الأخبار
مع بدء ترحيل السكان.. تصاعد التحذيرات الدولية من اجتياح رفحمجلس الحرب الإسرائيلي يُقرر المضي في عملية رفحطالع: تفاصيل مقترح وقف إطلاق النار الذي وافقت عليه حماسحماس تُبلغ قطر ومصر موافقتها على مقترحهم لوقف إطلاق النارممثل عشائر المحافظات الجنوبية يحذر من خطورة اجتياح الاحتلال الإسرائيلي لمدينة رفححماس: انتهاء جولة المفاوضات الحالية ووفدنا يغادر القاهرة للتشاور مع قيادة الحركةهنية يكشف أهم شروط حركة حماس للتواصل لاتفاق مع إسرائيلمقتل أربعة جنود إسرائيليين بقصف المقاومة الفلسطينية لمعبر (كرم أبو سالم) العسكريالحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجزيرة تحت ذريعة أنها "قناة تحريضية"الخزانة الأمريكية : بيانات الاقتصاد تؤكد وجود تباطؤ بالتضخممسؤولون أمريكيون: التوصل إلى اتفاق نهائي بغزة قد يستغرق عدة أيام من المفاوضاتالمستشفى الأوروبي بغزة يجري عملية إنقاذ حياة لطبيب أردنيتحذيرات أممية من "حمام دم" في رفحالمقاومة الفلسطينية تكثف من قصفها لمحور (نتساريم)غارات إسرائيلية مكثفة على عدة مناطق في قطاع غزة
2024/5/11
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

استهداف الرئيس أبومازن، وسيناريوهات متوقعة (1-2) ..

تاريخ النشر : 2018-12-12
استهداف الرئيس أبومازن، وسيناريوهات متوقعة (1-2) ..
استهداف الرئيس أبومازن، وسيناريوهات متوقعة (1-2) .. بقلم د.مازن صافي


تنطلق الرؤية الفلسطينية للعملية السياسية والتي أعلنها الرئيس محمود عباس أبومازن، من الحق الطبيعي والتاريخي ومن مبدأ الالتزام بإمكانية إحلال السلام وفق الاتفاقيات والمواثيق الدولية ومن خلال المرجعية الدولية، وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة 242،338،194، وتتويج ذلك بانسحاب إسرائيل من كافة الأراضي التي احتلتها عام 1967م، وتمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره وحق عودة اللاجئين،واقامة دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس، ومعالجة كافة الملفات الرئيسة والتي عملت اسرائيل على اجهاض تنفيذها من خلال سياساتها العدوانية على مدار السنوات الماضية.

وفي الجانب الاسرائيلي، فإن الأحزاب السياسية، تختلف في رؤيتها للحل السياسي، ويتفقون على رفض حل مشكلة اللاجئين وحق العودة، وينظرون لحل الدولتين من خلال تعديل حدود الرابع من حزيران 1967م، وقبول فلسطيني بالمستوطنات الواقعة فوق الأرض الفلسطينية، بالاضافة الى الطرق الالتفافية التي تستنزف مساحات كبيرة، وذلك تحت ذريعة الأمن الاسرائيلي، ويتفقون على أن القدس كاملة دولة لاسرائيل غير قابلة للتقسيم ولا يمكن أن تكون عاصمة لدولتين، وبالتالي فإن اسرائيل ترى بالقوة الغاشمة المدعومة من قوى عالمية أنها غير ملزمة بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة أو الاقرار بوجود مرجعيات دولية لأي محادثات أو مفاوضات.

ومع مرور السنوات وجمود الحل السياسي وتنفيذ الاحتلال لعدوان موسع ومتواصل على قطاع غزة الضفة الغربية، فإن تصادم الرؤيتين والبرنامجين الفلسطيني والاسرائيلي، يتوسع ويمتد، وتبتعد أي إمكانية للعودة للمعادلة السياسية أو الهدوء، وكلما تعمق الصراع، كلما فقدت اسرائيل إمكانية تحقيق الأمن، ووقعت تحت تأثير سياساتها العنصرية والعدوانية ضد شعبنا الفلسطيني.

هذا التصادم كان لابد من تدخل دولي جاد وحقيقي وملزم، لعدم وصوله الى الحافة، ومن هنا يفهم العالم خطورة الموقف والقرار الأمريكي من الصراع، ويعتبر الرئيس الأمريكي ترامب وإدارته هي الأخطر على المنطقة، وهي التي تتخذ من الحرائق طريقا لها، وتقوم بتأزيم العلاقات، والانقلاب على كافة القرارات الدولية وتوصيات ومواثيق الأمم المتحدة، وبالتالي فلا فرق بين الأحزاب السياسية الاسرائيلية وبين الادارة الأمريكية التي تعمل تحت تأثير التيار الانجيلي المتصهين والحاقد والذي وجد فيه ترامب ملاذا لتنفيذ وعوده بأن يعمل على قلب الطاولة في المنطقة وانهاء الصراع بطريقة السحق للاخر وتمكين الاحتلال من توسع عدوانه وسيطرته وتفريغ السلطة من مضمونها، وتأتي تصريحات السفير الامريكي المتصهين فريدمان وغرنبيلات وكوشنر و ينس موحدة مع ما يتحدث به ترامب حول "لا حل الا بقيادة فلسطينية جديدة"، واعتبار أن القيادة الفلسطينية هي المعيق لتنفيذ خطة القرن المشؤومة والتي تستهدف تصفية المشروع الوطني الفلسطيني، ومن هنا نفهم ما تحدثوا به أنهم سيتجاوزون القيادة الفلسطينية وبل قاموا بتحريض الشعب الفلسطيني بقولهم "على الشعب الفلسطيني إختيار الأفضل وقيادة أفضل للعيش في واقع أفضل".

لقد صمدت القيادة الفلسطينية وفي مقدمتها الرئيس أبومازن، ووقف الشعب الفلسطيني ضد هذا العدوان والانحياز الأمريكي السافر، وحصلت دولة فلسطين على أغلبية دولية تدين وترفض قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقل السفارة الأمريكية لها وتقويض حل الدولتين وتجفيف موارد المال عن الأونروا وإرباك برامجها، وعاد نتنياهو ووزراء حكومته وغلاة المستوطنين، لرفع مستوى العدوانية ضد الشعب الفلسطيني واعتبار الرئيس ابومازن هو الأخطر على اسرائيل وان وجوده هو العقبة الكبرى، وتمادت مبعوثي ترامب في عدائيته وتصريحاتهم ضد الرئيس أبومازن بصورة مفرطة وبل تحريضية، والرئيس يتحرك نحو العالم يفضح هذه السياسة ويعلن تمسكه بالعملية السياسية ورفضه للرؤية الاسرائيلية والانحياز الأمريكي والذي تم مواجهته بمقاطعة سياسية فلسطينية لما يقارب العام.

وأمام ما سبق، نجد أن نتنياهو وترامب قد يلجا لنشر الفوضى في المدن الفلسطينية، كمحاولة لتفجير الأوضاع، واعتبار أن هذا اسلوب لتهديد الرئيس أبومازن لما يدعونه "بعناد الرئيس ولاءاته"، وتشديد الضغوط على السلطة الوطنية الفلسطينية، ومن هنا نفهم ما يجري اليوم في بعض المدن والقرى الفلسطينية وخاصة في مدينة رام الله، ليشكل هذا تصعيد سياسي وعسكري واستيطاني.

وفي الحقيقة وخلاصة ما سبق ومن واقع تجارب فلسطينية سابقة، يتضح أن تدحرج الامور نحو الانفجار في ظل المعطيات القائمة، يمكن حدوثه في أي وقت، واعتبار كل ما يحدث الان مقدمات لما سيتم لاحقا حين يتوفر الصاعق الذي يدخل المنطقة والقضية الفلسطينية في مواجهة ساخنة ومتغيرات غير مسبوقة.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف