الحاج مرازيق أبو مغصيب في ذمة الله..
بقلم الكاتب/ مصطفى لقان
عندما يرحل العظماء، ينطفئ شعاع الخير ونوره في ربوع الوطن, وينفطر لذهابهم العقول والقلوب، لكونهم ركن من أركان المجتمع، وصمام أمان لحياة البشرية.
لا نرثي اليوم رجلا عاديا أو شخصا عابرا, بل ونقف بمشاعرنا التي سيطرت عليها مشاعر الحسرة والألم برحيل رجل عظيم, رجل أحيا بين أبناء شعبه العدل والتسامح والخير, في حقبة الحداثة الزائفة، وعمل ليل نهار لخدمة قضايا شعبه..
شكل الحاج مرازيق للعدل في كل الميادين وفي مختلف الأوقات، مرحلة ما من مراحل حياة الرجل التي تختزن في صحائف أعماله مدونات تدرس بمداد الذهب والمجد والفخار، على إيقاع مراحل وعهود زمنية عصفت بها التحديات.
لقد مثل الحاج مرازيق مدرسة قضائية فكرية كبرى متكاملة الأبعاد والزوايا، وموسوعة عرفية شاملة طبعت بصماتها المؤثرة في كل مكان، وتركت آثارها العميقة في حياتنا كمجتمع قبلي وعشائري.
لا تنبع أهمية ودور ومكانة الحاج مرازيق فقط من موقعه الهام كقاضي عشائري بل اكتسب أهميته ومكانته لامتلاكه رؤى وحلولا استطاع من خلالها الفصل في قضايا شائكة عجز عن حلها الجميع وتلك القضايا لا تعد ولا تحصى بين الناس وتتجاوز كل الحدود.
أحزن رحيل الحاج مرازيق الكثير، هذا الرجل الذي ذاع صيته فأخذ بالتنقل بين مدن قطاع غزة وسيناء وعرب ال 48 والأردن لحل القضايا والخلافات, فأرتفع شأنه بين القبائل والعائلات, فزادت قدراته بالصلح العشائري دون أن يظلم أحد وذاع صيته في كل مكان كونه لا يجامل أي شخص على حساب الآخر ولا يقبل الرزقة من أحد ولا يقبل لسان عن أحد ولا يعمل كقاضيا منفردا, حيث غالبا ما كان يلُبس ثوب الشرع للفرع, فزادت ثقة الناس به في القضاء العشائري..
فقد شّيد الحاج مرازيق أبو مغصيب ديوانه أمام منزله الصغير والبسيط, عريشة يبسطها ذلك الرمل الذهبي المنقى, والذي يحتل موقد النار التي تحتضن الدلة, قهوته العربية الأصيلة التي قلما تخمد تلك النار من حين لآخر جزء من تلك العريشة التي تتصف بالعراقة والأصالة والتاريخ, والتي مارس عمله التطوعي والإنساني لخدمة أبناء شعبه وحل خلافتهم من خلالها بما يرضي الله, على مدار عقود طويلة, وذلك المصلى الذي شيده لأداء فريضة الصلاة بمواعيدها هو وضيوفه حين يعتلي الآذان, وذلك المذياع الأثري الذي يقطن بجواره ليعلم من خلاله ما يدور في عالمنا من أحداث وأخبار.
ذلك المكان الذي أصبح قلعة شامخة للصلح والتقاضي بين المتخاصمين في قضاياهم الشائكة الذي كان يحده من الغرب تلك الثكنة العسكرية الإسرائيلية التي كانت جاثمة قبيل الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2004م.
أتصف الحاج مرازيق أبو مغصيب بكاريزما الذكاء والدهاء الفطري, كذلك الأنصات بإهتمام ليزن بعناية فائقة كل كلمة تقال من الحاضرين خلال حله للقضايا حيث يستمع ويقرأ بعيناه وجوه الحاضرين, عله يبحث فيها عن الحقيقة والحق المراد, ليضع الحق لهم ولا مجال لأحد بأن يشكك في قراراته وإن كانت مخالفة لأحدهم, ليحفظ على مدار الزمان والمكان وصية والده التي أوصاه له بعدم تقاضي أي مال نظير عمله.
لقد غيب الموت المرحوم بإذن الله الحاج/ مرازيق قاعود أبو مغصيب "أبو كمال", أحد أنبل العظماء الذين أنجبتهم فلسطين في القرن العشرين، ووهبتهم حب الناس وارتقت بهم إلى قمة المجد والتضحية والعطاء.
الحاج مرازيق رجل ليس ككل الرجال، ورمز ليس ككل الرموز، فما تركه الرجل الذي تعكس صفحاته المضيئة كل صور العطاء والإبداع، يضعه حتما ودون جدال في المرتبة الأسمى التي لا يجاوره فيها إلا القليل من علماء القضاء العشائري في العصر الحديث..
بقلم الكاتب/ مصطفى لقان
عندما يرحل العظماء، ينطفئ شعاع الخير ونوره في ربوع الوطن, وينفطر لذهابهم العقول والقلوب، لكونهم ركن من أركان المجتمع، وصمام أمان لحياة البشرية.
لا نرثي اليوم رجلا عاديا أو شخصا عابرا, بل ونقف بمشاعرنا التي سيطرت عليها مشاعر الحسرة والألم برحيل رجل عظيم, رجل أحيا بين أبناء شعبه العدل والتسامح والخير, في حقبة الحداثة الزائفة، وعمل ليل نهار لخدمة قضايا شعبه..
شكل الحاج مرازيق للعدل في كل الميادين وفي مختلف الأوقات، مرحلة ما من مراحل حياة الرجل التي تختزن في صحائف أعماله مدونات تدرس بمداد الذهب والمجد والفخار، على إيقاع مراحل وعهود زمنية عصفت بها التحديات.
لقد مثل الحاج مرازيق مدرسة قضائية فكرية كبرى متكاملة الأبعاد والزوايا، وموسوعة عرفية شاملة طبعت بصماتها المؤثرة في كل مكان، وتركت آثارها العميقة في حياتنا كمجتمع قبلي وعشائري.
لا تنبع أهمية ودور ومكانة الحاج مرازيق فقط من موقعه الهام كقاضي عشائري بل اكتسب أهميته ومكانته لامتلاكه رؤى وحلولا استطاع من خلالها الفصل في قضايا شائكة عجز عن حلها الجميع وتلك القضايا لا تعد ولا تحصى بين الناس وتتجاوز كل الحدود.
أحزن رحيل الحاج مرازيق الكثير، هذا الرجل الذي ذاع صيته فأخذ بالتنقل بين مدن قطاع غزة وسيناء وعرب ال 48 والأردن لحل القضايا والخلافات, فأرتفع شأنه بين القبائل والعائلات, فزادت قدراته بالصلح العشائري دون أن يظلم أحد وذاع صيته في كل مكان كونه لا يجامل أي شخص على حساب الآخر ولا يقبل الرزقة من أحد ولا يقبل لسان عن أحد ولا يعمل كقاضيا منفردا, حيث غالبا ما كان يلُبس ثوب الشرع للفرع, فزادت ثقة الناس به في القضاء العشائري..
فقد شّيد الحاج مرازيق أبو مغصيب ديوانه أمام منزله الصغير والبسيط, عريشة يبسطها ذلك الرمل الذهبي المنقى, والذي يحتل موقد النار التي تحتضن الدلة, قهوته العربية الأصيلة التي قلما تخمد تلك النار من حين لآخر جزء من تلك العريشة التي تتصف بالعراقة والأصالة والتاريخ, والتي مارس عمله التطوعي والإنساني لخدمة أبناء شعبه وحل خلافتهم من خلالها بما يرضي الله, على مدار عقود طويلة, وذلك المصلى الذي شيده لأداء فريضة الصلاة بمواعيدها هو وضيوفه حين يعتلي الآذان, وذلك المذياع الأثري الذي يقطن بجواره ليعلم من خلاله ما يدور في عالمنا من أحداث وأخبار.
ذلك المكان الذي أصبح قلعة شامخة للصلح والتقاضي بين المتخاصمين في قضاياهم الشائكة الذي كان يحده من الغرب تلك الثكنة العسكرية الإسرائيلية التي كانت جاثمة قبيل الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2004م.
أتصف الحاج مرازيق أبو مغصيب بكاريزما الذكاء والدهاء الفطري, كذلك الأنصات بإهتمام ليزن بعناية فائقة كل كلمة تقال من الحاضرين خلال حله للقضايا حيث يستمع ويقرأ بعيناه وجوه الحاضرين, عله يبحث فيها عن الحقيقة والحق المراد, ليضع الحق لهم ولا مجال لأحد بأن يشكك في قراراته وإن كانت مخالفة لأحدهم, ليحفظ على مدار الزمان والمكان وصية والده التي أوصاه له بعدم تقاضي أي مال نظير عمله.
لقد غيب الموت المرحوم بإذن الله الحاج/ مرازيق قاعود أبو مغصيب "أبو كمال", أحد أنبل العظماء الذين أنجبتهم فلسطين في القرن العشرين، ووهبتهم حب الناس وارتقت بهم إلى قمة المجد والتضحية والعطاء.
الحاج مرازيق رجل ليس ككل الرجال، ورمز ليس ككل الرموز، فما تركه الرجل الذي تعكس صفحاته المضيئة كل صور العطاء والإبداع، يضعه حتما ودون جدال في المرتبة الأسمى التي لا يجاوره فيها إلا القليل من علماء القضاء العشائري في العصر الحديث..