*سر الإبداع ورواج الأعمال الأدبية*
و أنا أقرأ رواية "الخيميائي " لباولو كويلو وقد مر عليها أكثر من ربع قرن
على صدورها،تساءلت في قرارة نفسي ما السر الذي تحمله هذه الرواية حتى انتشرت على مدى هذه السنوات انتشارا سريعا؟
لقد بيع منها أكثر من 210مليون نسخة في أكثر من 170 بلدا وترجمت إلى 80لغة واحتلت على مدى 300أسبوعا قائمة أكثر الكتب مبيعاحسب جريدة نيوورك وتعتبر أيضا من أكثر الكتب مبيعا على مر التاريخ .
والغريب أن هذه الرواية كتبها باولو كويلو في أسبوعين .
فما هو السر إذن؟ هل هناك خلطة سحرية إبداعية ،تجعل الكاتب يدخل التاريخ الأدبي من أبوابه الواسعة بعمل واحد متقن ؟
هل السر يكمن في فلسفة الكاتب والعمق الروحي الذي يحمله العمل الإبداعي وملامسته للعاطفة الإنسانية،فيجد فيه القارئ روحه وواقعه وآماله وآلامه فينصهر معه؟.
إن صدق الكاتب وتجاربه المريرة في الحياة وتأمله العميق في الكون وفكره الإنساني الشمولي الذي يتجاوز الإيديولوجية الضيقة والحسابات السياسية،يكون وراء النجاح والتألق والشهرة وصناعة الفارق .
فكل عمل إبداعي خالد تخرج منه بتجربة وفائدة عميقة قد تغير مجرى حياتك وتدفعك إلى الإنجاز و التأثير تقول الكاتبة " حمدة بنت سعيد الشامسية" في مقال لها عن تجربتها القرائية
لرواية "الخيميائي ":(قرأت الرواية ثلاث مرات بنسختيها العربية والإنجليزية،قرأتها بداية التسعينيات،أنذاك كان الدرس الذي أخذته منها هو أنه عندما تضع نصب عينيك أمرا فإن العالم كله يتآمر معك لتحقيق ما تريد ،وفي القراءة الثانية تعلمت أن لكل منا أسطورته الشخصية مما جعلني أبحث عن أسطورتي الشخصية في الكتابة والتأثير على الآخرين،في تجربة رائعة أثرت حياتي وحياة من حولي،وفي المرة الثالثة كان الدرس في أننا نرحل بعيدا بحثا عن الكنز المفقود،في الوقت الذي يكون الكنز بداخلنا أو بالقرب منا ...).
فالذين يستسهلون الكتابة ويتسرعون في النشر دون أن يفقهوا سر الإبداع الخالد،لا يضيفون شيئا للأعمال العابرة للقارات والأزمنة.
اكتب أيها المبدع كتابا واحدا،تضع فيه شغفك وخبرتك وصفاءك وإنسانيتك وحبك وتجاربك الروحية وصراعاتك مع الحياة،كتابا واحدا قد يدخلك التاريخ ويجلب لك الشهرة والمجد والمال ،لحظتئذ تكون قد اكتشفت سر الإبداع الذي لم يتح للكثيرين،لمن هم عالة على الكتابة ،سيدة المقام.
*الكاتب والباحث في التنمية البشرية :شدري معمر علي *
[email protected]
و أنا أقرأ رواية "الخيميائي " لباولو كويلو وقد مر عليها أكثر من ربع قرن
على صدورها،تساءلت في قرارة نفسي ما السر الذي تحمله هذه الرواية حتى انتشرت على مدى هذه السنوات انتشارا سريعا؟
لقد بيع منها أكثر من 210مليون نسخة في أكثر من 170 بلدا وترجمت إلى 80لغة واحتلت على مدى 300أسبوعا قائمة أكثر الكتب مبيعاحسب جريدة نيوورك وتعتبر أيضا من أكثر الكتب مبيعا على مر التاريخ .
والغريب أن هذه الرواية كتبها باولو كويلو في أسبوعين .
فما هو السر إذن؟ هل هناك خلطة سحرية إبداعية ،تجعل الكاتب يدخل التاريخ الأدبي من أبوابه الواسعة بعمل واحد متقن ؟
هل السر يكمن في فلسفة الكاتب والعمق الروحي الذي يحمله العمل الإبداعي وملامسته للعاطفة الإنسانية،فيجد فيه القارئ روحه وواقعه وآماله وآلامه فينصهر معه؟.
إن صدق الكاتب وتجاربه المريرة في الحياة وتأمله العميق في الكون وفكره الإنساني الشمولي الذي يتجاوز الإيديولوجية الضيقة والحسابات السياسية،يكون وراء النجاح والتألق والشهرة وصناعة الفارق .
فكل عمل إبداعي خالد تخرج منه بتجربة وفائدة عميقة قد تغير مجرى حياتك وتدفعك إلى الإنجاز و التأثير تقول الكاتبة " حمدة بنت سعيد الشامسية" في مقال لها عن تجربتها القرائية
لرواية "الخيميائي ":(قرأت الرواية ثلاث مرات بنسختيها العربية والإنجليزية،قرأتها بداية التسعينيات،أنذاك كان الدرس الذي أخذته منها هو أنه عندما تضع نصب عينيك أمرا فإن العالم كله يتآمر معك لتحقيق ما تريد ،وفي القراءة الثانية تعلمت أن لكل منا أسطورته الشخصية مما جعلني أبحث عن أسطورتي الشخصية في الكتابة والتأثير على الآخرين،في تجربة رائعة أثرت حياتي وحياة من حولي،وفي المرة الثالثة كان الدرس في أننا نرحل بعيدا بحثا عن الكنز المفقود،في الوقت الذي يكون الكنز بداخلنا أو بالقرب منا ...).
فالذين يستسهلون الكتابة ويتسرعون في النشر دون أن يفقهوا سر الإبداع الخالد،لا يضيفون شيئا للأعمال العابرة للقارات والأزمنة.
اكتب أيها المبدع كتابا واحدا،تضع فيه شغفك وخبرتك وصفاءك وإنسانيتك وحبك وتجاربك الروحية وصراعاتك مع الحياة،كتابا واحدا قد يدخلك التاريخ ويجلب لك الشهرة والمجد والمال ،لحظتئذ تكون قد اكتشفت سر الإبداع الذي لم يتح للكثيرين،لمن هم عالة على الكتابة ،سيدة المقام.
*الكاتب والباحث في التنمية البشرية :شدري معمر علي *
[email protected]