الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قًطّاع الطرق وعصابات المستوطنين يتناوبون بقلم:د. محمود مرعي

تاريخ النشر : 2018-12-19
قًطّاع الطرق وعصابات المستوطنين يتناوبون بقلم:د. محمود مرعي
(قًطّاع الطرق وعصابات المستوطنين يتناوبون) 

     لم تتوان حكومة الاحتلال منذ احتلالها للضفة الغربية , وقطاع غزة , والقدس الشريف , من تكريس كل جهدها ومخططاتها من اجل تقويض أي فرصةٍ لتطبيق القرارات الدولية , فعملت بشكلٍ متسارع ٍ في مصادرة الاراضي , ودفع بعض السماسرة وضعيفي النفوس لشراء الاراضي ولو عن طريق التزوير والطرق الملتوية , وشرعت في بناء المستوطنات في كافة انحاء الضفة الغربية وضواحي القدس , وذلك لفرض واقعٍ يجهض فرص حل الدولتين وفق القرار 242 , حيث بلغ عدد المستوطنات اكثر من مائتي مستوطنة (200) , يسكنها ما يزيد عن 600,000 ستمائة الف مستوطنٍ , وغالبيتهم من المستوطنين المتزمتين المتدينين , بدوافع ايديولوجية وتوراتية , وحسب اعتقادهم ان هذه الاراضي تابعة لأرض اسرائيل الكبرى التاريخية حسب ادعائهم , ولكن ليس جميع من يسكن في المستوطنات يكون بدافعٍ ديني , فالكثير منهم يأتي للسكن في المستوطنات  بسبب الإغراءات التي تقدمها حكومة الاحتلال لهم , والأسعار المنخفضة مقارنةً بأسعار الداخل المحتل , وفي الغالب يتعاملون مع الفلسطينيين بصورةٍ فوقية , ولا يعيرون أي اهتمام للقانون عند قيامهم بأي اعتداءٍ على المواطنين الفلسطينيين او على املاكهم وأراضيهم , فهم ضد القانون ويظهرون دائما في أي لحظة دون سابق انذار وفي الغالب يخرجون ليلا ليعيثوا في الارض فساداً , انهم كقطّاع الطرق  لا بل انهم فعلاً قطاع طرق ,  وبحماية من الجيش الاسرائيلي والشرطة الاسرائيلية , هدفهم الترويع والتخويف , والحرق , وقطع الاشجار وتكسير السيارات المارة وإزهاق ارواح الابرياء . 

    شكلت هذه المستوطنات واقعاً كارثياً على سكان الضفة الغربية سواءً في القرى او المدن , ازدادت الحواجز ونقاط التفتيش , وصودرت آلاف الدونومات لإقامة  شبكة طرقٍ للمستوطنات والتسهيل على المستوطنين الوصول الى البؤر الاستيطانية ,  مما ادى الى تقطيع اوصال 278 قريةٍ وبلدةٍ فلسطينية 

     وأثناء اندلاع انتفاضة الاقصى عام 2000 , سارعت حكومة الاحتلال في بناء جدار الفصل العنصري الذي جعل الضفة الغربية  سجناً كبيراً, واجبر السكان الفلسطينيين على ان يسلكوا طرقاً بعيدة  للوصول الى بيوتهم وقراهم التي كانت قريبةً , فأصبح القريب بعيداً , والبعيد قريباً على المستوطنين وقطّاع الطرق , الذين يتناوبون على الحراسة في الليل ويحمون قطعانهم اذا ما قرروا ان يحرقوا ويدمروا المزارع .. الى ما هنالك من اعمال وحشية ودون عقاب . 

يواجه الفلسطيني في الضفة الغربية وضعاً مأساوياً وغير مقبول , فلا تدري اذا خرجت من بيتك قاصداً العمل او زيارةً او مستشفىً بأنك ستعود ام لا , حتى اذا فقدت السيطرة على المركبة فإن رصاص قطّاع الطرق لن يغفر لك , والحجة تكون محاولة دهسٍ , في كل انحاء العالم يحاكم قطّاع الطرق بأشد واقسى العقوبات , إلا في فلسطين فان قطّاع الطرق يكافئون , لذلك نراهم يتناوبون , منهم من يستهدف حياتك , ومنهم من يستهدف اموالك او بضاعتك , لذلك نراهم يتناوبون , ما ان يظهر قطّاع الطرق القتلة حتى يختفي القراصنة , وإذا ما اختفى القتلة ظهر القراصنة اصبح كل شيءٍ مباحاً في هذه الايام , الدم , المال , الكرامة , الحرية ..., والوطن كله مباح فأي شيءٍ اغلى من الوطن . 

     ويتحدثون عن السلام وعودة المفاوضات وكسر حالة الجمود السائدة منذ فترةٍ طويلة , وتقريب وجهات النظر , متناسين ان المستوطنات هي اكبر عائقٍ امام السلام , وبسببها تتحطم الامال للوصول الى  تسويةٍ مستقبلية , لا شك ان هناك اصوات يسارية في اسرائيل ترفض الاستيطان وترفض حتى السكن داخل المستوطنات , وهذه الاصوات ضعيفة ولا يسمع صوتها على الاعلام ولا الشارع الاسرائيلي , لان قادة الحروب والقتل في اسرائيل لا تريد السلام , ولا تريد الاستقرار والعيش بسلام لاعتقادهم بان ما يوحد اليهود بكافة تياراتهم وانتماءاتهم وجود خطرٍ يتهددهم , وعدوٍ يتربص بهم ويريد القائهم في البحر وإبادتهم , فإذا شعر اليهود بالهدوء والأمن والاستقرار والهدوء , فإن قادة اسرائيل يوجهون اعلامهم نحو الخطر الايراني , او الاسلامي لكي يبقى اليهود متّحدين ورافضين للسلام خوفا من ينقلب ذلك ضدهم ويهدد وجودهم . 

   ان ما حدث في الاونة الاخيرة من اطلاق نارٍ هي بالتأكيد حوادث فردية , من المفترض ان  يعاقب القانون عليها من قام بالفعل فقط , وكل قوانين العالم تحرم العقاب الجماعي , وتعتبره مخالفا لحقوق الانسان وانتهاك للقانون الدولي , لماذا يتم معاقبة كل العائلة الصغير قبل الكبير ؟ , وهدم بيت عائلة منفذ الهجوم , ويجري في الكنيست المصادقة على قانونٍ يتم بموجبه ترحيل عائلة منفذ العملية , كم من الحوادث التي حصلت ضد الابرياء الفلسطينيين وقام بها قطّاع الطرق من المستوطنين ومرت دون عقاب , لا هدم بيتٍ ولا ترحيلٍ ولا حتى غرامةٍ  على منفذ الاعتداء , انتم من تصنعون الكراهية , وتصنعون الحروب فالمستقبل لا يحمل لكم اخباراً سارةً , فلا الرئيس ترامب ينفعكم , ولا التكنولوجيا تمنحكم الاستقرار  ولن يفيدكم نقل سفارةٍ ولا اعتراف استراليا ولا حتى كل دول العالم بالقدس عاصمة لكم , ولا قطّاع الطرق الذين يتناوبون علينا.

   على قادة اسرائيل ان يدركوا ان الامن الذي يتحدثون عنة والعيش بسلامٍ وأمانٍ وانسجامٍ لن يتحقق ابداً بقمع وقهر الشعب الفلسطيني , وبزيادة ميزانية الدفاع وعدد الجنود , والمزيد من الاسلاك الشائكة , وأبراج المراقبة ,  ولا بتسليط قطاع الطرق على شعبٍ مظلومٍ يرزح تحت الاحتلال والقمع والتعذيب  ما يقارب السبعين عاما ,   ان الاستقرار والسلام مفتاحه الدولة   الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وبدون مستوطنات ولا قاطعي طريق,  وبناء جسورٍ من الثقة وحسن النوايا , وترسيخ كل التقدم التكنولوجي من اجل تحسين الوضع الاقتصادي والتبادل التجاري , والعمل على التنمية والتطوير  بدلاً من تطوير ادواتٍ وأساليب القمع والقتل التي لا تؤدي في نهاية المطاف إلا لمزيدٍ من الالم والخسارة لكافة الاطراف فلا منتصر في النهاية لمن يخوض الحرب ولا طائل من قطع الطريق, انما السبيل الاقوم والعقلاني يتوقف على  العودة الى خارطة الطريق وتعبيدها وبنائها بجسورٍ من السلام الحقيقي . 

د. محمود مرعي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف