غرفة العمليات المشتركة 19-11-2018
بقلم : حمدي فراج
يتصور البعض غير القليل من المحللين والمراقبين ، أن لغرفة العمليات المشتركة في غزة يعود الفضل للحالة الانتصارية التي تحققت مؤخرا وعكست ذاتها ايجابيا على المزاج الجماهيري والشعبي الفلسطيني والعربي عموما ، وحتى هؤلاء الذين شككوا ، كما هي عادتهم غالبا ، فإنهم لم يستطيعوا التشكيك في ما ألحق بالعدو من خسائر مادية ومعنوية جسيمة ، توجت بأن يقدم وزير الحرب استقالته ، ويعود نظيره في غزة القائد محمد ضيف الى الواجهة – التي لا يستسيغ التناغم معها – من جديد ، وظهر السنوار يتسلم مسدسا اسرائيليا غنمه المقاتلون في ارض المعركة ، فيثني على المقاتل ، ويمتشقه على خاصرته ، في مشهد اعلامي يشي بالكثير .
ليست هي غرفة العمليات المشتركة ، فطوال عمر المنظمة ، سواء في الشتات او في الداخل ، كانت لها غرفة عملياتها المشتركة . القيادة الوطنية الموحدة ، كانت بمثابة غرفة عمليات مشتركة ، قادت فعاليات الانتفاضة الاولى بنجاح غريب ، وصل في بياناتها التي كانت تترجم الى معظم لغات العالم ، ايلاء الاهتمام بضرورة ان يستثمر الناس حواكير بيوتهم واسطح منازلهم في زراعتها .
إذن ، هو القرار بالمقاومة والمناهضة لهذا المحتل ، وتحريم عقد اي نوع من السلام معه قبل ان يفكك معداته ويرحل ، إجتراح هذا القرار بشكل مؤكد اولا ، وتطبيقه بشكل صحيح ثانيا ، فتأتي غرفة العمليات المشتركة كأحد اهم ميكانزمات التطبيق .
ماذا كان يمكن ان تطبخ الغرفة على نارها لو كانت خابية ، او بدون موقد . ماذا لو لم يكن لها ارتباطاتها العضوية مع محاور المقاومة محليا وعربيا وعالميا ، ماذا لو ظلت أسيرة المعبد والكهف ولا تأتمر الا بما يقوله الامير الذي يعيش في كنف أمير .
إن "الغرفة" التي استقطبت اليوم محبة الناس والتفافهم حولها ، مرشحة ان تمضي قدما في هذا الطريق ، طريق حصد المزيد من الانجازات ، بما في ذلك ما استعصى قديما وحديثا على الصعيد الداخلي من خلافات بدت وكأنها من دون حل ، ولولا تدخل مصر بما تمثل من ثقل ، وبما مثلت من حالة صبر وتؤدة واصرار ، لكانت الامور قد ذهبت في تشتيتات اخرى . وهذا لا يعني بالطبع ، ان تستسهل "الغرفة" بقية الطريق ، ولا ان تضع ثقتها الا في جماهير شعبها ، هذا الشعب هو الوحيد القادر على تسييجها بالحراسة و الامان والنضال . أليست هي هذه الجماهير التي خرجت في مسيرات العودة قبل ثمانية اشهر بمئات الالاف ؟ أليست هي هذه الجماهير التي قدمت مئات الشهداء والاف الجرحى ؟ أليست هذه المسيرات في نحو ثلاثين جمعة هي التي دفعت اسرائيل لأن تذعن وتستعد لرفع حصارها مقابل ان تتوقف.
من قال انها اذا توقفت ، فإنها لا تستطيع استئناف سيرها من جديد ، وخاصة حين يكون أمرها منوطا بغرفة محترمة .
بقلم : حمدي فراج
يتصور البعض غير القليل من المحللين والمراقبين ، أن لغرفة العمليات المشتركة في غزة يعود الفضل للحالة الانتصارية التي تحققت مؤخرا وعكست ذاتها ايجابيا على المزاج الجماهيري والشعبي الفلسطيني والعربي عموما ، وحتى هؤلاء الذين شككوا ، كما هي عادتهم غالبا ، فإنهم لم يستطيعوا التشكيك في ما ألحق بالعدو من خسائر مادية ومعنوية جسيمة ، توجت بأن يقدم وزير الحرب استقالته ، ويعود نظيره في غزة القائد محمد ضيف الى الواجهة – التي لا يستسيغ التناغم معها – من جديد ، وظهر السنوار يتسلم مسدسا اسرائيليا غنمه المقاتلون في ارض المعركة ، فيثني على المقاتل ، ويمتشقه على خاصرته ، في مشهد اعلامي يشي بالكثير .
ليست هي غرفة العمليات المشتركة ، فطوال عمر المنظمة ، سواء في الشتات او في الداخل ، كانت لها غرفة عملياتها المشتركة . القيادة الوطنية الموحدة ، كانت بمثابة غرفة عمليات مشتركة ، قادت فعاليات الانتفاضة الاولى بنجاح غريب ، وصل في بياناتها التي كانت تترجم الى معظم لغات العالم ، ايلاء الاهتمام بضرورة ان يستثمر الناس حواكير بيوتهم واسطح منازلهم في زراعتها .
إذن ، هو القرار بالمقاومة والمناهضة لهذا المحتل ، وتحريم عقد اي نوع من السلام معه قبل ان يفكك معداته ويرحل ، إجتراح هذا القرار بشكل مؤكد اولا ، وتطبيقه بشكل صحيح ثانيا ، فتأتي غرفة العمليات المشتركة كأحد اهم ميكانزمات التطبيق .
ماذا كان يمكن ان تطبخ الغرفة على نارها لو كانت خابية ، او بدون موقد . ماذا لو لم يكن لها ارتباطاتها العضوية مع محاور المقاومة محليا وعربيا وعالميا ، ماذا لو ظلت أسيرة المعبد والكهف ولا تأتمر الا بما يقوله الامير الذي يعيش في كنف أمير .
إن "الغرفة" التي استقطبت اليوم محبة الناس والتفافهم حولها ، مرشحة ان تمضي قدما في هذا الطريق ، طريق حصد المزيد من الانجازات ، بما في ذلك ما استعصى قديما وحديثا على الصعيد الداخلي من خلافات بدت وكأنها من دون حل ، ولولا تدخل مصر بما تمثل من ثقل ، وبما مثلت من حالة صبر وتؤدة واصرار ، لكانت الامور قد ذهبت في تشتيتات اخرى . وهذا لا يعني بالطبع ، ان تستسهل "الغرفة" بقية الطريق ، ولا ان تضع ثقتها الا في جماهير شعبها ، هذا الشعب هو الوحيد القادر على تسييجها بالحراسة و الامان والنضال . أليست هي هذه الجماهير التي خرجت في مسيرات العودة قبل ثمانية اشهر بمئات الالاف ؟ أليست هي هذه الجماهير التي قدمت مئات الشهداء والاف الجرحى ؟ أليست هذه المسيرات في نحو ثلاثين جمعة هي التي دفعت اسرائيل لأن تذعن وتستعد لرفع حصارها مقابل ان تتوقف.
من قال انها اذا توقفت ، فإنها لا تستطيع استئناف سيرها من جديد ، وخاصة حين يكون أمرها منوطا بغرفة محترمة .