الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ستكتب شيئاً مدهشاً بقلم: سهيل الزهاوي

تاريخ النشر : 2018-12-01
ستكتب شيئاً مدهشاً بقلم: سهيل الزهاوي
ستكتب شيئاً مدهشاً
     سهيل الزهاوي
  ها هي امرأة حسناء لم تتعدّ الأربعين . يتجاوز طولها خمس أقدام ونصف ، ذات شعر أشقر ساطع  وعينين زرقاوين . أنثى لا تشبه أيّة أنثى ، ذكية ولمّاحة جدّاً ، قوية وصعبة المنال ، تعاني من التهاب المعدة ،الذي أثّر في مزاجها، لكنها ذات روح دفيئة وحانية يعشقها كل العالم . رغم العراقيل وما توحي بها من غضب وحزن وكآبة ، ظلت مترعة بفيض من الإحساس والشعور المرهفين تجاه الآخرين.
  أمضت نصف عمرها في كتابة القصص القصيرة وأبدعت في كتابة الشعر وذاع صيتها في سبعينيات القرن الماضي ،  طوال عشرين عاما تتحدى كل شئ إلّا مغالبة الإغتراب في وطنها ومقاومتها . فقد كانت تعي أن العيش في وطن يحكمه الاستبداد والطغيان ؛ يعني الاغتراب بمعناه الحقيقي.
 توقفت عن الكتابة منذ سنين. كانت تفكر في حياتها الخاصة أحياناً، لكنّها لمْ تتخلَّ عن أحلامها وطموحاتها الأدبيّة ؛ إذْ كانت تراودها الأفكار بين فترة وأخرى وتقودها الى شئ ما يلبي طموحاتها؛  كأن تكتب رواية لم تُكْتَبُ أبداً ولن تنتهي أبداً ،ربما تسرد قصة حياتها ممزوجة بخيالاتها؛ لذلك كان الخوف والحزن يطغيان عليها!
أحيانا يستطيع الانسان أن يلمح الخوف في عينيها ، وهو خوف ليس ناجماً عن الشعور بالذنب لما تريد القيام به، وإنّما الغضب لما حصل لها؛ حيث كانت تشعر أن أحلامها قد تبددت قبل أعوام .   
 كان الغروب قد اكتمل ؛ فحلّت ليلة  شتوية ، وانقشعت الغيوم الكثيفة، و تلألأت نجوم لسماء ليلة باردة قليلاً تهبّ نسمات عليلة ، ونتف الغيمات تستر وجه القمر كثوب شفّاف يغطّي جسد امرأة جميلة .
   كانت تكره الشتاء والليل والنوم. يبدو لي أن كل شئ يستفزها هذه الليلة.  بدأت تذرع غرفة المعيشة ذهابا وايابا لفترة طويلة، وفجأة أغلقت الباب وفتحت النافذة ؛ لكي لا يُرى سواها. كان القلق يعتريها وتتألم بصمت شاعرةّ بالإحباط والخيبة.
  كنت أتمعّن في وجهها بعمق ؛ فخيّل لي أن خفقان قلبها مضطرب. وكان الحزن يلازمني في هدوئي والصمت يطغى على أعماقي . 
  أخيرا قررت الجلوس على الأريكة.  كانت صامتة ومنكفئة على ذاتها ، وبين فترة وأخرى تحرك رأسها ذات اليمين وذات اليسار، والصمت مطبق على الغرفة ، وكانت كأنما تتفقد أشياء الغرفة أو تبحث عن شئ مفقود وظلت ذاهلة في مكانها  والقلم  بين أناملها الثلاث وهي غارقة في تأمل  الأوراق  البيضاء المبعثرة على المنضدة بعيدا عنها ، وهي تنتظر منذ شهور من يملأ ها ؛ كي تدب الحياة فيها . 

   
بعد فترة صمت طويلة سالت الدموع من عينيها ، وعلت منها تَنْهِيدَةٌ مِلْؤُهَا الأَلَمُ . كانت عميقة الخيال،  وبدت لي إنها لا تراني .  لم تنقطع عن التفكير في احتمال وجود شيء ما يعيقها عن الكتابة . 
   رفعت رأسها ، ثم وضعت إحدى أناملها على خدها كأنها تفكر في صياغة كلامها . ولم أبرح لحسن الحظ أحتفظ بهدوئي تخالجني مشاعر الرثاء والشفقة نحوها .
   كنت أحدّق في قلمها وأتأمّلها في هذه اللحظات العصيبة ، وفجأة استفقت من شرود تأملاتي ، و نظرت مليا الى قلمها ، وإذا به يهمس : 
(يمكنني أن أكتب كل ما يساورك من أفكار ، ولن أتوقف لحظة حتى تمتليء الاوراق البيضاء)
وعندها تغيّر الإحساس الغريب الذي أيقظها ، وراحت تتدفق من حنايا جسدها المتوتر.
فشعرت وتيقنت من أنها ستكتب شيثاً مدهشاً .. 
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف