الأخبار
مدير مستشفى كمال عدوان يحذر من مجاعة واسعة بشمال غزة"الإعلامي الحكومي" ينشر تحديثًا لإحصائيات حرب الإبادة الإسرائيلية على غزةغالانت يتلقى عبارات قاسية في واشنطن تجاه إسرائيلإعلام الاحتلال: خلافات حادة بين الجيش والموساد حول صفقة الأسرىالإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

جواد العقاد البياض والسواد في قصيدة "صوتك" بقلم رائد محمد الحواري

تاريخ النشر : 2018-12-21
جواد العقاد
البياض السواد في قصيدة
"صوتك"
أسأل أحياناً لماذا الشاعر العربي لا يستطيع أن يتحرر كلياً من الألم/القسوة/السواد عندما يتحدث عن الحب، عن الحبيبة؟، وبعد أن ناقشت الموضوع مع "فراس حج محمد" قال أن هناك علاقة/ارتباط بين العاطفة/الروح والجسد، وأن الحب بشقه الثاني/الجنس يحمل بين ثناياه العنف والقسوة، وقد أضفت أن العقلية العربية ما زالت تحمل في اللاشعور فكرة الألم والقسوة، وهذا ناتج عن فكر تراثي يمتد إلى أيام السومريين والكنعانيين الذي مارسوا طقوس ندب تموز والبعل، كما مارسوا طقوس الفرح والأعياد بعودتهما، فهذا الفعل الديني الفكري ناتج عن ارتباط الإنسان الهلالي بالجغرافيا/بالمكان، الذي يؤثر بطريقة أو بـأخرى في طريقة التفكير، وإذا ما أخذنا واقعنا كعرب عامة وكفلسطينيين خاصة، سنجد واقعنا منذ العهد التركي مرورا بالاحتلال الانجليزي ووصولا إلى الاحتلال الإسرائيلي ونحن نعيش المأساة، فهي حاضرة في وجداننا، حتى بتنا نخاف من الفرح/الضحك، وكأننا أصبحنا والحزن/الخوف/المأساة شيئاً واحداً.
وإذا ما عرفنا أن الشاعر قرأ الأسطورة والملاحم الهلالية، حيث أن له ديوان "على ذمة عشتار" ستسهل علينا هذه المقدمة الدخول إلى قصيدة "صوتك" التي يمتزج فيها الأبيض بالأسود، الرقة مع العنف، وكأن الشاعر يمارس علاقة جنس، فهناك أكثر من إشارة يمكننا أن نسترشد بها مثل "يروي أعشاب، يروض قلبي، يستدرج، نشوة امرأة، جسد، متغطرسٌ في الإيماء، غارق في الحنين" هذا ما جاء في المقطع الأول من القصيدة، لكننا سنتوقف أكثر عند المقطع الأول لنتأكد أكثر إلى هذا (الجنس) في القصيدة:
"صوتُكِ
يروي أعشابَ الفكرةِ الأولى لقصيدةِ حبٍّ
يُروِّضُ قلبي إلى هاويةِ المجاز"
صوتها هو الباعث لفعل الارتواء، وهذا هو الارتواء الأول لقصيدة الحب، وإذا ما أخذنا فعل "يروي" الذي يشير إلى الماء، وما يجمله من معنى للحياة الطبيعية، سنجد هناك خلق طبيعي/عادي ينسجم مع الهدوء الذي حصل بلفظ "يروض" فبعد أن ارتوت الأرض/الأعشاب/الجسد، هدئ/سكن/تروض.
لكن الشاعر يحاول أن يتملص من بوح ما في نفسه، ما يرغب به من جسد الحبيبة، لهذا نجده يبدل ويأخر الألفاظ (الجنسية) من خلال:
"ويستدرجُ النُّعاسَ إلى نشوةِ امرأةٍ
نسيتها على جسد الليل." أعتقد أن هذا الزوغان/الهروب من المصارحة يؤكد على حاجة ورغبة الشاعر إلى فعل (الجنس)، فهو استخدم أفعال "الهدوء والعنف" معاً ، وإذا ما أعدنا صياغة المقطعين الأخرين بطريقة غير التي صاغها الشاعر نكون الفكرة التالية: "يستدرج الليل/إلى جسد امرأة/نسيتها نشوة/ وإذا ما ابدلنا حرف "على" إلى حرف "في" نكون أمام "في النعاس" ووضعناها في المقدمة نكون ويستدرجُ النُّعاسَ إلى نشوةِ امرأةٍ
نسيتها على جسد الليل. أما المقطع التالي:
"في النعاس
يستدرج الليل
إلى جسد امرأة
نسيتها نشوة"
بهذا البناء المخفي يمكننا القول أن الرغبة (الجنسية) هي الحاضرة والمؤثرة في القصيدة.
وأعتقد أن هذه الفقرة:
"متغطرسٌ في الإيماء،
غارقٌ في الحنين. " تشير إلى ما في العقل الباطن عند الشاعر، وكأنه يعترف بأن هناك غطرسة في الإيماء الذي استخدمه في القصيدة، مع أنه غارق في الحنين/الحاجة الجسدية والعاطفية، إلا تبدو العبارة بهذا الشكل!.
المقطع الثاني جاء أهدى من الأول، فبعد أن أفرغ الشاعر رغبه/حاجته الجسدية المفترضة، أخذ يميل أكثر إلى النواحي العاطفية/الروحية، فنجد التغني بجمال الجسد المجرد، وليس الجسد الشهواني كما كان في المقطع الأول، ونجد الموسيقى والأغنيات"، وإذا ما قارنا بين المقطعين سنجد أنهما يتحدثان عن حالتين، الأول عن فعل الجنس وما فيه، والثاني بعد فعل الجنس وما يتبعه من هدوء واسترخاء، رغم بقاء ووجود رغبة في الفعل مرة أخرى، لكن الجسد أخذ حاجته، والرغبة أخذت تخبو:
"كُلُّكِ موسيقى
خصرك يتأله ثم يصير صراطًا مضلًّا لقلبي
قلبُكِ مبللٌ بالأغنيات
ودموعك نشازُ أغنيةٍ تاهت عن طريقي.
أنا طريقُكِ
وطريقتُك في الغناءِ الأبديِّ للحياة."
لا أريد أن أحمل النص فوق طاقته، لكن أعتقد أن الشاعر الذي عشق "عشتار" وكتب عنها يبقى متأثرا بها، وبطقوسها، من هنا يمكننا أن نجد أثر "عشتار" ورمزيتها من خلال لفظ " أغنية، الغناء، دموعك تساوي البكاء، وهذا ما كان متعلق بعشتار في حالة حضورها وفي حالة غيابها.

صوتُكِ
يروي أعشابَ الفكرةِ الأولى لقصيدةِ حبٍّ
يُروِّضُ قلبي إلى هاويةِ المجاز
ويستدرجُ النُّعاسَ إلى نشوةِ امرأةٍ
نسيتها على جسد الليل.
متغطرسٌ في الإيماء،
غارقٌ في الحنين.

كُلُّكِ موسيقى
خصرك يتأله ثم يصير صراطًا مضلًّا لقلبي
قلبُكِ مبللٌ بالأغنيات
ودموعك نشازُ أغنيةٍ تاهت عن طريقي.
أنا طريقُكِ
وطريقتُك في الغناءِ الأبديِّ للحياة
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف