إسرائيل : الخطأ في شرعية الإقامة بقلم : حماد صبح
الهزة الكبيرة التي ضربت إسرائيل عقب فشل عمليتها الاستخبارية شرقي خانيونس ، والصواريخ ال460 التي أطلقتها عليها المقاومة الفلسطينية ، والبث المصور لعملية حافلة الجنود الإسرائيلية التي ضربتها المقاومة بعد أن غادرها الجنود ؛ بينت بقوة زائدة كم هي إسرائيل هشة في عمق روحها ، وأن قوتها العسكرية والاقتصادية والتكنولوجية والسياسية تخفق في المواجهات الحقيقية في إخفاء تلك الهشاشة . استقال ليبرمان وزير الدفاع لفشله في المواجهة مع غزة ، واستقالت وزيرة الهجرة والاستيعاب صوفا لاندفر ، وضجت إسرائيل بالاحتجاجات والتصريحات والآراء الغاضبة على ما بدا نصرا للمقاومة ، وخيبة كبيرة لإسرائيل في جوالة الاشتباك الأخيرة . لو لم تكن إسرائيل هشة في عمق روحها لاستوعبت بهدوء الكشف عن عمليتها الاستخبارية التي قتل فيها ضابط وجرح آخر ، ولاستوعبت أن ترد المقاومة ببعض الصواريخ على قتل 7 من رجالها وجرح 7 آخرين في هجوم ناري مكثف تولته الطائرات والمدفعية الإسرائيلية لإنقاذ عناصر الوحدة الاستخبارية . وزيادة إطلاق الصواريخ الفلسطينية كانت ردا على غارات الطائرات الإسرائيلية على أهداف فلسطينية أكثرها مدني ، ومنها فندق الأمل الذي دمرته تدمير تاما . إسرائيل الهشة في عمق روحها لا تريد أن يرد أحد على عدوانها . تريد أن ترسل مجموعة من رجالها في مهمة استخبارية عدوانية خطيرة ، ولا يكتشفها أحد ، فتشتد ثقتها في قدرتها على فعل ما تريد سرا ضد أعدائها ، وتريد أن تقتل من الأشخاص ، وتقصف من الأهداف ما تشاء ، ولا يرد أحد على قصفها ، وإذا رد فليكن ردا ضعيفا جدا ، وحتى في هذه الحالة هي قد لا تسكت عنه . دائما تريد أن تظهر قوية منتصرة . أما إذا كشفت جرائمها السرية ، ورد على عدوانها العلني بقوة فإنها تغضب وتنفعل ، وتتحدث عن مفاجأتها بالرد ، وتحتد الخلافات والاتهامات بين مكوناتها السياسية والأمنية والشعبية ، لماذا ؟! لأن الكشف والرد يسلطان الضوء على مواطن ضعفها ، على الهشاشة المتجذرة في عمق روحها . وهي نفسيا وفعليا تخاف هذا الكشف ؛ لأنه ينذر بنهايتها بصورة أو بأخرى ، وهي المسكونة برعب النهاية ، لإيمانها أن قوتها وقدرتها على ضرب أعدائها وردعهم هي الواقي الوحيد لها من تلك النهاية ، والصراخ دائما على قدر الشعور بالألم ، وهي تألمت من كشف الجولة الأخيرة لضعفها الخفي العميق في داخل روحها . ولنقارن ضآلة ما أصابها بما أصاب غزة من بلاء ، وما أصاب سوريا من قتل ودمار بفعل العدوان الكوني عليها ، وننظر في صبر الأطراف الثلاثة كل على مصابه ! إسرائيل لا صبر لها ، إنها سريعة الجزع والفزع بتأثير هشاشتها العميقة . واستجابةً عصبية انفعالية للألم تدافعت الأصوات فيها تستنكر عدم ضرب غزة بوحشية ، وعاير باراك وزير الدفاع خلال عدوان 2008 على غزة بأنه قتل في ثلاث دقائق 350 عنصرا من حماس ، والصحيح أنهم طلاب شرطة فاجأتهم الطائرات الإسرائيلية في ساحة التدريب . وتتحد الصيحات الهيسترية بين الإسرائيليين على أنه لا حل مع غزة إلا بضربها بوحشية لا حدود لها ، كأنهم لم يفعلوا هذا من قبل . ودائما يتأكد أن الخطأ في صراعهم معنا هو خطأ بداية لا خطأ مسار . المسار جذوره في تربة البداية . إسرائيل أقيمت على التراب الفلسطيني دون أي شرعية في خطأ تاريخي فاحش ، وظلم هائل للشعب الفلسطيني ، والإسرائيليون ليس لديهم قدرة نفسية وفعلية على الإقرار بهذا الخطأ باستثناء قلة صغيرة منها الصحفي آري شابيط الذي أقر بأنه لا حق لليهود في فلسطين ، ومثل المؤرخ صاند الذي يرى نفس الرأي . وعلى الإسرائيليين إذا أرادوا بأنفسهم قبل غيرهم خيرا أن يعيدوا النظر في فداحة خطأ إقامة دولتهم في أرض ليست لهم ، وأن يقروا بعجزهم عن تغيير الواقع في فلسطين وفي المنطقة وفق ذلك الخطأ .
الهزة الكبيرة التي ضربت إسرائيل عقب فشل عمليتها الاستخبارية شرقي خانيونس ، والصواريخ ال460 التي أطلقتها عليها المقاومة الفلسطينية ، والبث المصور لعملية حافلة الجنود الإسرائيلية التي ضربتها المقاومة بعد أن غادرها الجنود ؛ بينت بقوة زائدة كم هي إسرائيل هشة في عمق روحها ، وأن قوتها العسكرية والاقتصادية والتكنولوجية والسياسية تخفق في المواجهات الحقيقية في إخفاء تلك الهشاشة . استقال ليبرمان وزير الدفاع لفشله في المواجهة مع غزة ، واستقالت وزيرة الهجرة والاستيعاب صوفا لاندفر ، وضجت إسرائيل بالاحتجاجات والتصريحات والآراء الغاضبة على ما بدا نصرا للمقاومة ، وخيبة كبيرة لإسرائيل في جوالة الاشتباك الأخيرة . لو لم تكن إسرائيل هشة في عمق روحها لاستوعبت بهدوء الكشف عن عمليتها الاستخبارية التي قتل فيها ضابط وجرح آخر ، ولاستوعبت أن ترد المقاومة ببعض الصواريخ على قتل 7 من رجالها وجرح 7 آخرين في هجوم ناري مكثف تولته الطائرات والمدفعية الإسرائيلية لإنقاذ عناصر الوحدة الاستخبارية . وزيادة إطلاق الصواريخ الفلسطينية كانت ردا على غارات الطائرات الإسرائيلية على أهداف فلسطينية أكثرها مدني ، ومنها فندق الأمل الذي دمرته تدمير تاما . إسرائيل الهشة في عمق روحها لا تريد أن يرد أحد على عدوانها . تريد أن ترسل مجموعة من رجالها في مهمة استخبارية عدوانية خطيرة ، ولا يكتشفها أحد ، فتشتد ثقتها في قدرتها على فعل ما تريد سرا ضد أعدائها ، وتريد أن تقتل من الأشخاص ، وتقصف من الأهداف ما تشاء ، ولا يرد أحد على قصفها ، وإذا رد فليكن ردا ضعيفا جدا ، وحتى في هذه الحالة هي قد لا تسكت عنه . دائما تريد أن تظهر قوية منتصرة . أما إذا كشفت جرائمها السرية ، ورد على عدوانها العلني بقوة فإنها تغضب وتنفعل ، وتتحدث عن مفاجأتها بالرد ، وتحتد الخلافات والاتهامات بين مكوناتها السياسية والأمنية والشعبية ، لماذا ؟! لأن الكشف والرد يسلطان الضوء على مواطن ضعفها ، على الهشاشة المتجذرة في عمق روحها . وهي نفسيا وفعليا تخاف هذا الكشف ؛ لأنه ينذر بنهايتها بصورة أو بأخرى ، وهي المسكونة برعب النهاية ، لإيمانها أن قوتها وقدرتها على ضرب أعدائها وردعهم هي الواقي الوحيد لها من تلك النهاية ، والصراخ دائما على قدر الشعور بالألم ، وهي تألمت من كشف الجولة الأخيرة لضعفها الخفي العميق في داخل روحها . ولنقارن ضآلة ما أصابها بما أصاب غزة من بلاء ، وما أصاب سوريا من قتل ودمار بفعل العدوان الكوني عليها ، وننظر في صبر الأطراف الثلاثة كل على مصابه ! إسرائيل لا صبر لها ، إنها سريعة الجزع والفزع بتأثير هشاشتها العميقة . واستجابةً عصبية انفعالية للألم تدافعت الأصوات فيها تستنكر عدم ضرب غزة بوحشية ، وعاير باراك وزير الدفاع خلال عدوان 2008 على غزة بأنه قتل في ثلاث دقائق 350 عنصرا من حماس ، والصحيح أنهم طلاب شرطة فاجأتهم الطائرات الإسرائيلية في ساحة التدريب . وتتحد الصيحات الهيسترية بين الإسرائيليين على أنه لا حل مع غزة إلا بضربها بوحشية لا حدود لها ، كأنهم لم يفعلوا هذا من قبل . ودائما يتأكد أن الخطأ في صراعهم معنا هو خطأ بداية لا خطأ مسار . المسار جذوره في تربة البداية . إسرائيل أقيمت على التراب الفلسطيني دون أي شرعية في خطأ تاريخي فاحش ، وظلم هائل للشعب الفلسطيني ، والإسرائيليون ليس لديهم قدرة نفسية وفعلية على الإقرار بهذا الخطأ باستثناء قلة صغيرة منها الصحفي آري شابيط الذي أقر بأنه لا حق لليهود في فلسطين ، ومثل المؤرخ صاند الذي يرى نفس الرأي . وعلى الإسرائيليين إذا أرادوا بأنفسهم قبل غيرهم خيرا أن يعيدوا النظر في فداحة خطأ إقامة دولتهم في أرض ليست لهم ، وأن يقروا بعجزهم عن تغيير الواقع في فلسطين وفي المنطقة وفق ذلك الخطأ .