الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

معشوق السنجق (4)بقلم:محمد يوسف محمد المحمودي

تاريخ النشر : 2018-12-20
معشوق السنجق (4)بقلم:محمد يوسف محمد المحمودي
معشوق السنجق (4)

محمد يوسف محمد المحمودي

مترجم وصحفي حر

[email protected]

دخل يوسف من بوابة المؤسسة على عجلٍ يهرول هرولةً، فيما كانت عيناه تتجهان صوب نسوة جلسن في فناء المبنى وكأنه يبحث عن "علا." قالت إحدى الجالسات: "انظرن! هذا يوسف قد أتى بشعفه المعتاد وإقباله على العمل." فأجابتها أخرى: "اختلط شغفه بالعمل مع شغفه بامرأةٍ تعمل معه. هذه مشكلة تدعونا إلى التشكيك في مصداقية حاله ومدى إخلاصه في العمل." عندها تدخلت "زينب" الحكيمة في ردودها وقالت: "لا ضير إن ربط المرء منا عمله وحبه له بحب رفيقٍ له فيه." 

في تلك الأثناء، رشف أحمد آخر قطرة شاي في فنجانه وهو ينظر إلى محمد المتصفح لحسابه على "فيسبوك".. ثم قال له "أنت يا رجل!"، وابتسم. نظر إليه محمد وبادله ابتسامته بمثلها وسأله عما يجول في خاطره، فأجابه: "أريد منك أن تأتي معي الليلة في مهمةٍ عاجلة." وقبل أن يستعلم محمد عن طبيعة هذه المهمة العاجلة- وإن بدا عليه أنه غير آبهٍ بمهمته لعلمه أنها شيءٌ غير ذي أهمية كسابقاتها- دخل يوسف الصديق المقرب والرفيق الوفي للجليسين. بدا يوسف أنيق الملبس، واثق الخطوة، حكيم الرأي، رغم قلة كلامه وعزوفه عن الإطالة في مجالسة المقربين؛ حتى أنه كان لا يمكث مع أعز عزيزٍ عنده أكثر من خمس دقائق. 

ألقى يوسف السلام وسأل الجالسين عن حالهم، ثم أخذ قلمًا من جيب محمد وهم بالخروج، لكن أحمد استوقفه وقال له "أريدك." أجابه يوسف: "لا تردني الآن، لأني استأذنت من المدير لأصحب زوجتي - التي تنتظرني الآن خارج المبنى - إلى طبيب النساء والتوليد." وبالفعل انصرف يوسف وهو يسمع قول محمد: "عندما يتعلق الأمر بالزوجة فالعجلة العجلة." ضحك يوسف دون أن يلتفت وهز رأسه بطريقته المعهودة يمينًا ويسارًا وكأنما يرد بسخرية على ما قاله محمد. فور خروجه، وقف أحمد وأراد أن يلقي نظرة على زوجة يوسف وهو يسأل محمد: "هل هي جميلة؟" فوقف محمد وسحب يده بقوة، ثم قال له: "ما شأنك بها؟ دعك منها. إن كانت جميلة فهي لصاحبها..تأدب وانتظر."

نظر أحمد إلى محمدٍ متعجبًا من قوله وأنكر عليه حاله ورده: "منذ متى وأنت بهذا الاحترام والأدب الجم يا رجل؟" وقبل أن يجيب، دخلت إيمان تسأل عن موعد الانصراف، فأجابها محمد: "انصرفي ولا تقلقي من شيء." كان الرد سببًا في جدلٍ احتدم بين الصاحبين حول ضرورة الرجوع إلى المدير في أمرٍ كهذا. لكن رأي محمد هو أن الساعات تمر وما من عملٍ مهم وأنه يحظى بثقة المدير الذي لا يراجعه في أي قرارٍ يتخذه، ويحظى بثقة نفسه أيضًا ويوقن من قدرته على معالجة أي أمرٍ صغر أو كبر في أي وقت. هنا صاح أحمد: "وللرشوة مفعول السحر في مجالس الإدارة!" 

نظر محمد إلى أحمد وعيناه تخبرانه أن كف عن هذا الحديث واتركني الآن؛ فيما أصيبت إيمان بالذهول من موقف الصديقين. في النهاية، ودع أحمد محمدًا بعدما أخبره عن نيته الحصول على إجازة الاعتيادية وخرج مع إيمان، فيما افتقد محمد إلى سنجق فذهب يبحث عنها ليجدها مندمجة في مكالمةٍ هاتفية تتحدث فيها بهمسٍ ونعومة؛ مستعطفةً وراجيةً ومدللة. علم من الصوت الذي بلغ مسمعه أنه رجل يعاتبها على علاقتها بغيره. عندها، ابتسم بسمة الصدمة ونظر إليها بعينيه الماكرتين اللتين تخفيان غيرته ووجع قلبه وخرج من المكتب.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف