الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قراءة سوسيولوجية لأحسن القصص 7 بقلم عمر حيمري

تاريخ النشر : 2018-11-18
، أما المخطط الاقتصادي السباعي ، الذي بفضله أنقذ يوسف عليه السلام ، أهل مصر ونجاهم وخلصهم من مجاعة محققة. فلم تعرفه الإنسانية ، وإلى يومنا هذا ، إلا مع يوسف عليه السلام . [ قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون ثم ياتي من بعد ذلك سبع شداد ياكلن ما قدمتم لهن إلا قليلا مما تحصنون ثم ياتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون ] ( يوسف من آية 47 إلى 49 )
إن يوسف عليه السلام إذ نجى أهل مصر من كارثة المجاعة ، لم ينجيهم بالاستيراد ، ودون أن يخلق أو يأتي بموارد جديدة لأهل مصر ، وإنما اعتمد على عقلية إدارية ، تدبيرية تؤمن بالتجديد والتطوير لما هو موجود ، ودون أن تفرط في استغلال الموارد الموجودة والقديمة الأساسية ، كما اعتمد على العدل والتوزيع العادل للثروات بين الناس وأصر في نفس الوقت على محاربة الفساد الإداري والاقتصادي ، الذي يتلاعب بخيرات البلاد وينهب مواردها وثرواتها لصالح فئة من الظالمين . و يشجع ويدعم الاقتصاد الريعي ، الذي لا يسمح بالتنافسية بين المؤسسات ولا بتمكينها من القدرة على التنافسية ، بدلا من خلق ثروات جديدة وتنميتها وتوزيعها توزيعا عادلا بين المواطنين . إن اقتصاد غالب المجتمعات في كل زمان ، لا يعاني من قلة الموارد المادية ، بل من الفساد الإداري والاقتصادي ، وسوء التوزيع ، فالأرض فيها من الخيرات الموجودة والتي ستكتشف ما لا يعلمه إلا الله وما يكفي ساكنتها وزيادة ، ولكن الناس يجهلون ، ويظلم بعضهم بعضا ، وصدق الله العظيم القائل : [ وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقوتها في أربعة أيام سواء للسائلين ] ( فصلت آية 10 ) إن سوء التدبير الاقتصادي وسوء استغلال ثروات الأرض وسوء التوزيع ، هو أيضا ظاهرة اجتماعية اقتصادية ، سجلها القرآن الكريم تتكرر في الزمان والمكان ، علمنا القرآن كيفية معالجتها بواسطة مخطط يوسف عليه السلام السباعي ، وطريقة تعامله مع أزمة أهل مصر الاقتصادية ، التي بها أنجاهم الله من آثار القحط وانتشار المجاعة المهلكة للإنسان والحيوان .أعجب الملك ، بتأويل يوسف لرؤياه فطلب إحضاره ، ولكن يوسف عليه السلام رفض مقابلة الملك ، ولن يحدث ذلك إلا بشرط أن يجري هذا الأخير تحقيقا في التهمة ، التي ألصقت به ، و بعد أن تثبت براءته ويرد له الاعتبار ، عندها فقط يمكن له أن يستقبل الملك ، وهو كله اعتزاز بنفسه ، رافع لرأسه . ولهذا السبب ، رد يوسف عليه السلام رسول الملك محملا إياه رسالة مشفرة تحمل في طياتها دعوة مضمرة خفية تدعو الملك ، إلى دين التوحيد الجديد ، الذي يتمحور حول التوحيد والإقرار بإله واحد لا شريك له ، دون أن يدخل مع الملك في حوار مطول حول دينه ودين آبائه إبراهيم وإسحاق ويعقوب ولا حول دين الملك وقومه والأرباب التي يعبدونها كما فعل مع السجينين { واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب ما كان لنا ان نشرك بالله من شيء } . بل اكتفى بالرد بجملة واحدة يطلب فيه من الملك التحقيق مع النسوة اللاتي قطعن أيديهن ومؤكدا في نفس الوقت ، بأن له ربا عليما بكيد النساء وما يخططن في الغيب من ورائهم ، وهو العليم بالسر وما تخفي الصدور والأنفس ، هو رب يوسف الذي يعبد وعليه يعتمد ويتوكل [ وقال الملك ائتوني به فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيدهن إن ربي بكيدهن علين ] ( يوسف آية 54 ) .
فهم الملك قصد يوسف عليه السلام ، ولم يكن له بد إلا أن يرضخ لطلب يوسف ويستجيب لمقترحه ، فبادر إلى فتح التحقيق : [ قال ما خطبكن إذا راودتن يوسف عن نفسه قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء قالت امرأت العزيز الآن حصص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب وأن الله لا يهدي كيد الخائنين وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم ] ( يوسف من آية 51 إلى 53 ) . أقرت زليخة بما نسب إليها من مراودتها ليوسف ، والإقرار كما يقول فقهاء القانون هو سيد الإثبات . إن إقرار زليخة بظلمها وادعائها ظلما على يوسف عليه السلام - لما حصحص الحق - هو في الواقع سنة وقانون تجري على أساسه في هذا الكون الحرب بين الحق والباطل دون انقطاع إلى يوم القيامة وإن تغير القائمون بها والفاعلون لها ولكن تبقى النتيجة في النهاية هي ، هي نفسها ظهور الحق وانتصاره وانسحاب الباطل .
انتصر الحق هنا لسببين السبب الأول يعود لقوة حجة الشهود الذين شهدوا لصالح يوسف عليه السلام والثاني لعودة زليخة إلى رشدها واستيقاظ ضميرها وإيمانها بيوسف وبرب يوسف ، بعد أن رأت الآيات فصعب عليها ظلم يوسف وندمت وتابت عن ما صدر منها في حق من تحب وهذا ما دفعها لتتنازل عن سلطتها النافذة بالقصر لصالح الحق وكان بإمكانها أن تتمادى في غيها بشراء الشهود وباستخدام نفوذها وسلطتها ولكنها لم تفعل ، وهذا دأب كل من يؤمن بالله في كل عصر، لأن الظلم يكبر في عين المؤمن فيصعب عليه ممارسته تجاه الآخرين كيف ما كانوا ومهما كان قادرا على ذلك فإيمانه وخوفه من ربه يمنعه ويجعله يعتذر ويطلب الصفح والعفو لأنه يعلم أنه لا بد من يوم آخر يحاسب فيه الناس عن كل ما فعلوه صغيرا كان أو كبيرا ولو كان قطميرا [ فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ] ( سورة الزلزلة آية 7 ).
تأكد الملك من براءة يوسف عليه السلام بعد إجراء التحقيق
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف