الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أبو الطيور بقلم: د.أحمد بوغربي

تاريخ النشر : 2018-12-11
أبو الطيور بقلم: د.أحمد بوغربي
 أبو الطيور  
       بقلم: د,أحمد بوغربي*


           كان لا يأبه لشيء سوى الكتابة، في كل مرة أرتاد مقهىّّ الوقت الحرّّ أوّ الوقت المرّ كما كان يسميه. أجده حيث مكانه المفضل: قرب حوض السمك الزجاجي، منكبا يكتب شعرا آو نثرا. تلك كانت عادة ّزهير: القهوة السوداء، والمزيد من السجائر، وأوراق بعضها مسودا والبعض في الانتظار. يكتب، ويكتب، ولا لذة تفوق عنده لذة إلقاء قصائده، مغمض العينين يفعل، يضغط على الحروف، يخيل إليك أنه يحلق في سماء غير مرئية، ينتهي، يفتح عينيه ثم يغمضهما ثانية إيّذانا بسماء أخرى. 

ركبت يم الشعر،ما اخترت، ما احترت

فخطف فص، وعنفوان الصولجان

أرغماني

أنا فتى الشعر أسدل جفني

يدنو لي سلسبيلا

أطرده، أهجره، في الحال

يجد لي سبيلا 

كان الكل يلقبه بّ الشاعرّّّ حتى أصبح لا يعرف إلا بهذا الاسم، وقد كان شاعرا بخمس دواوين، وقاصا بمجموعتين. ّّّسأخرج من جبة الشعرّّ هكذا كان يردد كلما جرنا الحديث عن شعره ّ، سأخرج من جبة الشعرّّّ كان يواجه بها كل من دعاه إلى البحث عن طريق آخر لتحقيق الذات غير طريق الشعر، فقد كان يقصد بكلامه هذا أن أحلامه كشاب سيحققها بما سيعود عليه من نشر أعماله، ّّسأخرج من جبة الشعرّّ هكذا كان يمني نفسه. في كل مرة أرتاد المقهى أمر به :

_أهلا الشاعر 

يصافحني بحرارة ضاغطا على الحروف :ّّ تبا لهم جميعا باعوا الوطنّ!. كان يخصني بهذه التحية، مطلع إحدى قصائده التي لم يتبقى منها لدي سوى ما علق بالذاكرة. وحتى عندما كنت أصادفه خارج المقهى يرفع يده من البعيد مجيبا تحيتي وهو يهتف:ّ تبا لهم جميعا باعوا الوطنّ!ّ

أحب زهير لقبا آخر كان قد خص به نفسه ،وفضله أحيانا كثيرة كان لقب : ّّأبو الطيورّ. كان يحب الطيور ويعتبر نفسه واحدا منها.وفاتني أن أعرف منه سر هذا التماهي: 

سيدتي، سيدة الفراشات 

هو الاحتراق حتما إن قربت مني

هم الطير أحبيهم

فهم أبنائي بالتبني

كان لا يبرح المقهى إلا للضرورة، وعندما يعوزه ثمن كأس القهوة السوداء، كان كأي شاعر، يجوز له ما لا يجوز لغيره، يجلب كأس قهوته من المنزل، يضعه على الطاولة قرب حوض السمك قبالة الشارع، ويأخذ في الكتابة.

كنت أحسه يسابق الزمن، وهو في بداية عقده الثالث، لم ألمس فيه نية البحث عن فرصة من فرص الحياة الشبه المنعدمة، كان لا يأبه لشيء سوى الكتابة، كان الشاعر نموذجا للحلم، يحلم أن يذيع صيته يوما، ويملأ ذكره الآفاق كما حصل للبعض بالرغم من ضعف شاعريتهم ،ّّّّسأخرج من جبة الشعرّّّ كان يقولها بإصرار وتحد، لكن الموت كان سباقا، فقد ضاقت به الجبة، فجن، فمات.

* كاتب من المغرب
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف