الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أصالة ثقافة الحياة في الرؤية القرانيّة بقلم زعيم الخيرالله

تاريخ النشر : 2018-12-12
اصالة ثقافة الحياة في الرؤية القرانيّة
----------------------------------
زعيم الخيرالله
-------------
نسمع الكثير من الضجيج الصاخب ، بان الدينَ يدعو الى الموت ، وينشر بين اتباعه ثقافة الموت ، وادبيات الرعب ، ولايعلمهم ابجديات الحياة . وفي المقابل هذه الاصوات تقدّم لنا الغرب ، ومن خلال انجازاته المهمّة في تطوير الحياة وتقدمها ، بانه ينشر ثقافة الحياة ، ويقف بوجه ثقافة الموت .
هذه النظرة قد تبدو صحيحة ، لاول وهلة ، وحسب مانرى ونشاهد من ظواهر العنف ، والموت المرعب الذي تمارسه الجماعات المتطرفة في بلداننا ، التي تجيد صناعة الموت ولاتعرف صناعة غيرها ، فهي لم تتعلم في اوكارها المغلقة ، الف باء ىالحياة. وفي المقابل نرى الغربيين يقبلون على الحياة ، انجازا وتعميرا وابداعا في كل مجال.
ولمحاولة فهم المسالة ، لابد ان نرجع الى القران الكريم ، مصدر ثقافتنا الدينيّة ، الذي قدمّ رؤية واضحة لهذه القضيّة المهمّة .
في قصة ابني ادم عليه السلام ، يطرح القران رؤية هابيل الايمانيّة تجاه اخيه قابيل الذي قال له : (لاقتلنك ) ، فاجابه هابيل كما ينقل القران الكريم عنه : ( لئن بسطت اليّ يدك لتقتلني ماانا بباسط يدي اليك لاقتلك اني اخاف الله رب العالمين) . المائدة : الاية : 28 .
من خلال هذه الاية نفهم ان هابيل المؤمن يؤمن بثقافة الحياة ؛ ويواجه بها ثقافة الموت التي تجذرت في اعماق نفسية قابيل السوداء.
وهناك اية اخرى تؤصّل لثقافة الحياة ، وتتصدى لثقافة الموت ، يقول الله تعالى :
( انه من قتل نفسا بغير نفس فكانما قتل الناس جميعا ، ومن احياها فكأنما احيا الناس جميعا) . المائدة : الاية : 32 . وحتى تشريع القصاص ، هو تشريع من اجل الحياة لامن اجل الموت ، يقول الله تعالى :
( ولكم في القصاص حياة يااولي الالباب لعلكم تتقون ) . البقرة : الاية : 179 .
والقران الكريم اعتبر دعوة الرسول ، دعوة الى ثقافة الحياة :
( استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم ) . الانفال : الاية : 24 .
ولكون ثقافة الحياة هي الاصل ، جعل الله تعالى احدى معجزات رسولا من رسله العظام وهو عيسى بن مريم عليه السلام ، احياء الموتى ، كما جاء في قوله تعالى :
( وابريء الاكمه والابرص واحيي الموتى باذن الله ) . ال عمران : الاية : 49 .
واصالة ثقافة الحياة في القران الكريم ليست مقتصرة على الحياة الانسانية ، بل هي شاملة لكل مظاهر الطبيعة ، يقول الله تعالى :
( والله انزل من السماء ماء فاحيا به الارض بعد موتها ) . النحل : الاية : 65.
( رزقا للعباد واحيينا به بلدة ميتا كذلك الخروج ) . ق : الاية : 11 .
( وجعلنا من الماء كل شيء حي) . الانبياء : الاية : 30 .
كما ان المحيي اسم من اسماء الله تعالى ، وثقافة اصالة الحياة في القران الكريم ، لاترى الموت عدما وفناء ، بل تراه صورة اخرى من صور الحياة التي لاتنتهي .ولاصالة هذه الثقافة تحدث القران عن فكرة الخلود ، الذي يعني ان الحياة هي الاصيلة وجودا وبقاء ، يقول الله تعالى :
(خالدين فيها باذن ربهم تحيتهم فيها سلام ) . ابراهيم : الاية : 23 .
الغرب وثقافة الموت
-------------------
الغرب المادي الذي اقبل على الحياة ، وقدم انجازاته في مختلف مجالات الحياة ، فهل يعني ذلك ان ثقافة الموت غائبة عند الغربيين ؟
ثقافة الموت بدات تحل محل ثقافة الحياة ، بعد ان هجر الغرب دينه ومسيحيته ، فالاجهاض الذي تحرمه المسيحية ، صار امرا مقبولا ، وامرا قانونيا ، والاجهاض مفردة من مفردات ثقافة الموت ، وازهاق الحياة . والانتحار مفردة من مفردات ثقافة الموت السائدة عن الغربيين . والقتل الرحيم الذي صار مقبولا ومشروعا في اغلب الدول الغربية ، وهو مفردة اخرى من مفردات ثقافة الموت التي بدات تحل محل ثقافة الحياة ، وقتل الاطفال الرضع ، ظاهرة بدات تتحدث عنها الصحف ، وتبرزها على صفحاتها .
وهذه الثقافة دعمتها نظريات ، منها نظرية مالثوس في التفجر السكاني ، على اساس ان السكان يتزايدون بنسبة متوالية هندسية ، 1، 2 ، 4 ، 8 ، 16 ، 32 .... والموارد الغذائية تتزايد بنسبة متوالية عددية ، 1، 2، 3 ، 4 ، 5 ، 6 ... فيؤدي ذلك الى ندرة الموارد بالقياس الى تزايد عدد السكان ، فتحصل ازمات اقتصادية . وكانت نظرية مالثوس قد ادت الى كوارث وتداعيات مميتة ؛ اذ كانت المبرّر الاساس ، لابادة كثير من الشعوب ، واجبر السود والهنود الحمر على اجراء التعقيم القسري ، وفي روسيا ابيد 12-15 مليونا من البشر ، بحجة اعتصار التراكم المطلوب للتنمية . وثقافة الموت موجودة في فكرة الصراع الطبقي الدموي في الماركسية، الذي يحل المشكلة بسيطرة طبقة على طبقة ، وموجودة في فكرة الانتخاب الطبيعي وانتخاب الاصلح الداروينية ، فهي تمثل مرجعيات لثقافة الموت .
وثقافة الموت كانت سائدة في ذهنية الانسان الابيض ، فامريكا قامت على ابادة الهنود الحمر ، والحروب الاستعمارية التي ابيدت فيها شعوب ، تصنف ضمن مفردات ثقافة الموت . ومازالت تبتكر اليات جديدة للموت .
وفي الختام ، ان ثقافة الموت التي تبنتها الجماعات المتطرفة ، ليس النص الديني مسؤولا عنها ، وانما تتحمل المسؤولية عنها الافهام المعوجة والمريضة ، في قراءة النص الديني ، اما ثقافة القران فهي ثقافة تدعو الى الحياة ، واحترام حق الانسان .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف