" رصاصة " قصة قصيرة ..
_______________________________
خرجتُ من المنزل وفي غمرة انشغالي بالإمتحان ,ألقيت علبة الدخان في سلة المهملات
ووضعت كيس القمامة بجواري في السيارة ،
بينما أضغط على دواسة البنزين بإرتباك واضح ،
بعد دقائق معدودة دخلت قاعة الإمتحان ، جلست
في المقعد الخلفي وراء فتاة بدينة تنسكب على
ورقة الإجابة وكأنها مربوطة في شجرة قاحلة ،
حشوت ُفمي بالمعارك وأنا أتأمل القاعة ثم تناولت
قلمي كأنما أتناول إصبع ديناميت ..
انتهيت من حل الأجوبة وخرجت ، اشتريت علبة سجائر
دون أن أتذكر مصير العلبة الأولى , بلغت آخر
أمنياتي على الطريق وأشعلت سيجارة وكأنني أحشر في فمي بوابة حديدية .
بدا صوت الخطوات الثقيلة وهي تتابع من أمامي , وبجهد خفيف
أدارت وجهها بسرعة وهي تقول
_ الميت لا يحتاج إلى مركز للتطوع ، ورقة الإمتحان مقبرة ..
هي " مرام نفس الفتاة البدينة ، الآن انكشف وجهها بعدما استطاع بإعجوبة اجتياز رقبتها القصيرة .
قلت ضاحكا ً _ لا تفكري كثيرا ً .. هنالك أزمة في المواصلات , تعالي معي .
استقلتْ السيارة بجواري وأنا أردد
_أنت ِ تحفرين خندقاً أم تجلسين على المقعد .
قالت بغثيان _ أعتقد بأن هنالك رائحة كريهة .
قلت بإبتسامة مريبة
_ في الحقيقة أتمتع بقدرة عظيمة على استنشاق رائحة العطر .
هذه المرة أحسست أن ذاكرتي تبرهن
أن السمكة تسكن معي تحت سقف واحد ، لا شك أنني قد ألقيت
علبة السجائر في سلة المهملات وأن كيس القمامة
يلهث ويصرخ حول كعبها العالي ،
شعرت بالشفقة , باليأس ، بالإختناق ،
صوتها لا يزال يقبض على أسئلة الإمتحان ، بينما
كان أنفي يتأرجح على لسانها كالمشنوق ..
انعطفت ُ بالسيارة في طريق جانبي
وقلت مستدركاً _ سأذهب إلى " حي النصر "أين أنت ِ ذاهبة ؟
قالت ضاحكة _ " الكافرون "
غرست صورتي في مرآة السيارة ، أكثر دقة
هذه الفظاعة ، أقل بشاشة هذا الغضب ,
لأول مرة أعرف أن للكافرين أحياء جديدة ,
قلت ُبإستغراب _ الكافرون ! أين يقع هذا الحي؟.
راق لها سؤالي وهي تتهاوى كزوبعة من الغبار
_ أليس بعد سورة النصر سورة "الكافرون ".
استجمعت كل ما تبقى مني علّني أضحك
يا لخيالها , البديل الأمثل لخيالها المتدفق
أنها رسبت في الامتحان
يومها بادرتني قائلة
_ ليس المهم أن أرسب ,الأهم أن تنجح المصالحة الوطنية .
__________________________
_______________________________
خرجتُ من المنزل وفي غمرة انشغالي بالإمتحان ,ألقيت علبة الدخان في سلة المهملات
ووضعت كيس القمامة بجواري في السيارة ،
بينما أضغط على دواسة البنزين بإرتباك واضح ،
بعد دقائق معدودة دخلت قاعة الإمتحان ، جلست
في المقعد الخلفي وراء فتاة بدينة تنسكب على
ورقة الإجابة وكأنها مربوطة في شجرة قاحلة ،
حشوت ُفمي بالمعارك وأنا أتأمل القاعة ثم تناولت
قلمي كأنما أتناول إصبع ديناميت ..
انتهيت من حل الأجوبة وخرجت ، اشتريت علبة سجائر
دون أن أتذكر مصير العلبة الأولى , بلغت آخر
أمنياتي على الطريق وأشعلت سيجارة وكأنني أحشر في فمي بوابة حديدية .
بدا صوت الخطوات الثقيلة وهي تتابع من أمامي , وبجهد خفيف
أدارت وجهها بسرعة وهي تقول
_ الميت لا يحتاج إلى مركز للتطوع ، ورقة الإمتحان مقبرة ..
هي " مرام نفس الفتاة البدينة ، الآن انكشف وجهها بعدما استطاع بإعجوبة اجتياز رقبتها القصيرة .
قلت ضاحكا ً _ لا تفكري كثيرا ً .. هنالك أزمة في المواصلات , تعالي معي .
استقلتْ السيارة بجواري وأنا أردد
_أنت ِ تحفرين خندقاً أم تجلسين على المقعد .
قالت بغثيان _ أعتقد بأن هنالك رائحة كريهة .
قلت بإبتسامة مريبة
_ في الحقيقة أتمتع بقدرة عظيمة على استنشاق رائحة العطر .
هذه المرة أحسست أن ذاكرتي تبرهن
أن السمكة تسكن معي تحت سقف واحد ، لا شك أنني قد ألقيت
علبة السجائر في سلة المهملات وأن كيس القمامة
يلهث ويصرخ حول كعبها العالي ،
شعرت بالشفقة , باليأس ، بالإختناق ،
صوتها لا يزال يقبض على أسئلة الإمتحان ، بينما
كان أنفي يتأرجح على لسانها كالمشنوق ..
انعطفت ُ بالسيارة في طريق جانبي
وقلت مستدركاً _ سأذهب إلى " حي النصر "أين أنت ِ ذاهبة ؟
قالت ضاحكة _ " الكافرون "
غرست صورتي في مرآة السيارة ، أكثر دقة
هذه الفظاعة ، أقل بشاشة هذا الغضب ,
لأول مرة أعرف أن للكافرين أحياء جديدة ,
قلت ُبإستغراب _ الكافرون ! أين يقع هذا الحي؟.
راق لها سؤالي وهي تتهاوى كزوبعة من الغبار
_ أليس بعد سورة النصر سورة "الكافرون ".
استجمعت كل ما تبقى مني علّني أضحك
يا لخيالها , البديل الأمثل لخيالها المتدفق
أنها رسبت في الامتحان
يومها بادرتني قائلة
_ ليس المهم أن أرسب ,الأهم أن تنجح المصالحة الوطنية .
__________________________