قصة قصيرة
نعم أحببته ...! بقلمي /حامد أبوعمرة
لما كان في بداية مراحل الصبا ،وبينما كان يشاهد الفيلم السينمائي الشهير والقديم زمن الأبيض والأسود "عنتر بن شداد "لفت انتباهه ذاك المشهد المؤثر والذي رسخ في ذاكرته ،عندما كان والد عبلة غاضبا لما علم بعشق عبلة لعنتر، حيث كان والدها ممسكا بسوط ٍ وينتظر منها الرفض والانكار لما أشُيع له عنها ، ولكنه وجدها صامدة ووفية للعهد أو الموثق الذي عاهدت به نفسها ، فأخذ ينهال عليها بالضرب المبّرح وبكل وحشية وبطش ،حيث كان يردد مع كل ضربة تنزل على جسدها النحيل : أأحببت ذاك العبد ...؟! وكانت هي أيضا تردد كلمة واحدة كانت تزين شفتاها ،فتزدادا حسنا وجمالا ،فتجيب في كل مرة :نعم أحببته...! الغريب حقا أنها لما ازدادت ضربات السوط التي كانت تنهال على أجزاء متفرقة من جسدها ، لم تتراجع ولم تستسلم ،بل ازدادت ارادة وتماسكا وصلابة ،حيث أقسمت بالله بانها حقا تحبه ...! لكن كانت ثمة عدة أسئلة ظلت تراوده آنذاك ، ولم يجد لها إجابة شافية تريح قلبه ، وينسجم معها عقله ، فكان يحدث نفسه ... أي حب ٍ ذاك الذي يجعل الانسان يتجرع الويلات والأوجاع من أجله ، ولما لم تنكره ،ولو بالكذب ِ فتنجو بنفسها تلك الغبية ،وهل الحب خطيئة يحاكم عليها الانسان لهذه الدرجة ...؟! ولكنه لما كبر ولما تعالت نبضات قلبه معلنة بالحب حينها فقط أيقن أنه كان محقا عندما كان يتغيب عن المدرسة وقت عرض ذاك الفيلم ، و أن كأس المرارة التي يتجرعها المحبون أو العشاق باطنها لذة لهم ، وفي أعينهم هو كأنهار ِ العسل المصفى ...!
نعم أحببته ...! بقلمي /حامد أبوعمرة
لما كان في بداية مراحل الصبا ،وبينما كان يشاهد الفيلم السينمائي الشهير والقديم زمن الأبيض والأسود "عنتر بن شداد "لفت انتباهه ذاك المشهد المؤثر والذي رسخ في ذاكرته ،عندما كان والد عبلة غاضبا لما علم بعشق عبلة لعنتر، حيث كان والدها ممسكا بسوط ٍ وينتظر منها الرفض والانكار لما أشُيع له عنها ، ولكنه وجدها صامدة ووفية للعهد أو الموثق الذي عاهدت به نفسها ، فأخذ ينهال عليها بالضرب المبّرح وبكل وحشية وبطش ،حيث كان يردد مع كل ضربة تنزل على جسدها النحيل : أأحببت ذاك العبد ...؟! وكانت هي أيضا تردد كلمة واحدة كانت تزين شفتاها ،فتزدادا حسنا وجمالا ،فتجيب في كل مرة :نعم أحببته...! الغريب حقا أنها لما ازدادت ضربات السوط التي كانت تنهال على أجزاء متفرقة من جسدها ، لم تتراجع ولم تستسلم ،بل ازدادت ارادة وتماسكا وصلابة ،حيث أقسمت بالله بانها حقا تحبه ...! لكن كانت ثمة عدة أسئلة ظلت تراوده آنذاك ، ولم يجد لها إجابة شافية تريح قلبه ، وينسجم معها عقله ، فكان يحدث نفسه ... أي حب ٍ ذاك الذي يجعل الانسان يتجرع الويلات والأوجاع من أجله ، ولما لم تنكره ،ولو بالكذب ِ فتنجو بنفسها تلك الغبية ،وهل الحب خطيئة يحاكم عليها الانسان لهذه الدرجة ...؟! ولكنه لما كبر ولما تعالت نبضات قلبه معلنة بالحب حينها فقط أيقن أنه كان محقا عندما كان يتغيب عن المدرسة وقت عرض ذاك الفيلم ، و أن كأس المرارة التي يتجرعها المحبون أو العشاق باطنها لذة لهم ، وفي أعينهم هو كأنهار ِ العسل المصفى ...!