الأخبار
محمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيلإسرائيل ترفض طلباً لتركيا وقطر لتنفيذ إنزالات جوية للمساعدات بغزةشاهد: المقاومة اللبنانية تقصف مستوطنتي (شتولا) و(كريات شمونة)الصحة: حصيلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة 32 ألفا و490 شهيداً
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

السواد والاضطراب في "العدم" السيد عبد الغني بقلم رائد محمد الحواري

تاريخ النشر : 2018-12-23
السواد والاضطراب في
"العدم"
السيد عبد الغني
في عصر النت والسرعة اصبح المتلقي بحاجة إلى النص السلس والممتع، حتى وإن أراد أن يقدم فكرة قاسية/مؤلمة، فعليه أن يجد طريقة/اسلوب/شكل يخفف من حدة السواد والألم على المتلقي حتى يتم التمتع به ومن ثم تدخل/تصل الفكرة التي يطرحها الكاتب.
نص "العدم" نص صعب، وفيه من القسوة الشيء الكثير، حتى أن الكاتب لم يستخدم مخففات تتناسب وحجم السواد في النص، وهذا يزيد من ارهاق المتلقي وينعكس على تلقيه للنص وما فيه من أفكار، ونحن هنا لا نطرح أن يكون النص بسيط، بل جميل، فالجمال ـ إن كان من خلال اللغة، أو حضور المرأة أو الطبيعة، أو الكتابة/القراءة، أو من خلال الثورة/التمرد لم تكن مؤثر كما يجب في نص "العدم".
فاتحة النص لها أثرها على المتلقي، إن كان سلبا أو ايجابا، يقول الكاتب:
"ركوب الجثمانية لصفحة الأرض ،
طعام الضوء
يؤيده شبع الكتابة
وفم ممزق للقدر ،
العدم المحروم من مقالات الباطن
هو الظل الذى يحتوى على الانتصار
والذي يهجو الموت
هو الظل العاري"
الألفاظ السوداء حاضرة وطبيعة تركيب الفقرات أيضا يعطي القارئ فكرة القسوة التي أرادها الكاتب، فالألفاظ البيضاء جاءت بصورة مشوهه، كما هو الحال في " ركوب الجثمانية، وفم ممزق للقدر، المحروم من مقالات الباطن، الظل ...والذي يهجو الموت"، كل هذا يؤكد حالة على القسوة عند الكاتب، لكن المخففات جاءت مشوه أو فيها شيء من السواد.
يأتنا صوت جديد يتكلم بهذا الشكل:
"يقول العدم
لم قتلتني يا وجود
وانا ترهات عتمة وعفن
دائما سأقتل
من غد الرؤية ،
صاحبتني طوال وجودي
الا لحظة الكتابة
والولادة
انت شخصي المتطور المنهك ،
انت تأويل لحادثة التلاشي
كبرهان لكل شائعة عدم الوجود ،
ولدت منك
مقبرة ترى ضوء لا تخاف منه من العلوية ولدت منك
مقبرة ترى ضوء لا تخاف منه من العلوية "

أنسنة ما هو غير إنساني يثير المتلقي ويجعله يتوقف عند هذا الشكل غير المألوف، وهذا يحسب للكاتب، لكن متن النص يؤكد على حالة الصراع التي يمر بها العدم/الكاتب، فهو يجمع البياض والسواد معا، مما يجعل هذا البياض غير نقي، فعندما يتبع الولاد الموت، فهي يعني عبثية الولادة،
"ولدت منك
مقبرة ترى ضوء لا تخاف منه من العلوية"
وإذا ما أخذنا بداية الفقرة:
"لم قتلتني يا وجود" نكون بين عالم قاتم وغارق في الألم، وهذا يتعب المتلقي.
الكاتب يحاول ان يخفف من حدة السواد من خلال طرح أسئلة:
"ما هو العدم؟" لكن فحوى السؤال "العدم" تشير إلى فكرة صعبة، وبحاجة إلى تفكير عميق أقرب إلى فلسفة منه إلى التفكير العادي/الطبيعي.
تأتي الاجابة مباشرة من خلال:
"هو ظل لباطني،"
لكن ما تبع الاجابة من فقرات هو القاسي:
"لم ابتهج عندما اقتلك في بداية الليل
وارش عليك مواتات متكلمة،"
فلفظ القتل أشد وقعا من لفظ الموت، لأن الأول فيه ما يمس الإنسان، ولفظ "موت" يشير إلى ما هو طبيعي/عادي.
صيغة النداء تجذب انتباه المتلقي وتجعله يقف عند المنادى عليه:
"يا عدم
اتك وجداني
وشهوتك محالي
وسكونك إهانة لك
وتوليدك للخوف ابتدائي
صاحبتني في كل حدث
ودفنوك معي في القبر
وتحللت في التراب"
إذا ما توقفنا عند اللغة المستخدمة سنجدها "لغة متوحشة" على رأي الشاعر "جميل دويكات" لغة تشير إلى حالة القسوة والسواد الطاغية في النص، وهذا ما يجعل من النص "ظلامات فوقها ظلمات"، ومن ثمة يجعل المتلقي يشعر بحالة السواد والألم، استخدام:
"ودفنوك معي في القبر
وتحللت في التراب"

وكأن هناك اصرار عند الكاتب على الدخول في تفاصيل السواد، وليس المرور عليه مرور الكرام.
وحالة الاضطراب نجدها في طريقة تقديم الفقرات كما هو الحال عندما قال:
"هل كل هذه العتمة في الليل
هي ظلال أبنائك؟ ،
أحيانا احسك
اندراج لاضطراب
ارسالات العزلة
لان حجمك أكبر مني
هل تلد المعاني التي اكرهها منقودة
وتشبكها بمحاور الرموز؟ ،
في الداخل
المليء يتجاوزه
الا بك يا عدم،"
فيبدو وكأن السؤال لا معنى له، لأن العتمة تكون في الليل، وهذا الأمر ليس بحاجة إلى سؤال، ونجد حالة الاضراب أيضا من خلال اندراج الاضطراب، لأن حجمك أكبر مني، وحتى نهاية المقطع، كل هذا يشير إلى حالة عدم التوازن عند الكاتب، فبعض الفقرات غير مفهومة، وتبدو أقرب إلى الطلاسم، فلا يمكننا فكها أن تحليلها. وهذا بطبيعة الحال يرهق، حيث ان حالة الضياع والاضراب ستنعكس على المتلقي الذي يطمح لإيجاد ما يفرحه، لا ما يزيده أزمة وتيه.
ونجد ذروة الاضطراب وتيه واللخبطة في هذا المقطع:
" الوجود إن و لو
والعدم قد ومن وإلى وفي
العدم هو لم الكلية
ولا الكلية
ومنه كل غير
لكنه ليس غير لأي شيء ،
العدم هو انا الحقيقية
وليس أنا بعده
او قبله ،
انا مغترب المنشأ
وطويل البرزخ
بين ترك اللابداية وترك اللانهاية
انا من ترك اللابداية
والبداية تتحدد في كل حدث ايجادي"
اعتقد أن بداية الفقيرة بحاجة إلى منجمين ليعرفوا ما يريده الكاتب، فهناك حروف لا جامع ولا واصل بينها، لكنها بطريقة التي جاءت بها تؤكد على حالة عدم الاتزان، وكأن كاتبها ينتقم من نفسه ومن الآخرين، بحيث لم يترك شيء سالم/كما هو، فهو يحطم حتى الحروف ويضعها في غير مكانها.
بقية النص على هذه الشاكلة، وهو بالتأكيد نص عبث، وقراءته تزعج المتلقي وتجعله يزداد بؤسا على ما فيه من بؤس.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف