الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أبواب الجنــة .. واو الثمانيــة!بقلم:د. عبد العزيز أبو مندور

تاريخ النشر : 2018-12-16
أبواب الجنــة .. واو الثمانيــة .. !
-----------
دكتور / عبد العزيز أبو مندور
000
قدمت بحثا فى ( واو الثانية ) فى كتابى ( أبو البشر آدم بين الروح والجسد ) لتدليل على أن الجنة لها ثمانية أبواب كما ورد فى الأحاديث النبوية ؛ ذلك لأننى قابلت فى سياحتى العلمية بعض زملائى بالجامعة الليبية من جامعة بغداد ، وقليلا ما كنت أتكلم معهم فى العلم ، فقد سخر كبيرهم من حكاية أبواب الجنة الثمانية ، ولعل ذلك لاعتماده على المنطق الآرسطى والقياس العقلى الخاطئ ، فأمثال هؤلاء يتصورون أنهم يرفعون من شأن العقل، فى ذات الوقت الذى يقللون من شأنه، فقد أقحموه فيما لا طاقة له به، فالحقائق الإيمانية غيب ، ولا مَدْخَلْ لِمَنْ خُلِقَ لِعَالَمْ الشهادة فيه ، وإلا زلت قدماه ، فمن أين له التعرف على حقائق الوقائع ، فلا يستغنى العقل عن الاسترشاد بنور الشرع والإيمان طرفة عين ، وإلا ضل فى دياجير الظلام، وخسر وخاب.

و جاءنى أحد البسطاء يريد أن يفهم و يتحقق من قول سمعه من بعض مشايخ الفضائيات، فقد زعم أنه قال " أن فى الجنة بابا يسع الأبواب الثمانية كلها.
فقلت له : وماذا قال لكم عن هذا الباب ؟
قال : إنه لم يقل لنا عنه شيئا 0

وشعرت أن المسألة تلح على السائل، فقلت له " لعله قصد الباب الرئيسى للجنة !
قال: لا. .
قلت: لعله قصد باب الأمة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أتاني جبريل فأخذ بيدي فأراني باب الجنة الذي يدخل منه أمتي قال أبو بكر: وددت أني كنت معك حتى أنظر إليه .
قال: أما إنك يا أبا بكر أول من يدخل الجنة من أمتي. "
(تخريج السيوطي - (د ك) عن أبي هريرة.)

قال الرجل: ولا هذا 00 ليس هذا ما سمعته من شيخ (الفضائيات). . !
قلت له لأنهى الجدل : عموما ذكرت الأحاديث النبوية المطهرة للجنة أبواب ، ولعل أشهر أبوابها هو باب الريان ، وهو باب لا يدخل منه إلا الصائمون ، كما ذكرت أن للصلاة بابا ، وللجهاد بابا ، وللصدقة بابا ، وهلم جرا ، وبهذه الطريقة فهناك باب لكل ركن من أركلن الدين ، وبابا لكل عمل من أعمال الخير والبر، و أبواب الخير والبر ليست بابا واحدا ، بل أبواب كثيرة.

قال صلى الله عليه وسلم : " من ولد له ثلاثة أولاد في الإسلام فماتوا قبل أن يبلغوا الحنث أدخله اللّه الجنة بفضل رحمته إياهم، ومن شاب شيبة في سبيل اللّه كانت له نوراً يوم القيامة، ومن رمى بسهم في سبيل اللّه بلغ به العدو أصاب أو أخطأ كان له عتق رقبة، ومن أعتق رقبة مؤمنة أعتق اللّه بكل عضو منه عضواً منه من النار، ومن أعتق زوجين في سبيل اللّه فإن للجنة ثمانية أبواب يدخله اللّه من أي باب شاء منها " ( أخرجه أحمد )

( وهذه أسانيد جيدة قوية كما يقول الإمام القرطبى فى (الجامع لأحكام القرآن)

و قال صلى الله عليه وسلم " من أعتق زوجين فى سبيل الله نودى فى الجنة يا عبد الله هذا خير ، فمن كان من أهل الصلاة دعى من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعى من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دعى من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دعى من باب الريان " فقال أبو بكر" يا رسول الله ما على أحد يدعى من هذه الأبواب من ضرورة ، فهل يدعى أحد من هذه الأبواب؟ "
قال " نعم ! وأرجو أن تكون منهم ."

ومن هنا صح عندى أن الجنة لها ثمانية أبواب على المشهور، ويكون ما أتى به الإمام القرطبى فى (التذكرة) وما عده من أبواب كثيرة بلغت ثلاثة عشر سهوا ، إلا أنه حاول أن يأتى بالدليل على صحة كلامه. فأغرب.

ولكل جواد كبوة ؛ يجبرها سعينا لتقديم الدليل على أنها ثمانية أبواب فى العدد جبرا لخاطر الإمام الجليل وصلة مودة ، واعترافا بفضله وما له من أياد بيضاء فى خدمة الإسلام والمسلمين.

أما كثرتها ، فهى توسيع لأبواب الخير، ودليلا على تكثرها ، فهى لا تتناهى ، وإلا ضاقت بنا الجنة.

جـ - دليل الواو: ( أقصد واو الثمانية ) :

ذكر القرآن الكريم صفات المؤمنين فى سورة التوبة ، وذلك فى قول عز من قائل : " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون فى سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا فى التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعده من الله فاستبشروا ببيعكم الذى بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم، التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين "
(التوبة: 111 - 112)

وهنا يسأل ابن خطيب الرى فى كتابه (غرائب آي التنزيل) وحق له أن يسأل " كيف قال تعالى " والناهون عن المنكر " بالواو، وما قبلها من صفات بغير واو؟!

و يجيب " " لأنها صفة ثامنة ، والعرب تدخل الواو بعد السبعة إيذانا بتمام العدد ، فإن السبعة عندهم هى العقد التام كالعشرة عندنا ، فأتوا بحرف العطف الدال على المغايرة بين المعطوف والمعطوف عليه.

ونظير ذلك " وثامنهم كلبهم " " فى بيان عدد أهل الكهف.

يقول عز من قائل " سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاء ظَاهِراً وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَداً " ( الكهف : 22 )

جاء بالواو فقال سبحانه " وثامنهم كلبهم " بعدما ذكر العدد مرتين بغير الواو، ليدل على أن أهل الكهف سبعه وثامنهم كلبهم.

ونظير ذلك يقول ربنا سبحانه فى صفة الجنة " وفتحت أبوابها "
( الزمر: 50 )
وهذا من البراهين الآكد على أن أبواب الجنة ثمانية0

وذلك بخلاف قوله تعالى فى صفة النار " فتحت أبوابها "
(الزمر: 71)
وصف أبوابها بغير واو لأنها سبعة أبواب.

أما قوله تعالى : " ثيبات وأبكارا" فى وصف نساء النبي صلى الله عليه وسلم، فليس من هذا القبيل ، ولا على هذا القياس ، كما يقول ابن خطيب الرى.

يقول عز من قائل " عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَاراً" (التحريم : 5 )

أقول كنت أفهم أن الله سبحانه وتعالى أثبت هذه الصفات لأمهات المؤمنين ، لعلة بسيطة ، فهو صلى الله عليه وسلم لم يطلقهن ، وكذلك ربه سبحانه لم يبدله غيرهن ، فتكون المناسبة جاءت لبيان فضلهن وخيريتهن. - وقد أثبت ذلك فى مقال لى منشور بعنوان - ( أم المؤمنين عائشة وصفات خير نساء العالمين).

وكنت قد وقعت على كلام ابن خطيب الرى ، ولم أكن عهدته إلا لغويا ، فإذا به من أهل الأذواق واللطائف ، فهو يوافقنا فى أن الخيرية أثبتت لهن بالنص ، وهى ثابته فيهن بالفعل.

ولكن المراد بقوله تعالى " خيرا منكن " أى فى حفظ قلبه ومتابعة رضاه ، مع اتصافهن بهذه المشتركة بينكن وبينهن.

وهنا جاءت الواو فى " ثيبات وأبكارا " وهى ليست واو الثمانية ، ومن جعلها واو الثمانية ، فقد سها ، لأن الواو لو أسقطت فيه لاستحال المعنى لتناقض الصفتين ، فالمعنى فى ثيبات غيره فى أبكار.

ومن هنا فإننا لا نقبل موقف الإمام القرطبى المتردد ، فقد رفض أن تكون الواو فى وصف الجنة ، فى قوله تعالى " وفتحت أبوابها " واو الثمانية ، لا لشئ إلا لينتصر لزعمه بأن أبواب الجنة أكثر من ثمانية ، مع أنه أتى بروايات متعددة للحديث كلها تثبت أنها ثمانية أبواب.

وهذا ما يزيدنا عجبا من موقفه ، وهو من هو فى العلم والورع ، وما يزيد دهشتنا أنه يأتى بدليل نقله عن غيره لا يؤيده فى موقفه بل يزيده تعقيدا!

يقول هى لغة قريش ، ومن أين تكون السبعة نهاية عندهم ؟

ثم هو منقوض بقوله تعالى: "هو الله الذى لا إله إلا هو الرحمّن الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر" (الحشر: 23)

من هنا يدلل القرطبى على أن الواو فى وصف الجنة ليست واو الثمانية ، لأنه لم يذكر الاسم الثامن من الأسماء الحسنى المذكورة فى الآية بالواو.

يقصد أنه ذكر ثمانية أسماء إلهية ، وقد جاء الاسم " المتكبر " الثامن من بينها ، ولم بأت قبله بالواو0

وهذا منه ( أى القرطبي ) بلا شك قياس خاطئ من وجهين هامين:
1- الأول: أن النسبة منفكة ، فما يقال فى صفات الخلق وأسمائهم لا يقال فى أسماء الحق وصفاته ، فالأسماء الحسنى لم يأت بها فى أى موطن من المواطن بقصد العدد ، وإلا كان عدها كلها ، أقصد التسعة والتسعون (99) اسما المشهورة فى رواية الترمذى عن أبى هريرة ، وهو ما لم يحدث ، لأن المقصود فى الآية هذه الأسماء بالذات ، فتجلى الحق بهذه الأسماء دون غيرها فى هذا الموطن بالذات يعطى الكفاية لما يراد منها فى علمه سبحانه و تعالى.

ولا أتصور أن الإمام الجليل يقبل أن تتغاير الأسماء الحسنى بالفصل بينها بالواو، لمجرد بيان صحة دليله ، وهو غير صحيح ، فهو لا شك كواحد من أئمة التفسير الذى لا يجارى، يعلم أن الأسماء الحسنى كلها من حيث أنها أسماء إلهية تدل على الذات العلية ، ولا يفهم من ذلك أنها مترادفة ، فالترادف - كما قلنا فى كتاب (الاصطفاء والاجتباء وأنوار الأنبياء) جاء من دلالاتها على الذات العلية ، ولكنها - ليست مترادفه من حبث دلالة كل اسم على معنى لا يعطيه الاسم الآخر، وهكذا ، إلا الاسم الله فهو حامل معان الأسماء كلها ، ما علمنا منها وما لم نعلم ، فهو اسم علم على الذات الإلهية بالمطابقة، فلا يقوم اسم مقامه ، فهو الاسم المفرد الذى يصف كل الأسماء ، و لا تقوى أن تصفه الأسماء ، فنقول الله هو الشكور ولا نقول الشكور هو الله ، فلا تعكس تنكس.

2- الثانى: العدد فى الحقيقة لا ينتهى عند السبعة ، بل العشرة كمال العدد0

والبرهان عندنا بالنص والعبارة دون التلميح والإشارة ، فالقرآن إن كان يأتى على عادة العرب فى الأساليب البلاغية ، فقد نزل القرآن الكريم بلسانهم ، إلا أنه لا يجاملهم على حساب الحق والحقيقة ، فعلم الحساب والعدد ليس موقوفا على أحد ، لا من العرب أو غيرهم من الأمم ، وتلك نقطة لم نسبق إليها ، فالقرآن رسالة الله وكلمته الأخيرة للناس كافة.

يقول عزمن قائل : " فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ " ( البقرة: 196)

هذا من ناحية ،
ومن ناحية ثانية ، ننقل ما نقله القرطبى من أقوال تؤكد أن الواو مطلوبنا هى واو الثمانية ، ولكنه خالف ما نقله ، فقد كان يستوفى شروط البحث، ليس إلا0

حكى الثعلبي عن أبي بكر بن عياش أن قريشا كانت تقول في عددها ستة سبعة وثمانية ؛ فتدخل الواو في الثمانية.

و قال القفال " إن قوما قالوا العدد ينتهي عند العرب إلى سبعة ، فإذا احتيج إلى الزيادة عليها استؤنف خبر آخر بإدخال الواو.

ولسنا فى حاجة بعد ذلك إلى مزيد ، فللجنة ثمانية أبواب ، ويقابلها سبعة للنار أعاذنا الله منها وهى مغلقة أبوابها نكاية فى أهلها وإهانه لهم ، ومزيد إذلال ، وعذاب من فوقه العذاب.

قال " فتحت أبوابها " وهى سبعة أبواب مذكورة بالنص ، فلا تفتح لهم إلا بعد أن يقفوا عندها أذلة صاغرين ، وحتى تظل النار وحرها متوهمة فى نفوسهم ، فيجتمع لهم عذاب الوهم والتوهم وعذاب الانتظار المخزى ، قبل أن يفجأوا ويفجعوا بحر النار الشديد ، فإذا دخلوها قابلتهم كما يقابل السجان سجينه ، فكلاهما لا ينفك عن الآخر.

ولا شك أن الوقوف على الأبواب المغلقة نوع ذل وهوان ، كما يقول صاحب كتاب (غرائب آى التنزيل)

وما ذكرت أبواب الجنة إلا بواو الثمانية ، فأبوابها ثمانية بهذا الفهم ، فإذا جاءها أهلها الذين هم أهلها ، جاءوها وقد فتحت أبوابها قبل مجيئهم ، وهذا أبلغ فى الترحيب بهم ، فيستعجل أهل الجنة الفرح والسرور إذا رأوا الأبواب مفتحة ، فالكريم يعجل المثوبة ويؤخر العقوبة ، فلو وجد أهل الجنة بابها مغلقا لوجدوا فى نفوسهم ، ولأثر انتظار فتحها فى كمال الكريم- حاشا وكلا.

ومن ثم فإننا لا نقبل هذا الموقف الذى لم نعتاده من الإمام القرطبى، فقد جزم بأن طلب الحكمة والعلة في مثل هذه الواو تكلف بعيد ، فهو بعتبر القول بواو الثمانية تحكم.

أما وقد بان لنا تحكم وضعف برهانه ، كما بان لنا أن أبواب الجنة ثمانية أبواب ، فلا علينا أن ندعو الله ألعلي أن يدخلنا بفضله إن شاء الله وإياه وكل المحبين من الأمناء من أبواب الجنة الثمانية جميعا ، وهو على ما يشاء قدير، وينزلنا الفردوس الأعلى من الجنة ، فهو دعوتنا و مطلوبنا بوصية نبينا صلى الله عليه وسلم.
وعموما، يرتبط ذكر الجنة فى القرآن الكريم والسنة المطهرة بالسعداء ، والعكس بالعكس، فالنار للأشقياء.

يقول عز من قائل : " يوم يأتى لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقى وسعيد، . فأما الذين شقوا ففى النار لهم فيها زفير وشهيق خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد* وأما الذين سعدوا ففى الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ " (هود: 105 - 108)

ولا أعتقد أن عاقلا حرا مختارا يمكن أن يختار إلا أن يكون من أهل الجنة وأصحابها من السعداء، لكى يحظى أولا وقبل كل شئ بكرامة الرحمن، و يكون فى مقام القرب من الحبيب صلى الله عليه وسلم، فينعم بلذة القرب، ويقطف من ثمار شجرة أنواره صلى الله عليه وسلم ، ويسقى من كاسات الوصال ، ويسبح فى بحار الحب ظمآن ، فلا هو عطش ولا جائع ولا هو عريان أو محروم.
وأنى للمحب أن يشبع ، و للمشتاق أن يقنع ، فليس إلا ما وعد ربنا و رضوان من الله أكبر.
( وعلى الله قصد السبيل )
دكتور / عبد العزيز أبو مندور
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف