الأخبار
قطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيراني
2024/4/18
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قارئة الفنجان بقلم صباح النعمات

تاريخ النشر : 2018-12-28
رفعت الفنجان فأصفر وجهها،وقالت بحيرة؛أي ذنب أقترفتي يا فتاة حتى حاسبك الله بهذه الطريقة؟
فأبتسمت بل قولي كم أحبك الله حين أبتلاك،تعالي الآن ودعي الفنجان،أنا سأروي لك هذه المرة دع الفنجان جانبا؛فما عادت أمامي طريقان كما تتحدثين دائما أيتها البراجة،وماعاد فارس أحلامي حبا أخبريني أنه قادم بعد حين،كما تتفوهين دائما سأخبرك الأمر إن استطعتي معي صبرا،أعادت الفنجان إلى مكانه وجلست تستمع إلي بلهفة وكأنها تسأل مابها؟
قالت ؛لقد قرأت حزنا عميقا في عينيك ..وكأنني عرفت المسألة.
كنت صغيرة وضفائري هذه ماكانت بيضاء هكذا،كانت شقراء جميلة وما كان هذا السواد الذي يحاصر عيناي،كسور يحاصر مدينة عظيمة؛أحببته أسمرا،وكان سيد الرجال،أحببته بلهفة وأحبني حبا جما،التقينا ذات مرة صدفة،كان يسكن البلدة المجاورة.
-هذه التي حاصروها منذ عامان؟؟؟
_أجل قد كان هناك وقد حضر الحصار بأكمله ولكن نصيبي وقدره أن بقي حيا.
كان حبا من النظرة الأولى ولكن نصيبي كان أن اتجرع الألم والمرارة حاصرته ظروف الحرب وبقيت لزمن أنتظره؛لم يكن بيننا موعد ولا عهد ولا حديث ،سوى حديث عيونه حين التقينا،ولكنها حينها أخبرتني بالكثير وأخبرتني أن انتظريني،قسما سأعود ولا زلت أؤمن بقسم العيون أكثر من قسم الأفواه الذي يكفره صوم ثلاثة أيام،أنتظرته كثيرا وقلبي كان دائما يخبرني بأنه قادم وحقا لم يخذلني قلبي ولا عيناه.
قد عاد عودا أحمدا كان يوسفيا لم يدخل البيت الا من بابه وكنت مريمية،بكل حب وافق والدي فكان نعم الشاب والحبيبب فتزوجنا،بدت دهشة في عيونها وحزن وأسى كبير في قلبي.
وتابعت ..وهي بشغف تستمع إلي..
تزوجنا فدخل الفقر من الشباك ولكن الحب أغلق الباب ولم يخرج،ظل ثابتا لم يتغير ،تقاسمنا الألم وصبرنا سويا،فما كان أمامه من حل إلا أن يذهب إلى بلاد المهجر،ليقتات قوت يومنا،كان يوما مؤلما للغاية حين سافر،فقد كان لي نعم المؤنس،فأصبحت وحيدة للغاية ،وغزاني،الخوف والألم وشيئا ما في قلبي كان يخبرني بأن شيئا ما سيحصل وأننا لن نستمر،كنت مطمئنة إن وضعته بين ستون امرأة؛ولكن كنت أخاف من شيئا آخر أجهله وحدسي يخبرني أنه سيحدث،لا أعلم ماتخفيه لنا الأيام،مضى على غيابه عاما كان عاما ممل عابسا،كسنين،المحل وكنت أخشى أن ترافقه سنين عجاف
واليوم قد حانت العودة،ما أسعدني كان بهذا فطلبت منه الجهات الحكومية تحاليل دموية لأستكمال أوراقه لجواز السفر؛هنا حدث شيئا مؤلما لم نكن نتوقعه؛أمرا فظيعا،وهو بأنه يحمل أحد أمراض الدم الخبيثة؛(سرطان)ولكنه لم يكن يعاني من اية اعراض او مرض،جاء حزينا وكئيبا،وقد أفسد المرض جمال لقاؤنا بعد غياب،حزنت كثيرا حينها،وشعرت بنهاية العالم فليس هناك أشد من أن ترى من تحب يفرق الحياة رويدا رويدا،والسرطان بالذات ليس منه مهرب ولا ملجأ،والموت تماما بل هو الموت ولكن بطريقة سلفية؛مطولة،لن تموت،يا حبيبي وسنبقى سويا ونعيش سويا كنت أرددها دائما في مسمعه،ليعلم أن الحب أقوى من أقوى أي شيء في العالم .
وبعد مجيئه إلى بيتنا المتواضع،الذي أنار بوجوده؛كان يجب أن يراجع الطبيب ليبدأ علاجه؛هنا حدث مالم نكن نتوقعه،أيمن كان سليما تماما ولا يحتوي جسمه أيه خلية سرطانية،وأن ما حدث كان خطأ عابرا؛فرحة كبيرة دخلت قلوبنا،كنت أظن أن الله سمع مناجاتي،وأنه رأف بحالنا،ولكن حينما راجع المخبر عرف الأمر،فقد استبدلت التحاليل،التحاليل شخص آخر لا ادري ما فعلت به الأيام،الذي كان من المفروض أن يكون زوجي مكانه،عدنا إلى منزلنا المتواضع وبدأنا نعيش حياتنا اليومية بعد مرور السحابة؛نقتسم آمالنا آلامنا وكل شيء،ورغم سوء الأحوال إلا أننا نعيش حياة رائعة بفضل الحب الذي يسكننا،بقينا ما يقارب الستة أشهر على هذا الحال؛ولكن أيمن بعد ذلك أصبح يعشق العزلة،الوحدة وبدأت تراوده الشكوك،وبدأ جسمه يهزل يوما بعد يوم؛خفت عليه كثيرا الآلام كانت في رأسه؛ولكنها تصيب جسدي ،ذهبنا إلى الطبيب فأخبرنا أن أيمن يحمل المرض ذاته هذه المرة لا مجال للخطأ ولا مجال للظن،فقد بات السرطان ظاهرا مرأى العين،وزوجي يتراجع شيئا فشيئا نحو الأسوء؛كان ذلك بمثابة الصاعقة بالنسبة الي ،وله كنت اتمنى يبقى لفترة أطول أريد طفلا يؤنسني ويحمل أسمه،الآلام أشتدت عليه،بالتدريج حتى أفكاره ترحل عن عالمنا؛لم أكن أستطيع أن أدخل معه أثناء جرعته الكيماوية،فقد كان الدواء يسري في وريده ولكن النار تسعر في وريدي،وليس أصعب من أن ترى من تحب يموت ببطء بين كلتا يديك وليس بمقدورك فعل اي شيء ؛إنه الموت الآخر الأشد ألما،ذات ليلة ممطرة كان يتوسد صدري؛برأسه الأملس الذي كان ذات يوما مشعرا،جميلا،أتلمسه بود وأروي له كم احبه؛وكم الله رحيم بنا وستشفى،وسننجب أطفالا رفع رأسه قبلني قبلة حانية،من جبيني،قال لي بحب"أحبك للأبد
وعيناه روت لي أشياء كثيرة؛نظر إلي نظرة رضا،لاتزال تلك النظرة حاظرة؛في بالي إلى الآن،أحبك جدا أيمن عش لأجلي؛أبتسم إبتسامة رائعة ورحل بصمت قاتل؛لم استطع أن أصرخ خشية أن اؤذيه،بصوتي،قد مات جسده ولكن روحه لا تزال حاظرة ترافقني لا يزال قائما في قلبي،أحدثه ليلا وأناديه نهارا،أحلم بطفلنا الذي لم ننجبه؛وأحتسي فنجان قهوتي وفي كل صباح اردد،تفضل فنجانك السادة،ياحبيبي،!
دمعت عينيها لم تستطع إكمال حديثي،ولكنني لم أنته بعد !
-لا تزالين صغيرة ياعزيزتي وما مررت به كبير للغاية ..
كلا قد كنت صغيرة في ظل أيمن ولكنه حين رحل؛كبرت مائة عام مئة عام قد كبرت.
أشفقت علي صافحتني وذهبت؛لتقرأ فناجين بيوت حارتنا ولكنني أثق تماما أن فنجاني كان مختلفا،

قصة من الواقع ...
بقلم صباح النعمات...
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف