الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

هلوسات شتوية لإمرأة لوزية بقلم سعيد أبو غــزة

تاريخ النشر : 2018-12-13
هلوسات شتوية لإمرأة لوزية بقلم سعيد أبو غــزة
هلوسات شتوية لإمرأة لوزية

بقلم / سعيد أبو غـــزة

شتاء وطني موحش، يتلذذ بإحراق أغصان اللوز الندي ليتدفء به الرجال الباردون و هم يحتسون فنجان القهوة و ينفثون غبار أدخنتهم المزعجة، في حين تهرول أمطار السماء لتسقي أشجار اللوز المرتجفة برداً من أثر إنكسار أغصانها، حقاً أنه مشهد قاسٍ.

مؤلم أن تذبل المرأة اللوزية مع الرجل البارد، الذي لا يرى بها تلك الزهرة الفواحة الأنيقة، المرأة اللوزية المنتمية للجمال المتجرد، حقا أنها لا ترتدي الألوان الصاخبة على جفنيها المتورمتين من بكاء الأمس على طفلتها المريضة، هي لا تلبس التنورة السوداء القصيرة التى تُحب، تعب اليوم الطويل لم يُخفي جمال ملامحها المتقدة لمشاهدة هطول أمطار كانون الساحرة التى تُزيل غبار وجعهها، أطلت بجسدها المتوثب خارج البيت لتغتسل من سحائب المطر المنهمر، لتداعب قطرات المطر القليل من الكحل النائم على رمشيها الذي زادها بهاءً و حيوية، حبات المطر تداعب رمشيها بطريقة مربكة فتتدحرج كرات المطر المصبوغة من الكحل على وجنتيها كحباتِ قهوة شهية خرجت للتوي من تنورها الملتهب.

خرج من البيت منزعجاً حاملاً المظلة لتقيها من الجنون التى تمارسه، هي إمرأة لا تحتاج إلى مظلة لتحميها من الأمطار، هي تحتاج لمطر يُزيل ضعفها الداخلي و يمنع الإنكسار، تحتاج لإستفاقة مطر يزيد إرتجافتها المجنونة الشقية.

تنظر إليه بخيبة أمل، كم تمنت أن يكون رجلاً يهيم بالإعتناء بأزهار اللوز المتوثبة بدلاً من تحطيم أغصان اللوز الحالمة بيديه القاسيتين ليتدفء بهما، رجلاً يهتم برائحة أزهار اللوز، يجالس رائحتها بتمعن العاشق، رجلاً يُدفء يديه جيداً قبل أن يلمس الزهرة، يُبسط كفيه ليحتضنها بشوق، يُراقصها حينما يحتل قوس قزح سماء كانون، يركل كل العادات الذكورية ليمارس الرقص تحت المطر بجنون، يصعد للسماء ليسرق النجمات المتشوقات ليغرسها على شعري المنساب على جداول النسيان، رجل يُبهرني بلهفته، يرفض معانقتي بالفراش دون الإحتفاء بي بالجري تحت المطر، رجل يجعلني أقع في حبه مرة تلو مرة ما بين اللذة و الإندهاش، يُمسك كلتا يدايا، يطير بي متقافزاً بين حبات المطر و كأني طفلته الوحيدة و كل قدره من السعادة الأخيرة.

رجل عميق المشاعر يؤمن أنا المظلة لا تهمني تحت المطر، بل يؤمن أن يُراقصني حتى يبتل كلانا من الرقص الهستيري في هذا الجو المُمطر العذب، هي إلتفاتة رجل مولع بأدق و أصغر تفاصيل عشق امرأة للشتاء، رجل يفهم بأن الرقص تحت المطر بلا مظلة هي تفاصيل صغيرة و لكنها عشق حياة لإمرأة مثلي لا تقبل أن يتدفء الرجل بأغصان الوز و أنثاه تحترق للرقص تحت المطر.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف