الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تمزيق شكل الراوية في "يوميات صعلوك" حسين علي يونس بقلم رائد محمد الحواري

تاريخ النشر : 2018-12-15
تمزيق شكل الراوية في
"يوميات صعلوك"
حسين علي يونس
التجديد ضروري في الأعمال الأدبية، فهو يخرجنا من رتابة الشكل، ويشعرنا بأهمية التجديد، وهذا بحد ذاته يمثل أهم رسالة للأدب، تجاوز التقليد والتقدم بأفكار وصيغ جديدة، في هذه الرواية العديد من حالات التمرد على شكل الرواية التي نعرفها، فهناك فقرة طويلة خصصها السارد تحت عنوان "مشروع رواية" والتي جاءت بما يشبه مقدمة للرواية، لكنها جزء أساسي منها:
"كتبت بصيغة فصول عن أنكيدو وكلكامش ومغامراتهما في أكد وبابل... لم اتحدث عن مغامراتهما السماوية، بل تحدثت عن مغامراتهما الدنيوية... ربما تتحدث هذه الراوية عن فنتازيا القسوة، ولكنها أيضا تطرح قسوة الفانتازيا... كما أنني أود أن أذكر أنني ما كنت لأقدم على كتابة هذه الحماقات لولا أنني كنت مخلصا لحلم رجل كان صديقا لي طوال سنوات الثمانينيات ومطلع التسعينات، وهذا الرجل الأرمني الشيوعي كان معلمي بالدرجة الأساس... كان يعتقد أن " حذاء في الجبهة" اسم جميل وملفت للنظر للرواية التي سيكتبها... وستكون هذه الرواية ما يمكن أن اسميه التغوط السرمدي وستتحدث عن نشأة الكون في نشأته الأولى" ص 16 – 18، بهذا الشكل يتم التمرد على شكل الراوية، بحيث كان هذا الفصل والذي سبقه يبدوان للوهلة الأولى أنهما خارج النص الروائي، لكنهما جزء من حالة عالمة في الرواية والتي تتمثل في تمزيق الشكل التقليدي للرواية التي نعرفها.
ونجد تمزيق آخر لشكل الرواية من خلال "أبو نواس والحكاية المريرة" والتي جاء فيه:
"... سأباشر في كتابة رواية أخرى غير تلك التي كتبتها والتي لم أكملها، ...ربما ستكون الرواية عن شاعر طالما أحبه جان نفسه، أبو نواس الشاعر الذي تكشف سيرته الكثير من الغموض... وأنه ليس من الضروري أن يكون العمل عظيما ليكون مقروءا، لأن فكرة لطيفة وأسلوبا واضحا ومشرقا يمتاز بالرشاقة والطرافة قد تجعله يشق طريقه في المتاهة الكونية للكتب" ص82و83، مثل هذا الوقفات تعد تجاوزا لشكل الرواية التقليدي، فالسارد يحرص بين فينة وأخرى على تمرير هذا التجاوز واختراق ما هو عادي.
يقول في "مشروع مقلق لمسرحية":
"بعد محاولتين فاشلتين في كتابة الراوية أتوقف هنا، مغيرا من طبيعة عملي واستراتيجيتي التي أثقلتها بمشاريعي الناقصة"، وأبدأ بكتابة المسرحية التي سيكون اسمها "أحدهم سقط من أعلى السديم"" ص92، وطبعا يقدم لنا السارد نصا مسرحيا ضمن الرواية، وكأنه بهذا التقديم يريدنا أن نتأكد بـأنه يمزق الشكل الذي نعرفه عن الراوية.
وهناك تكسير آخر لبنية الرواية عندما يضيف "مدخل إلى الشذرات" في الرواية:
"...تظل هذه الشذرات تواصل حياتها خارج السياق لتطور جان بصفته شاعرا وبوصفه صاحب رؤى ومنظرا شفاهيا كانت لضرباته قوة الاسفين" ص117و188، وبعدها نجد هذا الشذرات كجزء أساسي من الراوية، ورغم أنها جاءت تتحدث عن الشعر والفن والفكر، على النقيض من تلك الأحداث الواقعية التي رواها جلجامش وأنكيدو، إلا أنها ذات قيمة مغرفية وفكرية، ونقدم هنا شيئا ممنها:
" ـ3ـ
عندما تطون شاعرا يمكنك أن تحل الإشكال القائم بين الوجود وكسنونة الوجود" ص120
" ـ5 ـ
في عوالم الشاعر ثمة المغيب الظاهر واستحضار المجهول من المعلوم" ص120،
" ـ7 ـ
الشعر بالنسبة للشاعر صور هزلية للحياة وهو مستغرق فيها" ص121.
ويقول في "الشعر والشاعر":
" ـ9 ـ عندما لا يأتي الدين إلى الشعر يجب على الشعر أن يذهب إليه" ص126.
" ـ11ـ الشعر حلم الكائنات الأكثر تحضرا" ص126.
" ـ13 ـ إن سلطة الشعر فوق كل سلطة لأنها قائمة على الفطرة ولا تنتج الشر" ص127.
بهذا الشكل (المباشر) يتم تمزيق بنية الرواية، لكن السارد يستخدم أشكال وطرق أخرى لتكسير شكل الراوية، فأجزاء الراوي جاءت بهذا الشكل: "كلكامش" ص22، "أنكيدو" ص25، وهكذا يتم تدوير العناوعين بين هاتين الشخصيتين، ويدخل فصول بينهما بتسميات أخرى مثل: " كاهن في معبد لوكال" ص52، "الحارس الشخصي لخمبابا" ص57، وإذا ما علمنا أن أحداث الراوية مؤلمة وقاسية، ليس على السارد فحسب، بل على المتلقي أيضا، مما يستوجب تقديمها بطريقة الفانتازيا، والتي تهدف إلى التخفيف من وطأة السواد والقتامة على المتلقي.
فنجد هذا الحدث في المسرحية التي يقدمها لنا ضمن الرواية:
" الرجل الآخر يلقي سكينه يمسك الرأس ويضربه على الجدار.
الرأس: ما الموضوع؟ لقد أوجعتني، ثم إنني لم أرد بك شرا.
الرجل الآخر: يلقي بالرأس ويصرخ" ص107، فهناك الحديث يدور عن رأس ميت، لكنه يتحدث هنا كما لو كان صاحبه حيا.
ومن أشكال التخفيف المستخدمة تقديم القسوة بطريقة ساخرة، كما هو الحال في "شذرات من حياة كلكامش" والتي جاء فيها:
"يا ابا كلكامش، إن لافتة محلك غير لائقة ومخالفة للقوانين، والحري بك أن تبدلها، إن اسم"ال***ك" تسمية غير لائقة لمطعم محترم.
... كأن يكون مطعم خمبابا...
ـ فليكن، يقول أبي.
وضع أبي الافة الجديدة، وكتب إلى جوارها "ال***ك سابقا: وهكذا حلت الكارثة.67و68، ومثل هذه السخرية تبين حجم تدخلات السلطة في شؤون المواطنين.
الراوية من منشورات دار نون للنشر، رأس الخيمة، الإمارات العربية المتحدة، الطبعة الأولى 2012.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف