر ، كانت تقاوم تعبها من العالم، كانت تبدو فَتاة لعزيمتها سبعةُ أرواح، قويّة، صَلبة طَموحة لا تعرفُ للهزيمة مكان، أدارت ظهرها للذين حاولوا كسرها ، جعلتهم يشعرون أنهم ما زادوها بذلك إلا قوة و صلابة،
سلام على تلك الدموع التي لم تبكها بعد، بل ابتلعتها بمرارتها، سلام عليها لأنها تحملت ثقل الكون كله دون عكاز واحد أو جدار تستند عليه، ولم
تسقط بعد.
هبة الأحمد
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف