الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قراءة في ملحمة الغياب لمحمود القاعود بقلم د. سحر محمد

تاريخ النشر : 2018-12-19
قراءة في ملحمة الغياب لمحمود القاعود

بقلم د. سحر محمد

من جيل الشباب يتحدّر الروائي المصري  محمود القاعود،  من أب تتعهّده المعارف ويتعهّدها منذ زمن البساطة والعاطفة الجموح التي لا تعرف انكباحا أو جمود ، كان الدكتور حلمي القاعود أستاذ الأدب والنقد بجامعة طنطا ، ثم كان ابنه محمود القاعود الروائي الكاتب الأديب ، تشرّب عن أبيه حب العلوم ، لم يكن العلم لدنه كتابا تتوجّب قراءته ثم تقييم ما جمعه من معلومات في امتحان أو تقدير ، كان تجميع العلوم عنده رغبة ، وفرزها هواية ، وتصنيفها ضرورة تتطلبها المرحلة التي يُعايشها الكاتب ، لا ينتظر طارقاً يطرق بابه ليدعوه إلى البحث أو القراءة ، القراءة جزء من تكوين هذه الأسرة الواعية لمتطلبات المرحلة القائمة والمراحل القادمة ... ورث القاعود الصغير عن أبيه حب العلم والقراءة والبحث ، ولا عجب ، فكل ناشئ ينشأ على ما عوّده أبواه .... لكنه لم يكن نسخة من أبيه الفلاح الصارم ، فقد خلط القاعود الصغير شدة القرية التي جُبل عليها بنو فِلاحة ، بلين ومرونة المدينة التي حيِيَها هو وإخوانه ... إلا أن جياشة العاطفة لم تتغير بتغيّر الزمان والمكان ... وكأنّ جينات الأصالة في هذه العائلة لا تخضع لعاديات الأيام ... لغته انسيابية بسيطة، مفردات سهلة قريبة ، تتلاءم مع سرعة العصر ، وحاجات الجيل، أما العاطفة فبحر هدّار ... "الوجع غير الوجع ... لماذا استيقظت في الهزيع الثاني من الليل؟ ....أشعر بالدموع تنساب كفضيان مكبوت...كيف حولت الذكرى قلبي إلى قطعة من الجمر ؟ يعرض المشاهد كأنها لوحات فنية ، كل لوحة تحمل فكرة ، كل لوحة تحمل ذكرى ...نقرؤها بألوانها وثناياها و أحزانها.... سرادق العزاء ... في المترو ...

سفر التعب

من أجمل اللوحات لوحة سفر التعب ،لوحة تمتزج فيها الأجيال وتتصاعد فيها الحوارات ، وتتلخص فيها الحياة بأننا سائرون نحو الأقدار بعز عزيز أو بذل ذليل ، وفي زاوية اللوحة تتلاقي الأجيال ويسقط الشاب في حضن العجوز ، وفي البرزخ تلتقي الدموع وتغزر العاطفة و تتصاعد الآلام حتى تعصر فؤاد القارئ وتتمازج مع أحزان البطل ومنها: "عبثا أمسك بهاتفي المحمول أبحث عن اسمها " "قامت بعملية احتلال فلا أنا تحررت ولا هي أنهت الاحتلال " و " ويكون الحضور في ذروة الغياب" .

الحياة بالنسبة للقاعود -كاتبنا الأغر - ملاحم يتعايشها واحدة تلو الأخرى يُفنيها مرة وتُفنيه أخرى؛ملحمة الصخب ، ملحمة الغياب ... أما الذكريات فيقسمها تقسيما موسيقيا عذوبا ومضنيا ؛ تقسيم المقامات : مقام الاحتراق ، مقام الحنين ، مقام العودة ، مقام التجلي، مقام الفناء..... ولهذا دلالته الجلية بأنه رجل يحيا الحياة بمقامات الموسيقى؛ حزنا وفرحا ، يأسا وأملا ، فردا وزمراً ، قلبا وروحا ..... وتبلغ الملاحم في النفس ذروتها مع "ملحمة الغياب " القصة الأم ( الماستر )، إنها ملحمة الغوص في الماضي وآلامه، اجتماع الروح بين الأمثال أو الأضداد ، لقاء في عالم البشر أو في غير عالمهم : شكوى ونجوى، افتقار واحتضان ، تيه ورغبة في العودة دون أمل ، ليختم بتعريف للحب بين الأرواح فيقول : الحب ليس كلمات، هو طريقة ، هو حقيقة ، هو الفناء ، هو البناء،تتماهى العيون لتصبح عينا واحدة، تتماهى القلوب فيكون الإحساس واحدا ، تتماهى الأرواح فتكون روحا واحدة ويتماهى التيه ، ويكون الحضور في ذروة الغياب .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف