الأخبار
قطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيراني
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حرب اليومين في اطار الصراع والتهدئة بقلم محمد جبر الريفي

تاريخ النشر : 2018-11-18
حرب اليومين في اطار الصراع والتهدئة بقلم محمد جبر الريفي
حرب اليومين في اطار الصراع والتهدئة .

العدوان الصهيوني الذي جرى على قطاع غزة قبل أيام في محاولة بائسة لتصفية المقاومة الفلسطنية المسلحة باعتبار ان القطاع يشكل اخر معقل لها وصولا الي تصفية المشروع الوطني الفلسطيني برمته هذا العدوان الغاشم الذي تواصل لمدة يومين احتل من الناحية الكفاحية والنضالية موقعا صداميا متفجرا في المنطقة يتوافق مع التناقص الرئيسي الذي يحكم علاقه الكيان الصهيوني بالشعب الفلسطيني حيث العلاقة يجب ان تكون وهي كذلك علاقة تناحرية علي المستويين القومي الديني..

وهكذا فان تفجير الصراع المسلح علي الرغم من قساوته وايلامه لما ينتج عنه عادة من حالة رعب وخسائر في ارواح المدنين الفلسطينين الابرياء وتدمير للمباني والمقرات في القطاع فانه ولاشك اسلوب صحيح من اساليب المقاومة والمواجهة مع هذا الكيان الغاصب حيث استجداء التهدأة والتسوية وايجاد حل سياسي للصراع بالطرق السلمية المعروفة لم تجد حتي الان في الزام الجانب الصهيوني في الاعتراف بالحقوق الوطنية الفلسطينة الثابتة والمعترف بها دوليا..
لقد اختار رئيس حكومة الكيان الصهيوني نتنياهو الوقت المناسب لشن هذا العدوان الغاشم فهو قد جاء في ظل سعيه للتخلص من ملاحقة القضاء الإسرائيلي لحالة الفساد الذي كان يمارسها هو وأفراد أسرته والتي كان من المتوقع ان تؤدي به إلى التخلي عن منصبه كرئيس للوزراء استمر مزاولتة لفترة طويلة وذلك كما حصل قبل ذلك لإيهود أولمرت رئيس الوزراء الأسبق الذي أجبر عن التخلي عن منصبه وصدر الحكم ايضا بإيداعه السجن .. وكذلك جاء توقيت العدوان في وقت يسود فيه الحديث بين النواب والوزراء عن إجراء عملية انتخابية يسعي من ورائها اليمين الاسرائيلي المتطرف للفوز بمقاعد الكنيست بهدف احكام السيطرة علي القرار الاسرائيلي ولذلك أعطى نتنياهو الضوء الأخضر للقيام بعملية عسكرية يقوده وهم الانتصار علي المقاومة وتغيير معادلة الاشتباك لصالح المؤسسة العسكرية. . اللافت للاهتمام ان العدوان جاء ايضا بعد اتفاقية التهدأة الذي تم التوصل إليها بجهد أمني مصري مع فصائل المقاومة وهي تهدأة اعترض عليها وزير الدفاع ليبرمان الذي كان يخطط منذ أمد لشن عملية عسكرية علي القطاع بهدف تدمير المنظومة العسكرية لفصائل المقاومة. في عام 2014 أي قبل اربع سنوات شن الكيان الصهيوني علي قطاع غزة حربا شاملة باسم الرصاص المصبوب وقد جاءت تلك الحرب العدوانية في ظل اوضاع سياسية واقتصادية اقليمية بعيدة حتي علي مجرد التضامن العربي الرمزي تماما كما يتكرر الآن حيث اقتصر الموقف العربي الرسمي على بيان شجب صادر من جامعة الدول العربية ومن بعض الاقطار العربية دون اتخاذ موقف جاد وفاعل على الأقل من قبل الانظمة العربية التي تقوم بإجراءات التطبيع معه على قدم وساق .. في هذه الحرب اثبتت المقاومة الفلسطينية قدرتها الفائقة علي ادارة الصراع من خلال الوحدة الميدانية عبر غرفة عمليات مشتركة وبالتفاف شعبي واسع غير مسبوق ومن موقف سياسي للسلطة الوطنية ضاغط لوقف العدوان وهو ما يميز هذه الحالة السياسية والأمنية الفلسطينية تجاه العدوان عن غيرها من الحالات التي رافقت الحروب الثلاث الماضية : وحدة ميدانية لمواجهة العدوان والتفاف شعبي واسع حول المقاومة وموقف سياسي للسلطة الوطنية في مواجهة العدوان وذلك رغم حالة الانقسام السياسي واستمرار تعثر الجهود التي تبذل للمصالحة وتحميل حكومة التوافق الوطني مسؤولية ذلك على حركة حماس وضمن هذه الحالة السياسية الداخلية الفريدة سجلت المقاومة انتصارا تكتيكيآ في مواجهة اله الحرب العسكرية العدوانية حيث وصلت صورايخ المقاومة الي عسقلان ومشارف بئر السبع إضافة إلى كل مستوطنات ما يسمى بغلاف غزة واجبار سكانها على الهروب الى الملاجيء طلبا للنجاة من هذه الصواريخ التي عجزت القبة الحديدية عن اعتراض الكثير منها وهو تطور نوعي في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وما علي النظام العربي الرسمي الا ان يدرك هذه الحقيقة الجديدة فيقوم بالمراجعة النقدية لخطابه السياسي القائم منذ عدوان وهزيمة يوينو67 علي استجداء الحلول السلمية ويعيد الاعتبار لمشروع المقاومة فقد حان الوقت في ظل انسداد آفق التسوية بسبب تعنت الكيان الصهيوني ويمينية الشارع الاسرائيلي وتطرفه وانحياز الموقف الامريكي ،حان الوقت لتحرير الارادة العربية من اسر طوق تيار الواقعية السياسية الذي توهمنا بعقلانيته لاننا في حقيقة الامر نقف في مواجهة كيان عدواني استيطاني غادر اقيم علي انقاض الشعب الفلسطيني بمساعدة الغرب الاستعماري الامبريالي ، كيان سياسي غاصب لا يقيم وزنا للاتفاقيات وتفاهمات التهدئة ولا يلتزم الا بما يخدم مصالحه ومخططاته التوسعية واهدافه الامنية منتهجا بذلك سياسة عدوانية تعبر عن ذاتها بين الحين والاخر بشن حروب عدوانية متتابعة في المنطقة مستغلا بذلك انحياز الادارة الامريكية وتخاذل الدول الغربية وتردي الوضع الاقليمي العربي وعدم بروز موقف دولي مؤثروضاغط: وعليه فأن اولي المهمات التي تفرضها هذه الحقيقة هو اعادة النظر الي هذا الكيان ووضع استراتيجية جديدة لمواجهته بعيدا عن مشاريع التسوية..
بعد وقف اطلاق النار والوصول الي اتفاق للتهدئة من جديد بجهد أمني مصري كالعادة حيث عارض هذا الاتفاق مرة أخرى وزير الدفاع ليبرمان التي أطاحت نتيجة فشل العدوان بمنصبه حيث قدم استقالته هناك اسئلة تطرح نفسها بقوة وبعدة وجوه توحي بأهمية النتائج التي تمغض عنها العدوان الغاشم :- - ما هي ملامح المرحلة القادمة بعد هذ العدوان التي سجلت به المقاومة قدرتها على المواجهة هل تنهار التهدأة مرة أخرى ويشن الكيان عدوانا آخر أطول مدة وذلك استجابة لقوى اليمين المتطرف وغلاة المستوطنين بحيث يصل هذا العدوان الذي يمكن افتراضه إلى حرب شاملة أم تحافظ حكومة الكيان خاصة بعد استقالة وزير الدفاع ليبرمان على التهدأة مع العمل على اجراءات تخفيف الحصار لإطالة حالة الانقسام وتعميقه ليصل إلى حالة الانفصال الكامل بين الضفة وغزة ؟.. هل يعي الكيان الصهيوني اهمية السلام وضرورة التسوية وان الحل الامني للمشكلة الفلسطينية الذي يقوم على التوسع مدعومآ بالتفوق العسكري لايجدي في مواجهة ارادة المقاومة ؟ - هل يبدا تقدم ملموس في مباحثات المصالحة الوطنية الفلسطينية بعد فشل العدوان لتحقيق الوحدة الوطنية التي تحققت أهم مظاهرها أثناء العدوان كالاتصالات التي قامت بها السلطة الوطنية مع الأمم المتحدة ومع العديد من الدول التي لها وزن في السياسة الدولية لوقف العدوان وتوفير حماية دولية لمواطني قطاع غزة الأعزل وقد أسفرت اخيرا جهود الخارجية الفلسطينية على إصدار قرار من المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي يقضي بإدانة "إسرائيل " بجرائم حرب ضد الفلسطينيين بخصوص الحرب التي شنتها على قطاع غزة .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف