الأخبار
17 شهيداً في مجزرتين بحق قوات الشرطة شرق مدينة غزةمدير مستشفى كمال عدوان يحذر من مجاعة واسعة بشمال غزة"الإعلامي الحكومي" ينشر تحديثًا لإحصائيات حرب الإبادة الإسرائيلية على غزةغالانت يتلقى عبارات قاسية في واشنطن تجاه إسرائيلإعلام الاحتلال: خلافات حادة بين الجيش والموساد حول صفقة الأسرىالإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

التصعيد في زمن التهدئة بقلم عواد الاسطل

تاريخ النشر : 2018-11-17
التصعيد في زمن التهدئه
_________________
بقلم /عواد الاسطل


قد يستغرب البعض ، اقدام الجانب الاسرائيلي على القيام بعمليه امنيه معقده ، وصفت بالاستخباريه ، شرق خان يونس مساء الحادي عشر من الشهر الجاري ، خاصة وانها تأتي مباشرة بعد البدء بتنفيذ المرحله الاولى من تفاهمات التهدئه المثيره للجدل بين حماس واسرائيل والتي تم التوصل اليها اساسا برعايه مصريه . فكيف يقدم الجانب الاسرائيلي على ذلك ، والانظار تنشد الى ترقب الشروع في تنفيذ المرحله الثانيه من تلك التفاهمات والتي تتطلب فيما تتطلب التوصل الى صفقه لتبادل الاسرى ربما وضحت امورها للجانبين كثيرا بعد تكثيف الوفد الامني المصري زياراته المكوكيه لكل من غزه وتل ابيب مؤخرا ؟ ، اليست هذه العمليه او ما على شاكلتها تتناقض مع اجواء التهدئه ومع ما يراد لها ان تقود اليه ؟ وهل ان اجواء التهدئه تتحمل امكانية فشل أي عمليه امنيه من هذا القبيل ، او كشفها لاحقا ؟

اسئله وربما غيرها الكثيرالذي يثير الاستغراب ، تتبادر الى الذهن في هذا الخصوص ، غير ان الذي يعرف – ولو غير الكثير- عن التعامل الاسرائيلي مع المنطقه العربيه ومع الجانب الفلسطيني على وجه الخصوص قد لا يصل الى درجة الاستغراب .

فعلاوة على ان عمليات التجسس بزرع اجهزة التنصت معروفه في التعامل الدولي حتى بين الدول التي تكون بينها علاقات حميمه ، فأن اسرائيل عكفت على استخدام هذا الاسلوب لما يوفره لها من معلومات لا يصل اليها الشك ، وكثيرا ما تم اكتشاف ذلك في المنطقه العربيه وفي الاراضي الفلسطينيه ، بعضه اعلن عنه وبعضه ربما ظل في طي الكتمان .

هذا من جانب ، ومن جانب اخر ، فأن أي عمليه امنيه سريه ، كالتي حدثت شرق خان يونس ، هناك احتمال يضعه القائمون عليها – مهما كان ضئيلا – بكشفها ، وهو ما حدث فعلا وادى الى فشلها . ولعل هذا لا يخلو من رساله للجانب الفلسطيني ( أي لحماس ) ، من ان التهدئه المزمعه لن تكون قيدا على الجانب الاسرائيلي ، في استخدام يده الطولى ، فيما يعتبره " حقه " بالمطارده الساخنه ، لاي هدف يعتبره خطرا عليه ، وهذا ما حدث في غزه قبل الانقسام ويحدث في الضفه حاليا ، رغم ان ما بين السلطه واسرائيل ربما يكون اكثر مما قد تحويه تفاهمات التهدئه التي تم التوصل اليها . ولعل هذا هو ديدن السلوك الاستفزازي الاسرائيلي ، الذي يعمل على حرمان الجانب الفلسطيني من أي " ورقة للتوت " .

ولعل كشف العمليه وفشلها ، كان له وقع أني على عملية التهدئه ، اكثر من عدم كشفها . فحماس كيف لها ان تتقبل ذلك ، على الرغم من ان كشف وفشل العمليه والحاق الضرر بالمجموعه المنفذه ( قتل قائدها وجرح اخر ) ، يمكن ان يصب في مصلحتها وبغض النظر عن فقدانها سبعه من عناصرها الامنيه بينهم قائد ميداني . وعلى ذلك فتحت هذه العمليه الباب على مصراعيه ، لجولة من التصعيد ، ربما تختلف عن جولات التصعيد السابقه ، وربما تحقق نتائج مغايره ، على كل من التصعيد في المستقبل اذا ما دفعت اليه الظروف ، والتهدئه على حد سواء ، وبحيث يمكن تسميتها بجولة " التصعيد في زمن التهدئه " .

ولعل ما يميز هذه الجوله من التصعيد ، انها جاءت على نحو رسائل ورسائل مضاده الهدف منها ، تحديد مضمون التهدئه المرجوه ، فحماس انتظرت نحو 20 ساعه بعد العمليه ( غروب شمس 12/11) لاطلاق رشقات صاروخيه على مستوطنات ما يسمى بغلاف غزه ، مع انها تمتلك قدرات ابعد مدى واكثر وقعا في هذا الخصوص ، موكلة العمليه الى " غرفة العمليات المشتركه " المشكله من الفصائل ، مع ان حماس هي عمادها الاساسي ، لتعطي هذا الرد وتفاعلاته بعدا وحدويا . الجانب الاسرائيلي وبالمقابل ، واضافة الى قصف اهداف ، كالتي قصفها في جولات التصعيد السابقه ،بادر الى قصف ما كان يهدد به ( ابنيه ومقرات اعلاميه واداريه ) ، الامر الذي دفع غرفة العمليات المشتركه الى توسيع دائرة الاستهداف الى اشكلون وعسقلان ، والتهديد بامكانية التوسيع ، اذا ما استمر الجانب الاسرائيلي باستهداف تلك الاهداف .وحتى صاروخ " الكورنيت " الموجه ، والذي اصاب حافلة كانت اقلت جنودا ونزلوا منها على التو ، دقائق قبل استهدافها كان يحمل رسالة في هذا الخصوص .

والملفت للنظر ، ان كلا الجانبين ، او احدهما على الاقل ، كان ينتظر تفاعل الجانب الاخر مع رسائله ، وعلى ذلك اخفقت جهود الوساطه المصريه ، بعد الساعات الاولى من اطلاق الرشقات الصاروخيه على غلاف غزه ، في وقف التصعيد ، وبات الجانبان وهما يتوقعان الشييء الاسوأ ، ففي غزه اعلن عن تعطيل الدراسه في كافة المدارس والجامعات في اليوم التالي (13/11 وهو اليوم الذي تم فيه التوصل الى اتفاق وقف اطلاق النار) ، واجتماعات الكابينت الاسرائيلي بالمستوى الامني لم تتمخض عن أي شييء سوى تفويض الجيش بالتعامل مع اطلاق الصواريخ .

طوال اليوم التالي ، والاخير ، لموجة التصعيد ، بدأت التصريحات من كلا الجانبين ، بأن أي تصعيد سيقابل بتصعيد ، وهو ما اتخذ مؤشرا على الرغبه المشتركه في وقف اطلاق النار ، حتى ان الكابينيت والذي اجتمع مطولا خلال هذا اليوم ، وبحضور كل من رئيس الموساد والمستشار القضائي للحكومه ولاول مره ، اتخذعلى ما يبدو قرارا او توصيات بخصوص ذلك : الايعاز للجيش بعمليات عسكريه عند الضروره دون الوصول الى حرب شامله .

ولعل هذا ما ساعد الوسيط المصري ( اضافة الى كل من قطر والنرويج – كما قيل ) الى ايصال الجانبين الى اتفاق لوقف اطلاق النار بعد نحو 24 ساعه من التصعيد ، وفق صيغة هدوء مقابل هدوء – كما قال الوسيط المصري- التي كان معمولا بها في جولات التصعيد السابقه وقبل التوصل الى تفاهمات التهدئه ، وعلى ما يبدو فأن العوده الى تفاهمات التهدئه امر وارد ، لانه امر ينشده الكل فالوسيط المصري عاد ليقوم بدوره ، وجولة التصعيد الاخيره تسمح لحماس بمواصلة تنفيذ مراحل التهدئه من قبيل انها حققت انجازات في تلك الجوله وتبعد عنها تهمة موافقتها على التهدئه مقابل المال التي قال بها البعض قبل ذلك ، والجانب الاسرائيلي لا يريد حربا شامله ، فهي لم تحقق من قبل اية انجازات سياسيه ، ولان مستقبل غزه بغير الوضع الحالي يؤرقه كثيرا . ولعل السؤال الذي يتبادر الى الذهن في هذا السياق هو هل سيعي الجانبان او احدهما على الاقل متطلبات التهدئه كل عند الاخر ؟!
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف