الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

روسيا والأرض المقدسة؛ فهرس مؤلفات الجمعية الإمبراطورية الروسية الأرثوذكسية الفلسطينية

تاريخ النشر : 2018-12-08
روسيا والأرض المقدسة؛ فهرس مؤلفات الجمعية الإمبراطورية الروسية الأرثوذكسية الفلسطينية
روسيا والأرض المقدسة؛
فهرس مؤلفات الجمعية الإمبراطورية الروسية الأرثوذكسية الفلسطينية

د.ناظم مجيد حمود*

     ساهمت الميول الدينية- التنويرية للإمبراطورية الروسية، غير المجردة من الرؤى العلمانية الغربية، والتوجهات السياسية في الشرق الإسلامي، إبان القرن التاسع عشر، في إنشاء الجمعية الإمبراطورية الروسية الأرثوذكسية في الأرض المقدسة يوم (21/ أيار/1882 ) بإشراف الرحالة الروسي فاسيلي خيتروفو، مؤلف عشرات الأبحاث والدراسات التاريخية عن فلسطين وبلدان الشرق الأدنى. وأثناء تأسيسها، كانت تسمى الجمعية الأرثوذكسية الفلسطينية إلى أن مُنحت التسمية الفخرية (الإمبراطورية) عام (1889)، أعلنت أنَّ هدفها تعضيد التقارب الروحي والتنويري ودعم الأرثوذكسية في الأرض المقدسة عبر ( بناء وإعانة المعابد، والمدارس ودور المعلمين، والمؤسسات الطبية)، وتنظيم وتدبير شؤون الحج الأرثوذكسي الروسي إلى الأرض المقدسة، والأعمال والمطبوعات العلمية والنشاطات التنويرية من خلال ( جمع ودراسة ونشر معلومات في روسيا عن الأماكن المقدسة في الشرق، واقتناء المخطوطات والكتب، وإقامة المعارض، وتنظيم المحاضرات والبعثات الدينية والأثرية). وفي حقبة (1918-1992) أُلحقت الجمعية بأكاديمية العلوم الروسية ( لاحقاً أكاديمية العلوم في الاتحاد السوفيّتي) وكانت تعمل باسم (الجمعية الروسية الفلسطينية). وفي الثاني والعشرين من أيار عام (1992) تبنت هيئة رئاسة مجلس السوفييت الأعلى لروسيا الاتحادية قراراً يوصي الحكومة الروسية باتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة إنشاء الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية واسترجاع اسمها التاريخي وممتلكاتها وحقوقها، ووضع الجمعية تحت حماية السلطة القضائية لروسيا الفيدرالية بصفتها منظمة اجتماعية دولية،

       وتشير مصادر الجمعية إلى أنَّ المؤرخ خيتروفو زار فلسطين في مستهل ثمانينات القرن التاسع عشر، وقام بجمع أدبيات قيمة شملت كتب ومخطوطات ودوريات عن الأرض المقدسة، ورثتها الجمعية بعد وفاته. والمعروف أن المؤرخ خيتروفو هو الذي أصدر العدد الأول من (المجموعة الفلسطينية) قبل تأسيس الجمعية بعام واحد. ويخبر العلامة الناصر لقضية فلسطين العادلة يفغيني يفسييف في كتابه (فلسطين في شراك الصهيونية) أَنَّ أعداد (المجموعة الفلسطينية) بلغت حتى عام (1917) تسعين مجلداًً. ومن بين العلماء والأدباء الروس الذين أشرفوا على نشاطات الجمعية؛ فيليبوف، كوتوزوف، أوليانتسكي، بونوماريوف. ووصل عدد أعضاء الجمعية مطلع القرن العشرين نحو خمسة ألاف منتسب بينهم الكثير من عامة الناس. وتركز اهتمامها العلمي والدولي على دراسة تاريخ العلاقات الاقتصادية والثقافية والدبلوماسية بين روسيا وبلدان الشرق الأدنى منذ العصور القديمة.، هذا وكان للجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية والكنيسة الأرثوذكسية والمحسنين الروس الفضل الأعظم في شراء الأراضي في فلسطين وسوريا ولبنان وبناء شبكة واسعة من الكنائس والأديرة والمستشفيات ومقار لإقامة الحجاج الروس والمدارس ودور المعلمين ظلت تتسع باطراد حتى فاق عددها قُبيل الحرب العالمية الأولى (1914) المائة مدرسة، يتعلم فيها نحو (12) ألف طالب وطالبة من أديان وقوميات عديدة.

السفراء وضياع أملاك الجمعية

     غير أنَّ نشاطات الجمعية تعرضت لنكسة فادحة حقبة الانتداب البريطاني على فلسطين،.إذ ضيقت قوات الاحتلال البريطاني الخناق على أعمال الجمعية الخيرية والدينية والعلمية، ومنعت وصول مساعدات من الاتحاد السوفييتي، وقامت بمصادرة بعض ممتلكاتها ورحلت الرعايا الروس من فلسطين، وأغلقت المدارس ودور المعلمين والمستشفيات بصورة تدريجية رغم مناشدة الحكومة السوفيتيَّة، منذ عام (1923)، برفع الحظر المفروض على نشاطات الجمعية. واستمرت هذه السياسة العدوانية حتى قيام الكيان الصهيوني في فلسطين، الذي قضى نهائياً على مؤسسات الجمعية وصادر أملاكها في القدس والناصرة وبيت لحم والرّامة وبيت جالا وغيرها من مدن فلسطين. ولم تتمكن الجمعية من استئناف نشاطاتها في ديار الأرض المقدسة ولو بحدها الأدنى إلا في نهاية ثمانينات القرن العشرين. ولا زال مصير أملاك الجمعية، التي تقدر بعدة مليارات، موضع خلاف جدي بين حكومة الكيان الصهيوني ووارثي الجمعية اليوم (الحكومة الروسية، الكنيسة الأرثوذكسية، الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية والمحسنين الروس). والمؤلم أنَّ بعض سفراء الاتحاد السوفيّتي اليهود في الكيان الصهيوني ساهموا في إهمال وضياع أملاك الجمعية بل والتقصير والتهادن مع الصهاينة في تبديدها. ولعل قصة بيع إحدى أهم بنايات الجمعية في ستينات القرن الماضي بصفقة برتقال فسدت قبل أن تصل إلى أراضي الاتحاد السوفييتي دليل على هذا التآمر المخزي.

     ومع هذا تميزت أعمال الجمعية في حقبة ثمانينات وتسعينات القرن الماضي بكثافة الدراسات والمطبوعات. وتشير بيانات الجمعية أنها نشرت أكثر من خمسين كتاباً ونحو خمسمائة مقالة عن تاريخ وثقافة فلسطين واقتصادها وأبعاد قضيتها المعاصرة على الصعيدين القانوني والسياسي، إضافة إلى دراسات تفضح المحتوى العنصري للصهيونية وممارساتها الإرهابية ضد الشعب الفلسطيني. كما تم إنتاج أفلام سينمائية عديدة عن قضية فلسطين العادلة، وعقد مؤتمرات دولية هامة، والإسهام في بعثات الحج إلى الأراضي المقدسة، والاستمرار في إصدار (المجموعة الأرثوذكسية الفلسطينية)، إلى جانب الأعمال الخيرية والعلمية في فلسطين المقدسة، رغم تلك المعوقات والمصاعب التي تبتدعها حكومة الكيان الصهيوني ومنظماته الدينية المتطرفة.

فهرس مؤلفات الجمعية

     ومن الضروري أن نعرف هنا بالمؤلف الببلوجرافي الكامل ذي التصميم الفخم (دليل أعمال الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية)، الذي أصدرته مكتبة أكاديمية العلوم الروسية،عام(2008) في مدينة سانْت- بُطرسبورغ، بالتعاون مع الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية، وضم فهارسإلى جانب فهارس وشروح وحواشي الدليل، ضم الكتاب أربع دراسات الأولى لنائب رئيس الجمعية الدكتور نيكولاي ليسوفوي (الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية: 120 عاماً في خدمة الكنيسة وروسيا). والثانية للمستشرق والمختص في تاريخ الجمعية الدكتور كارين يوزباشيان (عن نشاطات الجمعية الروسية الفلسطينية في حقبة "1917-1991"). أما الدراستان الثالثة والرابعة فقد أعدتهما المستعربتان المشهود لهما بسعة المعارف العربية والباع الطويل في دراسات الاستعراب الروسي المعتبرة في مجالات اللغة العربية وآدابها والثقافة الإسلامية، فضلاً تدريسهما علوم اللغة العربية وأدبها القديم والحديث في أعرق الجامعات والمعاهد الأكاديمية الروسية، ووردت الدراستان على النحو التالي؛ البروفيسورة أَنّا دولينينا ( إغناتي كراتشكوفسكي والجمعية الإمبراطورية لأرثوذكسية، وفق مادّة أرشيف أكاديمية العلوم الروسية فرع سانت- بطرسبورغ، المُعدة للطبع). الدكتورة غالينا بومبيان (أعمال الطباعة والنشر للجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية " 1881- 2007").     
    والجدير بالذكر أن فهارس الدليل حوت زهاء (7429) مادة منشورة، شملت كتباً ودراسات ومقالات منوعة وتقويمات طبعتها الجمعية، في الحقبة (1881-2007) من تاريخها، وتوزعت على هذا النحو؛1- حقبة (1881-1917)، (2145) مادة. 2- العصر السوفييتي (1917-1991)، (2557) مادة. ما بعد العصر السوفيّتي (1992- 2007)، (2727) مادة. علاوة على مؤلفات كُتبت عن نشاطات الجمعية فترة (1881-2007)، (311) مادة منشورة. إلى جانب هذا نشرت الجمعية في كتابها الدوري (المجموعة الأرثوذكسية الفلسطينية) أبحاث وتقارير المؤتمر الدولي الكنسي- العلمي، (2008)، المخصص لمرور تسعمائة سنة على رحلة الحاج دانييل إيغومين (1106- 1108) إلى الأراضي المقدسة، التي دون وقائعها في كتابه الشهير (المسيرة). للمزيد من المعلومات أُنظر (صحيفة القدس العربي، 29-1-2014، ص؛ 10).                                                      

    واليوم تعتبر المهمة الأكثر إلحاحاً في عمل الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية، في رأي نيكولاي ليسوفوي، إعادة تواجدها في أماكن نشاطاتها التقليدية – في روسيا وخارجها. إذ لا يمكن حل قضايا الحج، ومثلها المهام العلمية من دون البت في مشكلة أملاك الجمعية الموجودة خارج روسيا، مع الأخذ بالاعتبار أولوية مصالح الدولة والكنيسة والاهتمامات العلمية- الاجتماعية.                                             

* باحث وأُستاذ جامعي روسيا
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف