الأخبار
بعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكريا بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيينمسؤولون أميركيون:إسرائيل لم تضع خطة لإجلاء المدنيين من رفح..وحماس ستظلّ قوة بغزة بعد الحربنتنياهو: سنزيد الضغط العسكري والسياسي على حماس خلال الأيام المقبلة
2024/4/23
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تمثيل الذكورة في المجموعة القصصية "يحدث في تلك الغرفة" للقاصة المغربية لطيفة لبصير

تاريخ النشر : 2018-11-18
تمثيل الذكورة في المجموعة القصصية
"يحدث في تلك الغرفة" للقاصة المغربية لطيفة لبصير
يروم هذا"المقال"تحت مظلة المقاربات النقدية للنقد الثقافي أن يقدّم قراءة نقدية للمجموعة القصصية "يحدث في تلك الغرفة" للقاصة المغربية لطيفة لبصير مستأنسا بــ الآليات الإجرائية للنقد الثقافي ، مستهدفا إمكانية الوصول للكشف عن بعض الأنساق الثقافية المضمرة في المجموعة.
حاولت في العرض أن أجلي مفهوما من مفاهيم النقد الثقافي على المجموعة القصصية "يحدث في تلك الغرفة" للقاصة المغربية لطيفة لبصير، والدي هو مفهوم الذكورة وتمثلاته .
يعد النقد الثقافي من أحدث التوجهات النقدية والمعرفية التي عرفها العالم الغربي مع نهايات القرن الماضي، حيث يبحث هذا النشاط عن الثقافي داخل الأدبي ، وقد ظهر ذلك جليا إثر الدعوة إلى نقد "جديد" يتجاوز مقولات النقد الأدبي وعلى رأسها الجمالية ، إلى نقد ثقافي يهتم بالأنساق الثقافية المضمرة خلف البناء اللغوي. الأمر الذي دفع به إلى التقاطع مع معارف إنسانية مجاورة أبرزها: نظرية الأدب وعلم الجمال والتحليلين الفلسفي والنفسي والنظرية الماركسية و التاريخانية الجديدة والأنتربولوجيا وعلم الاجتماع وعلم العلامات وغيرها ...
وقد استقبل النقد العربي هذا النشاط الجديد مع بدايات القرن الحالي من خلال مجموعة من الأعمال والدراسات ، على رأسها كتاب الناقد السعودي عبد الله الغذامي الموسوم ب: "النقد الثقافي ، قراءة في الأنساق الثقافية العربية" الصادر عام 2000.
وقد عرف عبد الله الغذامي النقد الثقافي بأنه " فرع من فروع النقد النصوصي العام ، معني بنقد الأنساق المضمرة التي ينطوي عليها الخطاب الثقافي بكل تجلياته وأنماطه وصيغه ؛ ما هو غير رسمي وغير مؤسساتي وما هو كذلك سواء بسواء ، بحيث دور كل منهما في حساب المستهلك الثقافي الجمعي ، و هو لدا معني بكشف لا الجمالي كما شأن النقد الأدبي ، وإنما همه كشف المخبوء من تحت أقنعة البلاغي / الجمالي" .
وعليه فالنقد الثقافي هو الذي يدرس الأدب الفني و الجمالي باعتباره ظاهرة ثقافية مضمرة ؛ فيتعامل النقد الثقافي مع الأدب الجمالي ليس باعتباره نصا ، بل بمثابة نسق ثقافي يؤدي وظيفة نسقية تضمر أكثر مما تُعلن.
فهو مقاربة متعددة الاختصاصات ، تبنى على التاريخ ، و تستكشف الأنساق و الأنظمة الثقافية ، و تجعل الّنص أو الخطاب وسيلة لفهم المكونات الثقافية المضمرة.
ويعد مصطلح النسق من أكثر المصطلحات ترددا في النقد الثقافي ، إذ أنه الركيزة الأساسية والمحور الذي يدور حوله هذا النقد ، و ذلك بعدما تم التحول أو الانتقال من دراسة الّنص إلى دراسة النسق. و يعرف النسق في الّلغة : "هو ما كان على نظام واحد" . واصطلاحا حدده الدكتور محمد مفتاح بأنه : "عبارة عن عناصر مترابطة متفاعلة متمايزة وتبعا لهذا فإن كل ظاهرة أو شيء ما يعتبر نسقًا ديناميا و النسق الدينامي له دينامية داخلية و دينامية خارجية تحصل بتفاعله مع محيطه" .
ويعد مفهوم الذكورة من المفاهيم العميقة التي يتناولها النقد الثقافي .إذن ماهي تمثلات"الذكورة "بوصفها نسق ثقافي مضمر في المجموعة القصصية " يحدث في تلك الغرفة " للقاصة المغربية لطيفة لبصير؟ وكيف نكشف عنها؟.
لمقاربة هدا الإشكال تناول المقال المحاور التالية :
• الغرفة فضاء مغلق :
• الخوف من الجسد وإضمار الأنوثة :
• تقويض الأنوثة بحثا عن الرجل :
• الأب وتقديس الذكورة :
"يحدث في تلك الغرفة" مجموعة قصصية للمبدعة لطيفة لبصير عن دار نشر "فاصلة"، وهو الإصدار الخامس جاء بغلاف أنيق من توقيع الفنان سمير السالمي ، وصورة شخصية للكاتبة .تقع المجموعة القصصية في مائة وست وعشرين صفحة من القطع المتوسط واثنتي عشرة أقصوصة هي كالتالي: اسمي فان كوخ ، هزال ، شفتان ، أنا لا أريد أن أنام ، التباس ، شبح فرويد ، ارتجاج ، طعمه المالح ، هلوسات ، حداد ، اهتزاز ، تبسم.
• الغرفة فضاء مغلق :
يحظى مفهوم المكان في السرد بأهمية كبيرة فهو الذي يمثل البعد المادي الواقعي للنص وهو الفضاء الذي تجري فيه الحوادث وله القدرة على التأثير في تصوير الأشخاص وحبك الحوادث ويؤدي دورا حيويا في الفهم وعملية التفسير والقراءة النقدية للنص ، فمن خلال المكان يمكننا أن نعرف الغاية والقصد .
ويبرز المكان في نص "يحدث في تلك الغرفة" محددا بالغرفة ، فهو الفضاء الذي تباشر فيه الكاتبة خطابها الناقد للذكورة . "في كل مساء أودع الكثير من الكلام المزيف وأنزوي في الغرفة حيث ضوء الفنار الخافت ..." .
فالمكان المغلق "الغرفة" تنطوي على نسق ثقافي ذكوري مضمر ، فالفضاء المغلق يعتبر من نتائج الهيمنة الذكورية في هذا النص ، فالكاتبة قبل أن تشرع في نقد الذكورة استسلمت للحدود التي ترسمتها لها الذكورة وهي حدود البيت (الغرفة) حيث تنكمش الأنثى على ذاتها وتحس بمرارة التضييق والتهميش والاستلاب الذي أوجدته المجتمعات الذكورية وفرضته عليها ، فالقبول بالفضاء المغلق من لدن الكاتبة ناتج عن تأثير النسق الذكوري المضمر فيها ؛ وذلك في وقت كانت تحضر نفسها لنقد الرؤية الذكورية .
فالفضاء المغلق هو المجال المسموح به للأنثى في التعبير عن ذاتها ورغباتها المكبوتة ، إنه سجن ذكوري لطالما حاولت المرأة أن تؤثثه وتزينه في أعمالها السردية ، وهذا دليل على القبول به والاعتراف بالهيمنة الذكورية في السرد النسوي ، فالأنثى تحت تأثير النسق الذكوري أصبحت تخاف وتتوجس من (الفضاء المفتوح) وهذا ما تعبر عنه المجموعة القصصية ." المكان الذي أرتاح إليه وأرتاح فيه يوجد بداخلي ؛ إنه يشبه هده الغرفة تماما ، مكان بدون نوافذ" .

• الخوف من الجسد وإضمار الأنوثة :
ومن تمثلات"الذكورة"أيضا في المجموعة القصصية تبرز ظاهرة"الخوف من الجسد"ومحاولة إخفائه استسلاما للنسق الذكوري وتأكيدا على هيمنته ، فإخفاء الجسد يتوافق تماما مع المضمر النسقي (إضمار الجسد/إضمار النسق)فعملية إخفاء الجسد فيها قتل للأنوثة وقهر لها وتعبير عن التحيز ضدّ الأنثى ، حيث توظف الفروق البيولوجية بين الذكر والأنثى توظيفا ثقافيا يجعل الأنثى أدنى قيمة من الذكر ، ويصبح الجسد الأنثوي عورة وعيبا ثقافيا ، فقد جاء في أقصوصة " شفتان " :
" في منزلي يبدو لي أن الصباح سيكون من أجمل الصباحات لأنني سألتقي رحيم ، ولدا استيقظت مفعمة بنشوة نادرة وارتديت تنورة حمراء ووضعت أحمر شفاه فاقع ، وحملت معي حقيبة جلدية برتقالية اللون .كان جميع من في المستشفى ينظر إلي باستغراب ، فعادت ما أكون ملفوفة في ثياب سوداء فوقها مريلة بيضاء وشعر معقوص ووجه منفر أكثر من الجثث التي تكون أمامي ، لكنني اليوم ، في حضرة هدا الجسد الفارغ ، مفعمة فعلا بنشوة عارمة" .
لقد اعتادت الساردة أن تظهر بثياب ملفوف سوداء ، وبشعر معقوص ووجه منفر ، وهدا غاية في الخوف من الجسد وإضمار للأنوثة .
ونلمس هدا أيضا في أقصوصة " التباس " قول الساردة : " في الصباح ارتدت هبة كسوتها البيضاء ووقفت طويلا أمام المرآة ذات الإطار النحاسي تتأمل بدايات استداراتها وتعلن لي بسذاجة بأنها بدأت تكبر ؛ كانت تصدق هده المرآة أكثر من أي شيء اخر . وكنت أتأمل بشرتها السمراء التي تشبه كثيرا سحنة والدها وأصاب بالحيرة عن السبب الذي جعلها تغير كسوتها الحمراء " .
• تقويض الأنوثة بحثا عن الرجل :
إن الحاجة الماسة للرجل ، والتي تعبر عنها المجموعة القصصية في أقصوصة " ارتجاج " التي تحكيها الساردة : " بعد شهور ، قررت الارتباط بالكولونيل الأرمل الذي تقدم إلي رغم سيرتي اللعينة ، ربما كان يشبهني إلى حد ما في ترقيص شياطينه الرائعة ، قبلت بالكولونيل وقررت أن أنصهر في نظامه ، سارعنا بالعرض معا إلى أبي ، لكنه رفض بشدة وهو يقول إن ابنته ما زالت صغيرة في السن ؛ كنت في عينيه فتاة غرة تجاوزت الأربعين قليلا . رفضت ما قاله أبي وصرخت في وجهه : سأتزوج وستكون لي حياة خاصة ، أريد أن أتزوج هدا الرجل " .
إن الأقصوصة تبرز من جانب بحث المرأة عن الرجل ، دون أن تكون للمرأة سلطة أو رأي ، فالسلطة دائما لصالح المؤسسة الذكورية . فقد جاء على لسان أب الساردة : " أنت عاجزة عن الاعتناء بنفسك وترغبين في الزواج ... هل من الضروري لكل امرأة أن تكون تحت عصمة رجل ؟ " .
ويتجلى تقويض الأنوثة في السرد النسوي من خلال الصراع والتنافس بين النساء داخل العالم السردي وما يحمله هذا الصراع من هدم وتقويض لمبادئ الأنوثة وإهانة وتجريح يلحق بالأنثى من طرف الأنثى ، ورفض أنثوي للأنوثة ونقد لها.
إن الساردة استجابة للنسق الذكوري تغار من بهية ، فقد جاء في أقصوصة حداد : " كنت أغار جدا من بهية ، بل كنت أكتوي وأحترق كلما أخذت مني أجمل الفتيان وأقواهم ؛ ولكن ، رغم أنها كانت شؤما علي ، وأن دلك تكرر مرارا ، فإنني لم أكن أستطيع أن أرحل عن عينيها الأسرتين ... كنت أنا الأخرى واقعة تحت سحر الأثر وأظل أسبح في تلاوينه دون كلل " .
إن الصراع الأنثوي صراع يصنعه الرجل ويؤطره الرجل ويدور في فلكه ، وتخوضه النساء من أجله ، فالساردة أصبحت تغار من بهية كلما أخذت منها أجمل الفتيان وأقواهم . فإذن عملية تقويض الأنوثة هي عملية تقوم بها الأنثى لصالح المؤسسة الذكورية .
• الأب وتقديس الذكورة :
من حيل النسق الذكوري في السرد النسوي صرفه للاهتمام بالأب البيولوجي والصعود به إلى سدّة الأب الثقافي الذي يصبح مركزا للعالم ، وما دونه هوامش تابعة له ، فيصبح العالم السردي ممثلا للعالم الواقعي الذي تسيطر عليه المؤسسة الذكورية ، التي تحاول الأنثى في سردها تعريتها ونقدها فتصبح من أشد المدافعين عليها نتيجة لعمل النسق الثقافي الذكوري المضمر في الأنثى وسردها.
وفي نص المجموعة القصصية نجد حضورا كثيفا للأب واهتماما سرديا به ، ووصفا له يمتد من الواقع إلى الخيال ، مع ما يمثله الأب بالنسبة للذكورة فهو أحد تجلياتها ومنه تأخذ كثيرا من مفاهيمها وهو قابع في عمق الذكورة التي تحاول المجموعة القصصية نقدها.
لقد أضفت "الساردة"في عملية السرد على أبيها أوصافا كثيرة ومتنوعة ، وهنا يحق "للمقال"أن يتساءل عن أي أب تتحدث " الساردة "هل هو الأب البيولوجي أم الأب الثقافي؟وما يؤكد مشروعية هذا السؤال هو أن السرد في هذه المجموعة القصصية قدّم لكل شخصية من شخصيات المجموعة اسما محددا ، إلا أنه حين وصل إلى الأب لم يعط له اسما محددا به!.
إن " الساردة " لم تحدد اسم أبيها ، وعدم التحديد فيه دلالة على عمومية الأب ؛ أي الأب بمفهومه الثقافي لا بمفهومه البيولوجي ، الذي يحتم عليها تحديد اسم له.
ويمكن ذكر أمثلة على الحضور الأبوي القوي فقد جاء في أقصوصة "التباس":
" ... في الحقيقة لا أعرف من أكون في العالمين معا . حتى حين أستعيد صورة أمي ، لا أستطيع أن أحدد ملامحها بوضوح تام ، إذ يتجلى في الصورة أمان تتشابهان تماما في المتاعب اليومية والمنزل الغاص بالأطفال حد الضجر والأب المتسلط الذي يرغي ويزبد بلا سبب ودونما انقطاع " .
إن الأب البيولوجي في هذه المجموعة القصصية هو الأب الثقافي المضمر ، ومما يؤكد الأب الثقافي في المجموعة القصصية ، فقد ورد في أقصوصة " شبح فرويد " :
ــــ " لم يكن في ألبوم ذكرياته أي صورة لأبيه ، سألته بهدوء :
ــــ وأين صورة الأب ؟ .
ــــ قال لي :
ــــ لم يسبق أن وجدنا صورة واحدة له في المنزل ، وأمي أخبرتنا أنه ودع قبل ولادتنا ، لكننا لم نبحث عنه . كذلك أخبرتنا أمي ، وكذلك لم نبحث عنه وظل طيفه يراودنا بين لحظة وأخرى ، أتخيله عبقريا مثل فرويد وأتخيل فرويد أبا لي " .
ويصل الأمر بالساردة إلى إرادة قتل الأب والصرخ في وجهه . جاء في أقصوصة " ارتجاج " : " مند عدة أشهر وأنا أستيقظ ليلا يوشك أن يخنقني الفزع ، ينتابني هاجس وحيد يتكرر : أريد أن أقتل أبي " . " سارعنا بالعرض معا إلى أبي ، لكنه رفض بشدة وهو يقول إن ابنته ما زالت صغيرة في السن ؛ كنت في عينيه فتاة غرة تجاوزت الأربعين قليلا . رفضت ما قاله أبي وصرخت في وجهه " .
" العديد من الزجاجات الملأى التي أحضرها هدا الأب اللعين أتناولها وأنا أحقد عليه دقيقة بعد أخرى ، وأفكر في الرحيل من هدا المكان إلى أقصى بقعة في هدا البلد ، وأفكر في مدن نائية ، وأرغب في أن تدثرني سماء أخرى غير التي يلتحفها شبحه مخافة أن أقتله " .
" فجأة انتهى كل شيء .كانت زوجة أبي تصرخ في الهاتف ، وتخبرني أن والدي قد انتحر. لم أصدق ، عدوت إلى بيته كالمجنونة ودخلت إلى غرفته ؛ كان نائما بهدوء وعلى صدره نامت صورتي" .
وقد نلمس أيضا تصريحا بسلطة الذكورة في هذه المجموعة القصصية بقول الساردة :
" في فراشي ، ومند شهور ، تجتاحني رغبة قوية غريبة جدا ، أتمنى أن يكلمني أبي في الهاتف ؛ أحن إلى قيوده ... " .
إن هذه الجملة النسقية " أحن إلى قيوده " التي فيها يتخلى النسق عن عملية الإضمار ، نستشف منها تعبيرا عن الاستسلام والقبول بالسلطة الذكورية في المجموعة اقصصية " يحدث في تلك الغرفة "
وخلاصة القول ، يتضح مما سبق ذكره ، بأن تمثيل الذكورة في المجموعة القصصية " يحدث في تلك الغرفة " يتجلى بوضوح في كل ثنايا المجموعة ، فالسلطة الذكورية حاضرة بقوة في كل أقصوصة من المجموعة القصصية ، ولا نكاد نجد حدثا حكائيا فيها ، إلا والمؤسسة الذكورية حاضرة فيه بطريقة أو بأخرى .
لقد استطاعت المجموعة القصصية إيصال خطابات مضمرة لمتلقيها ، خطابات انبت كلها على تمثيل الذكورة ، كالخوف من الجسد وإضمار الأنوثة ، وتقويض الأنوثة بحثا عن الرجل ، و الأب وتقديس الذكورة وغيرها ...
المراجع :

 يحدث في تلك الغرفة ، لطيفة لبصير ، دار النشر فاصلة ، طنجة ــ المغرب ، ط :1 ، 2018 .
 مجموعة من مؤلفين ، معجم النفائس ، ج 2، دار النفائس بيروت ، ط : 1 ، 2007 .
 عبد الله الغذامي: النقد الثقافي، قراءة في الأنساق الثقافية العربية، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، بيروت، ط: 1، 2000 .
 محمد مفتاح،المفاهيم معالم ، نحو تأويل واقعي،المركز الثقافي العربي،بيروت،الدار البيضاء ، ط : 1 ، 1999 .


بقلم الأستاد أنوار العبوري
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف