الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ليلة زفافي بقلم زياد محمد حسن "مخيمر"

تاريخ النشر : 2018-12-09
" ليلــة زفافـي " قصة قصيرة.
________

أعرف أن الفوبيا من الأماكن المرتفعة قد تصيب الكثيرين بالرعب الشديد
أما أنا فالأمر مختلف
أشعر بالفوبيا عندما أذهب إلى صالة أفراح , صاعقة تضرب نافوخي
بصلافة , صالة الأفراح النموذج الأمثل للتيار الكهربائي المنقطع عن دماغي . الموسيقى الصاخبة , فستان العروس الذي يزرع ياسمينة صغيرة في كف الفراق ,

وصوت صباح يصدح كعادته كل مرة 
" علشان ما هية سن سبعتعشر قال يعني خلاص , تزعل ويّايّا لو أبوسها قدام الناس "

البكاء يحتاج إلى سترات واقية , دموع أم العروس تنهمر بغزارة وأنا من سوء حظي
أدخل الصالة عند هذا المقطع بالذات , أصافح العروس , أرتجف
, لاأعرف تفسيراً واحداً لهذه الرعشة التي تجتاحني , أندمج مع الكلمات 
أشعر بنفسي خفيفاً كريشة وثقيلا ً مثل بوابة حديدية , أتحرّك كأنني مشدوداً بعربة حصان والأدهى من ذلك أن يقول لي أحدهم
_ تعال ارقص مع العروس .

لا أعرف ما معنى هذه المجاملة ولا كيف أطلب النجدة ؟
_ ما بعرفش أرقص , هو كل فرح ما فيش الا أنا ..
أضغط على أسناني مكملاً بصوت منخفض
_يا عمي حلّو عني ..انتو ماخذين عني فكرة غلط .أنا بخجل والله بخجل .
تردد العروس الحلوة برجاء قائلة
_ خالو عشان خاطري ..

ربما لأنني أتذكر يوم زفافي كرهت الأفراح , أتذكر هذا اليوم المتُهم بالقتل ,
أتذكره جيدا ً .
في ليلة زفافي .. لم أعاين الأغاني التي ستناسبني في هذا اليوم الرائع, 
اختياري للأغاني سيكون مذهلاً لو فعلت ذلك , لن تكون هنالك 
موسيقى مزعجة ولا أغاني ركيكة ..

للأسف فوجئت بأن المشرفة على الأغاني تعمل في البوليس السياسي
أجل , طلبتُ منها بعض الأغاني الرومانسية وليس كل هذا الكم الهائل من الحزن,
لكنها تحفظ دون أن تفهم , تفتح الأغاني بصرامة ضابط , تعتقد أنها بذلك
تلبي رغبتي , تمزج القهوة مع البوظة وتتركتي طوال الوقت أرتشف الحسرة والتجهم وأحتسي المرارة المُرخّصة من وزارة الصحة أيضا ً, اختارت لي كل أغاني ايهاب توفيق
" , ملهمش في الطيب , الأيام الحلوة , والمصيبة الكبرى " تترجى فيّا "

انتزعتُ القداحة من جيبي , كافئتني السيجارة بالتغلب على القليل من الملل والتوتر,
وضعت كل طاقتي رهينة للإختناق , حاولت عبثاً أن أقنع نفسي بأنه لا يوجد
سبعة شهداء في المدينة بينما أبي يضرب بعكازه أرضية القاعة قائلاً بنبرة حادة
_ أوقفوا الفرح , إن غضب الله سيحل علينا حتماً .
لكنني أجيد التحليق والخروج من المأزق بسلاسة ,قررت ُ أن أرقص , 
هذا هو النصر الذي وعدتهم به منذ سنوات لكنّ صالة المنزل أصغر من كف اليد
وأكبر من الغصّة في الحلق , نزلت من على الكوشة ,
أمسكتْ أمي وحماتي يدي ّوكأن شرطيّان كانا في انتظاري , 

الأهل , الأقارب والجيران يراقبون المشهد , في عين كل واحدة منهن آلة حادة
وأنا مجرد بقعة دم صغيرة , أستدير , أنعطف يميناً ويساراً وبعد مشاورات ومماطلة من ذراعي ّ المقوّسين كعجلة القيادة أرقص , , المكان ضيق ,أستعير ابتسامة العروس ولم أخذلها بإبتسامة مماثلة , أسرق أصابعها من بين الزحام , نرقص سويا ً, أحاول الخروج من جو الكآبة قائلاً لها بكل عذوبة
_ عيونِك!
تتساءل برقة _ اشمعنا !
وكالمنشار صوت ايهاب توفيق يقطع الحوار " حب حب مين , حلم هو فين , شوق , شوق لمين ما اتقولشي ليّا "
أمي تقف في منتصف الزغرودة وتصرخ
_ ولكو مين حاطط ها الأغاني اللي بتسم البدن..

أستمر في الرقص وكأنني بحاجة للحصول على مجموع علامات تؤهلني لأن
أكون عريساً متفوقا ً, يرتطم كفي بالأسماء والمقاعد , المنزل لا يصلح
لألعاب الفيديو ولا حتى لمرور التنهيدة , المكان يصلح فقط لآلة التصوير
آلة التصوير التي كانت تحتج بشدة ولكن لم يسمعها أحد .

______________________
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف