الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

نهاية الخريف بقلم: محمود حسونة

تاريخ النشر : 2018-11-30
نهاية الخريف بقلم: محمود حسونة
1- كحلم!!!
تتراءى له في خياله كابتسامة تحوم حول القمر!!! ابتسامة لا تغفو ولا تهدأ!!!
مشنقة تتدلى من أعلى الخيال لتنتشله من الضجر!!! فلم يبق وقتا للوقت!!!
تقتلعه كعاصفة صامتة، تغمره بأمواجها في حلم بسيط ومساحة ذهول!!! فيستسلم لعبثية الخداع، ليهرب من عبثية الواقع!!!
يدبُّ فيه دفء لذيذ ويغرق في صمت يقظ...
كان صوت الليل مرتعشا خجولا حين همس له أنّ الابتسامة انطفأت!!!
تلفه اليقظة جثة هامدة على فراش حلم هارب!!! رنين خافت للموسيقى وكاسات قهوة مفرغة وأعقاب سجائر وهواء لزج مالح...
وصوت العصافير ينقش الهواء ويعلن دخول الصباح!!!
2- مدينتي!!!
تمتطي عربة التاريخ وتنطلق عبر الفضاء الفسيح، كطائر أبدي مبلل بالرعد!!! تتوسد النجمات كمحطة انتظار...
هي الآن تقف على حد السيف و تصرخ فينا: أنا الشقاء المطلق في لحظات الطوق الخارقة!!! لم يبق في جسدي الطافح بالجرح موطئ للطعن!!!
3- ولادة قصيدة!!!
يصطك الصخب في إناء رأسه كالفوران!!!! صخب الأفكار المذهولة والمذهلة بهوسها!!! أفكار عمياء تترنح من طعناته ولا تموت!!!
ماذا يفعل بأفكار لا يعرف كيف يخرج منها أو تخرجَ منه؟؟!!!
إنها تمعن في تصوير الخيال الفائق في التباسه!!! وتلهبه بمشاعر غامضة!!! ولا تتفادى عجزه!!!
يهب الصراخ من عتمته، وينسكب الضجيج الهارب في يديه ثم يقطر من أطراف أصابعه نارا طائشة… كلمات ساخنة تتعرى من ثيابها… فتكون القصيدة!!!!
4- بحر عالٍ...
الزمان قناع مهترئ!!! والمكان بحر يكاد أن يندلع ويأخذه إلى أقصى الخوف!!!
البحر يحاصره!!! بحرها العالي يدق بلاط الشارع، ويدق عظامه كنفور غزالة!!!
تسخى بحيويتها المختبئة، الخبيئة ، الخائفة، المندهشة، المدهشة!!! فتأخذه إلى مطلع جهنم!!! كفاجع متألق في دمه!!! يصحو التعب المختبئ في عظامه!!! فيقف حائرا خائفا عند حافة البئر!!! فهل يقاوم الحياة بالموت ؟؟!!
يغرس المراسي في بحره كجروح غائرة!!!
يستمر حشدها الشهي بجاذبيته!!! تقبض على خناقه!!! تفيقه من نومه!!! فالنوم البليغ يملي عليه سهرا بليغ!!!
يزفر زفرة الترويض المنفضح، احتكاك الندى يمزق شهيقه!!!
رائحة السمك تحك دمه!!! يشتعل الملح في دمه!!! تتبعه كخط الدم!!! توقد جمرا تحت جلده!!! يغرس المراسي في بحره كجروح غائرة!!!
تنادي فرسانه فيهبوا كجن خاف ومخفي!!! بحرها يشق صخره واحدة فواحدة!!! وينحني عليه كأفق!!!
بحرها يشم ظله، يتعرف على آثاره!!! يغويه لخلود الفضيحة أمام الله!!!
تتفتح المكيدة العذبة كشهقة غريق!!! كاقتراب الحياة من موت طويل ...
فمن ينزع الصاعق من بحرها الملغوم بالوحل والصهيل؟؟!!
5- رحيل...
مقرفصة في الركن كقطعة أثاث قديم!!! شعرها منثور كالليل الأحمق!!! الألم يثقبها كمخرز!!! وعرق غزير ساخن يتفصد منها ... اشتد ضغط الوقت ووقع النهاية!!!
فزّت فجأة نافضة رأسها بعنف كي لا يسقط قرارها بالرحيل!!! وقبل أن تغادر مهرولة رغبت في وداعه!!!
اقتربت منه فأحسّت بأنها فراشة تقترب من لهب!!! فطارت قبل أن تحترق أجنحتها... في حين كاد هو يسبقها بالرحيل!!!
6- غواية الضوء!!!
امتد ظلها كسائل ذهبيّ يترقرق … ارتسم أمامي بشكله وحركته وإحساسي بالفوضى!!! إنه غامض يا لوضوحه!!!
تنام عندما يستيقظ الضوء!!! إنه يحبها وهي نائمة!!!
تنام ليحبّها، لأنه يحبّها نائمة!!!
وعندما تكون نائمة، يتأخر الليل فيصير ضوءا!!! ظلها يضيء العتمة!!!
لقد أغراني ظلها، راودني، عبث برأسي كمجنون!!!
أخذ ذراعي كفتنة!!! امتدت ذراعي تتحسس غواية الضوء، يدي تنغمس كأنها في غيمة!!!
يدي بين خيال وواقع!!! أهذا ظل يدي، أم يدي في الظل ؟؟!! لم أعد أرى ظل يدي!!! تاهت يدي وتهت معها في غيبوبة الظل والحقيقة!!!
لعلي أعثر على سر موهبة الضوء أو الجسد!!!
7- رِهام!!!
الرِهام يقطر ببطء كدموع حزينة!!! كزائر ليلي متخفٍ ينقل أسرار الأحبة!!! صوت المزاريب يجهش بالبكاء!!!
أفتح عينيّ، أهرب من النعاس؛ أشرّع حواسي عن آخرها فهذا وقت يقظة الإحساس وطقوس التأمل التي تلامس خبايا النفس…
يلمع البرق كومضة، يذيب العتمة كلمحة، ويقصف الرعد كالصعقة، فينهمر مطر غزير على قلبي فيدفئه وينعش أعماقي الذابلة!!!
يجرفني السيل بعيدا لتلك الليالي الهاربة… يتجدد إعصار العواطف، فيترنم في خاطري موال شوق و ناي حزين!!!
8- عطر مشتعل!!!
يغريه الصحو فيزيح الستائر المنسدلة؛ ويتأمل الصباح بعد ليل جامح…
يلملم فتات روحه العارية ويبدأ بترتيبها على مهل!!!
تلسعه نسمة كلهيب خفيف!!! ينصت لصوت يترقرق من نافذتها؛ فيغرق في نداء عينيها الصامت الصاخب في فراغ يتلوى!!!
فيشهق شهقة مغموسة بعسل عينيها الهائلتين!!!
تنغرز نظراتها في جروحه كعطر يشتعل، تفوح رائحته كغيمة نائمة ليسافر معها إلى هاوية الإغماء!!!
9- نقطة دفء!!!
عتم وبرد وريح ورعد!!! وخوف على رعشة الفقراء في العراء، وعلى العصافير التي بلا منازل!!!
يرتعش الفضاء الفسيح وينكمش ... يفرُّ من البرد... يبحث عن شيء لا يمنحه له الصيف!!! يبحث عن نقطة دفء ينحتها من صخر البرد اللئيم!!!
يتدثر بشعاع دقيق يشق غيمة، يدبُّ فيه دفء لذيذ يحتويه من غربته وتيه خطواته!!!
يصرخ الرعد، فيبتلع كلّ الأصوات، فلا يبقى سوى صوت الدفء في قلبه!!!!
10- صورة لها رائحة!!!
انسكب فنجان قهوتي على شرشف الطاولة!!!
فاحت رائحته كوردة مشتعلة!!! رائحة لها سواد الليل وصمت الصباح!!!
الرائحة سحابة تحوم وتقطر داخلي!!! لقد دوختني تلاعبت بمزاجي!!! أنعشت خيالي المختنق؛ حتى ظننت أني أسبح في بحر بني دافئ، أغوص وأطفو ثمّ أغوص أعمق أبحث عن معنى آخر لبقعة البن التى ارتسمت أمامي صورة برائحة فاخرة على بياض عذري!!!
بقلم: محمود حسونة(أبو فيصل)
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف