قراءة في قصة الكاتبة الجزائرية فاطمة قيدوش "وانتهى الدرس"
قراءة – أيمن دراوشة
من مجموعتها القصصية "ويلفظني البحر" للقاصة الجزائرية فاطمة قيدوش والتي احتوت على أربع عشرة قصة كل قصة عالجت موضوعًا مختلفًا بعنوان مميز قد تم انتقاءه بعناية مثل: "نسرين قصيدة لم تقرأ – خارج اللحظة – لاراف – امرأة من زمن مضى – نقطة عبور ..." من هذه المجموعة اخترت قصة "وانتهى الدرس" التي هي أشبه بيوميات مدرس حيث تبدأ القصة بطقوس مدرس يشكل الوقت له أهمية كبرى إضافة إلى تفانيه في عمله ودقته المبالغ فيها في التحضير والتي أثارت ضيق الكثيرين ... ثم تسرد لنا القاصة فاطمة قيدوش رحلة ذهابه من المنزل حتى مركز مؤسسته التعليمية وحضوره الطابور الصباحي وإدخاله للطلاب لصفوفهم.
لا شك أن القصة مستمدة من الواقع حيث لا يعمل خيال الكاتبة إلا القليل، "ﻟﻘد اﺳﺗﻐرق ﺗﺣﺿﯾر اﻟدرس وﻗﺗًﺎ طوﯾﻼ، ﻓﯾﮫ ﺑﺣث ﻛﺛﯾرًا واﺟﺗﮭد ﻓﻲ اﻟﺗﻔﺳﯾر واﻟﺗﺣﻠﯾل ﻷﺟل أنْ ﯾﺣدث اﻟﻔﮭم ﻟدى طﻼﺑﮫ."
وقد كان ضمير الغائب "هو" المستخدم لسرد تلك القصة، وقد كان السرد منظمًا ومتسلسلًا لسلوك هذا المدرس، وتحليل سلوكياته من خلال وصفه في بداية القصة "ﻓﮭو ﯾﻌطﻲ ﻟﻠوﻗت اﻷھﻣﯾﺔ اﻟﻘﺻوى ... ﯾﻌﻣل ﻛﺛﯾرًا وﻣﺟﺗﮭد ﻓﻲ اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻣواﻋﯾد ودﻗﯾق ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻣﻼﺗﮫ ﻣﻊ اﻵﺧرﯾن"
اعتمدت القصة على حادث واحد وموقف واحد في زمن واحد مع بضع الحوادث القليلة التي رافقت المدرس من خروجه من منزله حتى انتهاء الدرس، وقد اتحدت المقدمة والوسط والنهاية مشكلة الوحدة العضوية.
" ﺳﻛـــــــــوت...ﺳﻛــــــــــــــــوت ظل ﻓﺗرة ﯾﻧﺷد اﻟﺻﻣت ..وﺣﯾن أﺣس إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺑدء رﻓﻊ ﻗﻠﻣﮫ وﻛﺗب ﻋﻠﻰ اﻟﺳﺑورة ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﯾوم ﻣن اﻟﺧﻠف ﯾﻧطﻠق ﺻوت ھﺎﺗف ﺧﻠوي.. ھﻣﮭﻣﺎت ﺟدﯾدة .ﯾﺳﺗدﯾر ﺣﻧﻘﺎ وﯾﺗﻘدم ﺧطوﺗﯾن ﻟﯾوﻗﻔﮫ طرﻗﺎ ﺧﻔﯾﻔﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺎب. "
عنت القصة بأعباء الحياة المختلفة، لذلك فالقصة صورة إلى حد ما مطابقة للواقع وللأخلاقيات التي يعشقها البشر في إطار ارتباطهم بالواقع الذي يعيشونه.
ويبدو الشخصية المستخدمة في القصة أو الشخصية الرئيسة هي شخصية بسيطة فمنذ أن قدمتها الكاتبة لأول مرة ظهرت معها صفة معينة غالبة على الصفات الأخرى فيميز هذه الشخصية وتحفظ لها هذا الامتياز حتى نهاية القصة.
والرؤية التحليلية للشخصية من وجهة نظر الكاتبة فيها العمق والنضج الفكري الذي يهتم بكل التفاصيل الدقيقة للشخصية حتى تكتمل الصورة وتصبح أقرب ما تكون إلى الواقع.
وعموما كانت شخصية المدرس إلى حد كبير انطباعا ذهنيا للكاتبة نفسها ووليدة حياتها وثقافتها ومزاجها تجاه ما وقع من أحداث.
اهتمام الكاتبة بالسرد أكثر من الحوار أصاب القصة بالرتابة، وكان الحوار قليلا جدا مقارنة بالسرد، أما الأحداث فهي أحداث طبيعية كان بالإمكان معالجتها بأحداث أكثر تشويقا.
ﯾﺄﺧذ ﻧﻔﺳﺎ ﻋﻣﯾﻘﺎ.. ﺗﻌرق.. ﺣرارة ﺷﺑﺎط ﻗوﯾﺔ ﺗﻠﻔﺢ ﺟﺳده وزادﺗﮫ ﺣرارة اﻟﻔﺻل.. ﯾرﻓﻊ اﻟﻘﻠم وﻋﻧد أول اﻟﺳطر. اﻟوﻗت ھو اﻟﺣﯾﺎة …ﯾﻛﺗب
وﻣرة أﺧرى طرﻗﺎ ﺧﻔﯾﻔﺎ.. وﺗﻠﻣﯾذ آﺧر ﯾرﯾد اﻻﻧﺻراف وﺣرﻛﺔ ﻣرور ﺟدﯾدة وﯾدق اﻟﺟرس رن ...رن.
أما الحبكة الفنية فقد قامت على أساس قوامه المواقف النفسية التي تقوم على التعمق في أبعاد النفس البشرية وتحليل تصرفاتها ونوازعها، وصورة القصة كانت في إطار الحياة الواقعية، والحبكة في الشخصية جوانب كثيرة في إيقاعها الزمني وفي علاقاتها الاجتماعية وأيضا في عنصر السببية.
تمكنت الكاتبة من لغتها ، وتمكنت من لغة الحوار على الرغم من قلته ، والحوار معروف بانه يشكل عنصرا ذا أهمية بالغة في الأسلوب.
قراءة – أيمن دراوشة
من مجموعتها القصصية "ويلفظني البحر" للقاصة الجزائرية فاطمة قيدوش والتي احتوت على أربع عشرة قصة كل قصة عالجت موضوعًا مختلفًا بعنوان مميز قد تم انتقاءه بعناية مثل: "نسرين قصيدة لم تقرأ – خارج اللحظة – لاراف – امرأة من زمن مضى – نقطة عبور ..." من هذه المجموعة اخترت قصة "وانتهى الدرس" التي هي أشبه بيوميات مدرس حيث تبدأ القصة بطقوس مدرس يشكل الوقت له أهمية كبرى إضافة إلى تفانيه في عمله ودقته المبالغ فيها في التحضير والتي أثارت ضيق الكثيرين ... ثم تسرد لنا القاصة فاطمة قيدوش رحلة ذهابه من المنزل حتى مركز مؤسسته التعليمية وحضوره الطابور الصباحي وإدخاله للطلاب لصفوفهم.
لا شك أن القصة مستمدة من الواقع حيث لا يعمل خيال الكاتبة إلا القليل، "ﻟﻘد اﺳﺗﻐرق ﺗﺣﺿﯾر اﻟدرس وﻗﺗًﺎ طوﯾﻼ، ﻓﯾﮫ ﺑﺣث ﻛﺛﯾرًا واﺟﺗﮭد ﻓﻲ اﻟﺗﻔﺳﯾر واﻟﺗﺣﻠﯾل ﻷﺟل أنْ ﯾﺣدث اﻟﻔﮭم ﻟدى طﻼﺑﮫ."
وقد كان ضمير الغائب "هو" المستخدم لسرد تلك القصة، وقد كان السرد منظمًا ومتسلسلًا لسلوك هذا المدرس، وتحليل سلوكياته من خلال وصفه في بداية القصة "ﻓﮭو ﯾﻌطﻲ ﻟﻠوﻗت اﻷھﻣﯾﺔ اﻟﻘﺻوى ... ﯾﻌﻣل ﻛﺛﯾرًا وﻣﺟﺗﮭد ﻓﻲ اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻣواﻋﯾد ودﻗﯾق ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻣﻼﺗﮫ ﻣﻊ اﻵﺧرﯾن"
اعتمدت القصة على حادث واحد وموقف واحد في زمن واحد مع بضع الحوادث القليلة التي رافقت المدرس من خروجه من منزله حتى انتهاء الدرس، وقد اتحدت المقدمة والوسط والنهاية مشكلة الوحدة العضوية.
" ﺳﻛـــــــــوت...ﺳﻛــــــــــــــــوت ظل ﻓﺗرة ﯾﻧﺷد اﻟﺻﻣت ..وﺣﯾن أﺣس إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺑدء رﻓﻊ ﻗﻠﻣﮫ وﻛﺗب ﻋﻠﻰ اﻟﺳﺑورة ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﯾوم ﻣن اﻟﺧﻠف ﯾﻧطﻠق ﺻوت ھﺎﺗف ﺧﻠوي.. ھﻣﮭﻣﺎت ﺟدﯾدة .ﯾﺳﺗدﯾر ﺣﻧﻘﺎ وﯾﺗﻘدم ﺧطوﺗﯾن ﻟﯾوﻗﻔﮫ طرﻗﺎ ﺧﻔﯾﻔﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺎب. "
عنت القصة بأعباء الحياة المختلفة، لذلك فالقصة صورة إلى حد ما مطابقة للواقع وللأخلاقيات التي يعشقها البشر في إطار ارتباطهم بالواقع الذي يعيشونه.
ويبدو الشخصية المستخدمة في القصة أو الشخصية الرئيسة هي شخصية بسيطة فمنذ أن قدمتها الكاتبة لأول مرة ظهرت معها صفة معينة غالبة على الصفات الأخرى فيميز هذه الشخصية وتحفظ لها هذا الامتياز حتى نهاية القصة.
والرؤية التحليلية للشخصية من وجهة نظر الكاتبة فيها العمق والنضج الفكري الذي يهتم بكل التفاصيل الدقيقة للشخصية حتى تكتمل الصورة وتصبح أقرب ما تكون إلى الواقع.
وعموما كانت شخصية المدرس إلى حد كبير انطباعا ذهنيا للكاتبة نفسها ووليدة حياتها وثقافتها ومزاجها تجاه ما وقع من أحداث.
اهتمام الكاتبة بالسرد أكثر من الحوار أصاب القصة بالرتابة، وكان الحوار قليلا جدا مقارنة بالسرد، أما الأحداث فهي أحداث طبيعية كان بالإمكان معالجتها بأحداث أكثر تشويقا.
ﯾﺄﺧذ ﻧﻔﺳﺎ ﻋﻣﯾﻘﺎ.. ﺗﻌرق.. ﺣرارة ﺷﺑﺎط ﻗوﯾﺔ ﺗﻠﻔﺢ ﺟﺳده وزادﺗﮫ ﺣرارة اﻟﻔﺻل.. ﯾرﻓﻊ اﻟﻘﻠم وﻋﻧد أول اﻟﺳطر. اﻟوﻗت ھو اﻟﺣﯾﺎة …ﯾﻛﺗب
وﻣرة أﺧرى طرﻗﺎ ﺧﻔﯾﻔﺎ.. وﺗﻠﻣﯾذ آﺧر ﯾرﯾد اﻻﻧﺻراف وﺣرﻛﺔ ﻣرور ﺟدﯾدة وﯾدق اﻟﺟرس رن ...رن.
أما الحبكة الفنية فقد قامت على أساس قوامه المواقف النفسية التي تقوم على التعمق في أبعاد النفس البشرية وتحليل تصرفاتها ونوازعها، وصورة القصة كانت في إطار الحياة الواقعية، والحبكة في الشخصية جوانب كثيرة في إيقاعها الزمني وفي علاقاتها الاجتماعية وأيضا في عنصر السببية.
تمكنت الكاتبة من لغتها ، وتمكنت من لغة الحوار على الرغم من قلته ، والحوار معروف بانه يشكل عنصرا ذا أهمية بالغة في الأسلوب.