الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الوجه الآخر للفرح ؟!بقلم سليم عوض عيشان ( علاونة )

تاريخ النشر : 2018-11-29
الوجه الآخر للفرح ؟!بقلم سليم عوض عيشان ( علاونة )
" الوجه الآخر للفرح " ؟؟!!
قصة قصيرة
بقلم سليم عوض عيشان ( علاونة )
=======================
مقدمة :
أحداث وشخوص النص حقيقية حدثت على أرض الواقع .. وليس من فضل للكاتب على النص اللهم سوى الصياغة الأدبية فحسب .
إهداء متواضع :
لبطلة النص الحقيقية .. المرأة التي أعتز بها كثيرا وأفخر .. وأتشرف بمعرفتها عن كثب .
( الكاتب )
-------------------------------------------

" الوجه الآخر للفرح " ؟؟!!

.. يوم الفرحة هو ... بل لعله يوم الفرح .... فها هي العيون من حولي ترنو إليّ بسعادة .. وها هي الوجوه تحيط بي من كل جانب .. وها هي القلوب تحيط بي من كل حدب وصوب ..
ما بين قلب محب وعاشق ... وقلب وله .. وقلب يسيطر عليه الطمع والأفكار السوداء ... وقلب آخر ينظر نحوي باشتهاء ورغبة عارمة ... وآخر بعطف وشفقة ورثاء ... و ....

ولِمَ لا ؟؟ .. لِمَ لا يحدث مثل هذا ... وأنا المرأة الجميلة بشهادة الكل .. باعتراف الجميع ...
... خاصة وأن هذا اليوم هو يوم عرسي ؟؟!! يوم فرحي ؟؟!! .. ليس يوم زواجي أعني .. بل لعله بشكل أدق .. يوم فرحتي ... وتتويجي لنيل أمر سهرت من أجله طويلا .. وعانيت من أجله كثيرا ...
.. فهذا اليوم أنا نجم الحفل فيه .. نجمة الحفل أعني .. السوبر ستار .. فالكل هنا يحضر هذه المناسبة على شرفي ... الكل أتى لكي يقدم لي التهاني والتبريكات ... الورود والقبلات .. الكل يصافحني بحرارة ... ويقبلني بحرارة ( طبعا القبلات كانت من بنات جلدتي من النساء والفتيات فحسب ) .
.. الابتسامة الطاغية تسيطر على كل قسمات وجهي .. وتستولي على قلبي وكياني .. وتطغى على مشاعري وأحاسيسي .. أشعر وكأني أحلق في الفضاء .. أطير فوق السحاب .. أصل إلى القمر .. للنجوم .. لما وراء الكون ؟؟!!

... ثمة دمعة حارقة ساخنة ملتهبة حائرة تترقرق في عينيّ .. أحاول أن أغطيها وأخفيها وأداريها بابتسامة تحمل كل ألوان طيف السعادة اللامتناهية ؟؟!! .
.. ثمة ( وجه آخر للفرح ) ؟؟!! ثم وجه آخر للسعادة ... ربما هي غصة في النفس .. جرح في القلب ... ألم في الروح ..
ربما كانت الدمعة الحائرة تلك دمعة انعكاسية للمعاناة والأمل والجرح المعشش في زوايا نفسي .. وأركان روحي .
... ربما فطن للأمر أحد المتحلقين من حولي .. ربما تنبه لهذا بشكل جيد .. ولكن بالتأكيد فإن الغالبية العظمى لم يفطنوا لهذا الأمر ؟؟!!
هذا الشاب .. الشاب الطفل .. الذي ما فتئ يقترب مني ويقبلني ويبتسم جذلاً ... هو ولدي .. ابني الأكبر ... الذي لم يتعد السادسة من العمر بعد.
... وهذه الطفلة الناضجة .. الجميلة التي تتحرك هناك بسعادة وخفة .. هي ابنتي الوحيدة من بين إخوانها الذكور والذين يحيطون بي بفرح وسرور طاغٍ ...

لِمَ لا ؟؟ واليوم هو يوم عرسي ؟؟؟ يوم فرحي ؟؟!!.

وهذه المرأة التي تتحرك هناك بخفة ورشاقة بين المدعوين والمدعوات رغم سنوات عمرها المديدة ... هي أمي ... والدتي التي تحمل كل فرحتي .. وكل ألمي وهمي ... رغم ما بها من آلام وهموم ؟؟!! .
وهذا الرجل الوقور الأنيق الذي يقف بباب الدخول إلى المكان لاستقبال المهنئين والمشاركين في الفرح .. في العرس .. هو أبي .. أبي الذي حملته بدوري هماً فوق همومه .. وألماً فوق آلامه الجسام ..
وذاك الرجل الكهل العجوز الذي يجلس على مقعدة في المقاعد الخلفية .. هو من أحبني ويحبني بجنون ... بجنون الصمت .. أو لعله صمت الجنون .. ومنذ سنوات طوال تجاوزت العقدين من الزمن ..
هو الذي أحبني منذ كنت طفلة كبيرة .. أو امرأة صغيرة في نهاية العقد الثاني من العمر ... ومنذ أوائل سنوات زواجي المبكر..
ذالك الرجل العجوز الذي أحبني بجنون .. وبصمت .. كان يعرف جيدا بأنني امرأة متزوجة .. .. ورغم ذلك فقد أحبني .. وبصمت .. ...!!
كان يعرف بأنني أميل لرجل .. شاب آخر غيره غير زوجي .. ورغم ذلك فقد أحبني .. وبصمت ؟؟؟!!!
.. ثمة دمعة حائرة ما زالت تترقرق في عينيّ ... لعلها دمعة الحزن والألم والتشتت ... ولكنها لم تكن بالمطلق دمعة الفرح والفرحة كما يعتقد الكثيرون ...
... اليوم .. هو يوم عرسي .. اليوم ... هو يوم فرحي .. يوم فرحتي ..
فها أنا أجلس في المكان المميز أمام الجميع .. المرتفع عن مجالس الكل ... بانتظار أن يبدأ الحفل ...
ها هو الحفل يبدأ .. لمناقشة رسالتي الأكاديمية العليا للحصول على شهادة الماجستير ..
.. النقاس يبدأ .. يحتدم ... تزداد حمى الوطيس ... وحمى النقاش .. ولكن ..
ثمة هدوء غريب يسيطر على كل حواسي ..
ثمة ابتسامة غريبة ما زالت تغطي محياي ...
وثمة دمعة حائرة ساخنة ملتهبة تترقرق في عينيّ .. يحسبها الجميع دمعة الفرحة .. ويخالونها دمعة السعادة ؟؟!!
ها أنا أقوم بالرد .. بالمناقشة .. مع أعضاء لجنة التحكيم .. وبهدوء .. هدوء غريب ؟؟!! .. وكأن الأمر لا يعنيني .. فأنا لا أتأثر .. لاأغضب .. لا أتعصب .. ؟؟!!
... أشعر وكأنني " منومة مغناطيسياً " ؟؟!! أو لعلني كنت أهيم في دنيا غير هذه الدنيا .. وعالم غير هذا العالم ؟؟!!
.. أتنبه على صوت رئيس اللجنة الأجش وهو يعلن عن رفع جلسة المناقشة للمداولة ..
.. لا يلبث أن يغيب ومجموعته وراء الكواليس وهم يتشاورون ويتحاورن .. الابتسامة على وجهي تزداد اتساعاً ... مساحة وغرابة .. الدمعة الحارقة الملتهبة في عينيّ تزداد كثافة وترقرقاً ؟؟؟
... ينهض الجميع احتراما وتبجيلا لاستقبال أعضاء لجنة المناقشة من جديد ... يجلس الجميع بين همهمات وتمتمات ..
يعلن ريس لجة المناقشة عن الموافقة على منحي شهادة الماجستير وبتقدير عال ..
.. ثمة " زغرودة " مدوية في جنبات المكان تنطلق من هناك ... لعل من أطلقتها هي أمي ... ويقيناً .. بأنها أمي ..
ثمة تصفيق حاد يسيطر على القاعة .. لعل أبي كان أول من أشعل فتيله بقوة وحماسة .. يقيناًَ بأنه من فعل ذلك .
الرجل العجوز الذي يجلس في مقعده في الصفوف الخلفية لا زال يتابعني بصمت وهدوء ... .. وثمة دمعة غريبة حائرة تترقرق في عينيه .. لعلها دموع السعادة .. الفرحة .. ولعلها دموع الكبت الذي كان يعانيه لسنوات طوال ... أو لعلها تحمل معانٍ أكثر من هذا وذاك ؟؟!!
.. الابتسامة تزداد على وجهي أكثر فأكثر لتسيطر على كل حواسي ومحياي .. ولكن في القلب والنفس والروح والوجدان ثمة غصة ألم رهيب من الكبت والمعاناة ..
فثمة رجل ... رجل واحد لم يحضر هذا العرس .. هذا الفرح ... هذا المهرجان ..
ذلك الرجل هو .. ابن عمي .. زوجي .. والد أبنائي .. شريك عمري وحياتي .
غيابه كان متعمداً .. كان مقصوداً ..
هو ... كان قد قدم لي هدية الفرح .. هدية العرس .. هدية الفرحة سلفاً .. وقبل أشهر خلت .. ؟؟!!
كانت هديته من طراز مختلف .. وشكل مختلف جداً ...
فهو قبل عدة أشهر كان ... قد غادر .. وبلا رجعة ...
فقد " طلقني " يومها ... وبالثلاثة ؟؟!!!.......

( انتهى النص .. وما زالت ثمة دمعة حارقة حائرة تترقرق في عينيّ ؟؟!! ...
وثمة دمعة أخرى مشابهة تترقرق في عينيّ الرجل العجوز ؟؟!! )
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف