الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حكاية الشرشف بقلم : ابراهيم شواهنة

تاريخ النشر : 2018-12-18
حكاية الشرشف  بقلم : ابراهيم شواهنة
لم أكن أتصور في يوم من الأيام أن يصل بنا الحد وتأخذ المواصيل بنا حد الإسفاف والتسطح والدونية ، حين سلكنا طريقا ونسجنا من حكاية حدثت على مواقع التواصل الإجتماعي ..مفادها أن عجوزا سبعينة أهدت شرشفا لا يسمن ولا يغني من جوع لكنتها والتي بدورها سارعت إلى تقديمه هدية لأخيها .. وما أن علمت العجوز بالأمر ، إشطاتطت غضبا وثارت ثأرتها لتطلق السباب والشتائم على كنتها ووصل بها الحد أن سبت الذات الألهية .
الأمر الذي أصبح مشينا ومخزيا بحق من يتداولون المقطع ويعلقون عليه ، فقد أصبح موضوع الشرشف أهم من القضية الفلسطينية ، فقد وصل أمر هذا الشرشف إلى بلدان الشرق الآوسط ، وأصبح رواد مواقع التواصل الأجتماعي يتندرون عليه ، ويزيدون ، ويبنون فوق الرواية حتى صارت من الأمور المخجلة المعيبة .
ماذا يعني لنا في الأمر أنه من المدهش والمستغرب أن يصل بنا هذا الموضوع حد السخف والأستهزاء ، وأنه مثير للضحك
فهو ليس مثيرا للدعابة ولا الضحك ولا حتى السخرية ، بل ما هو غريب تلك الحالة التي وصل بها رواد مواقع التواصل الأجتماعي من فقدان هيبتهم حتى أمام أنفسهم ، لم يبق أحد إلا وعلم بالموضوع .
ولو حاولنا تصنيف الحالة التي إصيب بها مجتمع رواد التواصل الأجتماعي وتفاعلهم مع تلك الواقعة ، لصنفت بأنها نوع من الأنهيار في (المعيار الأخلاقي ) وقلة الآدب في المعيار الأجتماعي ، واهتزاز في البنية النفسية لأفراد المجتمعات التي تتداول الموضوع ، وهذا يشي بأن تداول الناس للموضوع ليس من باب السخرية من الحادثة بقدر ما هو وصول الأمر بهم إلى تداول الآفكار السخيفة السمجة المقززة والمقرفة . وهذا دليل واضح على تأثير مواقع التواصل الأجتماعي وصل إلى مبتغى من يقف خلف تلك التطبيقات وأنه
يحق له أن يفرح ويصفق لنفسه بأنه إستطاع هزيمة نفوسنا والإستيلاء علينا وأحكام قبضته على أرواحنا ..وأن بات يدرك أنه يلهو بنا حسب ما يحب ويرغب .
ولو طلب منا الذهاب إلى الهاوية لفعلنا طواعية ..
الموضوع لا قيمة له ، حادثة عابرة ، تصرف عفوى من عجوز لا تعى ما تقول ، قالت كل شيىء بلا قصد ، والتقطها المقربون منها ونسجوا عليها قبة مخزية ..
فقد وصلت الحكاية إلى السيد ترامب ، والبيت الأبيض وكل الآجانب في العالم ، أين وصل الشرشف وما حدث للشرشف
حتى صار الشرشف أكبر همنا ، نتتبع أخباره ، من ديرة إلى ديرة ، ولو سألت أحد المهتمين في الموضوع عن قضية بلاده لقال لك :
أهل مكة أدرى بشعابها ...اتركيني يا عم ، قلوبنا وصدورنا مليئة بالهموم ، دعنا نرفه عن أنفسنا ، لقد مللنا السياسة ورجال السياسة ، وفلسطين ليست لي وحدي فأنا واحد من مليار عربي
والعجوز المصونة والله لوجلبت لها كل شراشف الدنيا ما إقتنعت بأن كنتها أعطته لأخيها المغضوب .
أمور محزنة مبكية مضحكة ، أن ترى المجتمع بأسره يركض خلف أخبار قطعة من القماش ليعرف أخبارها التي باتت أهم في نظره من أخبار فلسطين وقضيتها وشهداءها .. !!!
ملعون ذاك الشرشف الذي أفقدنا رشدنا ، وهيبتنا وجعلنا أضحوكة في العالم ،( العرب أشغلهم الشرشف ).
عجوز أردنية حورانية ، أشغلت الناس على مواقع التواصل الإجتماعي بين ليلة وضحاها ، حين فقد أعصابها حين علمت أن (كنتها) أعطت شرشفها الهدية إلى أخيها ، فقامت الدنيا ولم تقعد ..فقد إعتبرت أن الموضوع إهانة من كنتها لها ، وهي التي تعشمت وتجشمت عناء ووعثاء السفر إلى السعودية لتجلب الشرشف وكأنها أحضرت وقدمت لكنتها ( رأس كليب )
وسرعان ما إلتقط هذا المجتمع السفيف الحادثة وأشعل بها مواقع التواصل الإجتماعي ، وراح كل من هب ودب بتكبير وتضخيم الموضوع حتى صار ككرة الثلج المتدحرجة .
أيها الناس إرحمونا بالله عليكم وأغلقوا باب الفكاهة والتندر على هذا الموضوع التافه وتناولوا موضوعا يفيد خلق الله ...!
فلا تستغربوا لو قلت لكم بأن الشرشف اللعين سيشعل حربا بين الناس كحرب داحس والغبراء ، وفي الإيام القادمة سنذكر حرب الشرشف مثلما نذكر حروب خلت وصارت من الماضي وربما سيسقط قتلى وجرحى في حرب الشرشف ، ويسجل التاريخ علينا بأننا أحمق الشعوب ، حين إشعل شرشف العجوز الحورانية الأردنية حربا أكلت الأخضر واليابس .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف