الأخبار
غالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيرانيالجيش الإسرائيلي: صفارات الانذار دوت 720 مرة جراء الهجوم الإيرانيالحرس الثوري الإيراني يحذر الولايات المتحدةإسرائيل: سنرد بقوة على الهجوم الإيرانيطهران: العمل العسكري كان ردا على استهداف بعثتنا في دمشقإيران تشن هجوماً جوياً على إسرائيل بمئات المسيرات والصواريخالاحتلال يعثر على المستوطن المفقود مقتولاً.. والمستوطنون يكثفون عدوانهم على قرى فلسطينيةبايدن يحذر طهران من مهاجمة إسرائيل
2024/4/16
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

غطاؤها المكشوف-الجزء الأول بقلم د. يمان أحمد الابرزي

تاريخ النشر : 2018-11-26
-" سأقراها لاحقاً"
بهذه الكلمات أغلقت مها المحامية صاحبة الباع الطويل في قضايا المرأة تلك المفكرةَ الدخيلة على عالم أوراقها ، ففي عالم المحاماة أوراق التوكيلات وأرقام القضايا تأخذ حيزاً كبيراً من محافظهم و حقائبهم المعتادة، لكن فضولها المتعشعش في كيانها لم يدع لها فسحة زمنية طويلة لمفارقة المفكرة على الرغم من صراخ المعدة المتواصل طلباً للنجدةِ بعد يومٍ طويل و شاق في أرجاء المحاكم في البلاد.

بهدوء تفتح باب الثلاجة و بنظرة خاطفة تدرك أن لا وقت يسمح كثيراً لصنع أي طبق مهما كان صغيراً، تخرج هاتفها الجوال و تتصل مباشرة بمحل المعجنات الوحيد الموجود في حيها ، بتحية مغلقة و بصوت أنثوي جهور تطالب مستقبل إتصالها بسرعة ارسال طلبها إلى المنزل ، تلقي بهاتفها المحمول على سريرها و تعود بسرعة إلى عالم الفضول و الخيال.
" إنتهت الحرب العالمية الثانية ، سقط جدار برلين، أما أنا فمازلت إلى الآن صامداً، أقاوم ليل نهار كل السيول الجارفة، أعلم في النهاية إنني سأغرق مهما تعلمت فنون السباحة... السادس عشر من يناير"

بكلتا يديها تفتح حقيبتها باحثةً عن نظارتها الطبية ، الخط الذي كتبت فيه المفكرة يبدو صغيراً على الرغم من جماله ، العبارات المتتالية، الجمل المعقدة ، التواريخ المبهمة للأعوام الأوراق القديمة المهترئة كل ذلك جعل من غير المنطقي لها أن تكمل القراءة دون أن تستجدي مساعدة نظارتها.

" سأرحل يوماً إلى هناك ، أدرك أنني سأطرق الباب كثيراً و سأسمع صوت فيروز في أذني و هي تغني (وحدن بيبقو) ، وحيداً أنا هنا لعلي أجد الطريق ... الثاني من فبراير "

أخذت مها المفكرة و بدأت تتجول في أنحاء منزلها الصغير تقرأ عباراته بصوتٍ عال و بتفكير عمبيق عقب كل عبارة تقرأها ، تحاولُ أن تستذكر الخط الجميل الذي كُتبت به إن كانت قرأت بمثل هذا الخط من قبل ، تستجمع ذاكرتها و قواها العقلية لترسم خطاً مبدئيا لفحوى أو لمعنى هذه الألغاز.

" القدر يُحتم عليّ أن أوقف بناء سكة القطار هنا ، الأشواك أكلت جزءا كبيراً من يدي و أقدامي ، لم أعد أملك القدرة على إقتلاع المزيد منها ، صوت العصافير حولي يؤلمني ، صوتها أعلى من صوتي ، هنا كل شئ مظلم كل شئ ..... السادس من أبريل"

يقرع عامل توصيل باب منزلها للمرة الثالثة خلال خمس دقائق منتظر من مها أن تأخذ من يديه قطعة البيتزا المليئة بالجبن كما تحبها دائما، أفقدت تلك المفكرة حاسة السمع بعض الشئ ، بشئ من العجلة تناوله مبلغاً المال دون أن تعده تغلق باب منزلها بسرعة دون أن تسأله عن المبلغ المتبقي ، تفتح علبة البيتزا و تتناول قطعة في يد في حين أن المفكرة لم تغادر يدها الأخرى .
-" العرافة قالت لي صباح اليوم ، كوكب المشتري سيصافح برجي سأتمتع بالسعادة إلى نهاية هذا الشهر، سيصبح إسمه شهر أبريل العظيم، سأنتظر كل يوم الشمس كي لا تغيب علها تنير شئ من عتمة ليلي ... التاسع من أبريل"

في كل صفحة كانت تقرأها كانت تزيد إحتمالاتها للكاتب ، يدور في فلكها ألف إحتمال و إحتمال إلا أن قِدَم المفكرة جعل إحساسها يميل إلى مرحلة الدراسة الجامعية، أو كحد أقصى خلال مرحلة التدريب في مكتب المحامي الأول عادل إبراهيم ، لكن هناك أيضا زملاء العائلة ، جيران الأهل ، و الكثير من الاحتمالات الأخرى ، كاد فضولها يفقدها صوابها حينما نسيت أنها مريضة بعسر البلع المزمن و أن كأس الماء بجانب وجبة الطعام أمرٌ لا مفر منه.

" لقد بدأو اليوم بإنشاء الجسر ، إني أرى النهايات السعيدة تتطلب وقتاً ، خصوصاً إذا علمنا أن النهايات واقعية ليست عجولةً مثلي... العاشر من أبريل" ...... يتبع الجزء الثاني
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف