الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

هولاكو لم يدخل بغداد بقلم ثامر الحجامي

تاريخ النشر : 2018-12-14
هولاكو لم يدخل بغداد بقلم ثامر الحجامي
هولاكو لم يدخل بغداد

ثامر الحجامي 

   رب ضارة نافعة، رغم أن ثمنها فادح، والدين صعب تسديده، لكن الأمر يستحق، فالحمل لا يقوم به إلا أهله، فالمضحى من جله ليس قطعا من الآجر، مرصوفة في جدار قديم، وليس إسما على خريطة ممزقة، في أطلس الجغرافيا، هو ليس كنية وهمية من السهولة التنازل عنها، ولا قطار خرج من الخدمة، يمكن التحويل الى غيره، إنه وطن .. وإسمه العراق.

    وطن تكالبت عليه ذئاب الليل، فراحت تنهش فيه بمخالبها، تتقاسم خيراته مغانما بينها، تتصارع على سلبه إسمه وتاريخه وعنفوانه، فأثخنت فيه الجراح، وملئت دمائه الوديان والسهول، وصار صوته يئن من الألم، يشتكي الظلم والجور، وخيمت غيوم الشر في سمائه، فأحالت نهاره ليلا مظلما، تعصف به رياح الموت والخراب، وأهله بين ذبيح ومشرد، ونساؤه بين أرملة ثكلى وسبية، وصوت الموت ينادي ألا من مزيد، وبلاد السواد إجتاحتها الرايات السود، ولا ضوء ينير تلك العتمة.

  كان الأمر يحتاج الى صرخة مدوية، وإرادة قوية، تجعل ذلك الأسد المنكأ بالجراح يقف على قدميه، يمتلك القدرة على الصمود، ويرد على الطعنات التي كادت تفتك به، تجعله يزأر في وجه أعدائه المدججين بالأسلحة، المعتلين صهوات خيولهم، المملوءة قلوبهم حقدا وغلا، فبدأ اليأس يدب في النفوس، والشك يملأ القلوب، وذكريات التاريخ المريرة حاضرة في الأذهان، فهاهو هولاكو على أسوار بغداد يستعد لدخولها، ليحرق بيوتها ويقتل أهلها، ويحيل ماء دجلة الى اللون الأحمر.

  بعد أن عصفت بالجميع الحيرة، وغابت عن العقول الوسيلة، ولم يعد للقوم من حيلة، جاء ذلك الصوت الهادر : " وعلى الناس الجهاد من إستطاع إليه سبيلا "  فجاء الرد بالهتاف والصياح : " حي على الجهاد .. حي على الفلاح " وتنادى الشيبة والشباب يتسابقون، هبوا للدفاع عن أرضهم ومقدساتهم، شحذوا سيوفهم فصارت تبرق على رقاب الظالمين، عروا صدورهم في مواجهة الموت فصار يخاف منهم، ساروا حفاة على المنايا، فأمست تمنحهم الحياة.

  إصطفت الحشود على السواتر، تقاتل ذئاب الموت وغربان الشر، تدافع عن وطن تعطر ترابه بدماء زكية، وحملت أجسادهم جراحا، كانت أوسمة النصر ونياشين العزة والكرامة، وتشابكت أيدهم في رفع رايات الفخر والمجد، فتوحد الشيعي والسني، والكردي والعربي والتركماني والآيزيدي، وصارت الهوية الوطن والكنية العراق .. وتقهقرت عصابات البغي والقتل والإرهاب، وإنتصر العراق رغم التحديات والمصاعب، وتوحدت كلمة العراقيين وإجتمعوا تحت راية واحدة، بعد إن كادت أهوال الإرهاب تفت من عضدهم.

     خاض العراق أشرس هجمة إرهابية شهدها العالم، وعلى أرضه حدثت أصعب معركة، قدم فيها العراقيون دماء طاهرة، سجلوا فيها أكبر نصر على قوى الشر، خرجوا منها موحدين متعاضدين، وأعلنوا للعالم كله، أن هولاكو لن يدخل بغداد مرة أخرى.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف