سقطت رسالتها من بين أصابعه المرتعشة!!! فسحقها بقدمه!!! لقد أبلغته الفراق وبأعذار رأها وقحة!!! ما هذا الكون؟؟!! لا أصدق أنها مجبرة على ذلك!!!
كيف يمكن لإنسان يحمل قلبا يكون بهذه القسوة وهذا الغدر؟؟!! وكيف يمكن لقلبه الضعيف أن يحتمل ضرية قاسية كهذه؟؟!! كم مرة ألحّت عليه أن يقسم على العهد!!!
شهق نفسا عميقا ثم زفره متألما وهو يقطب حاجبيه وكأنه يحاول أن يطرد شيئا من داخله، شيئ مرُّ كريه يؤلمه!!!
أبهذه السهولة يمكن التخلص منها؟؟!! وهي المتشبثة في أوصاله ومتغلغة في حناياه العميقة!!!
ثمة شعاع خافت رفيع ينسل عبر زجاج النافذة، إنه اختفى لقد حجبته غيمة سوداء، فأظلمت غرفته فشعر بالظلام يلف داخله وخارجه، فاندفع نحوالنافذة وفتحها بقوة!!! كانت الغيمة الداكنة ما زالت تحجب ضوء الشمس!!! هل بإمكاني أن أزيح هذه الغيمة ليصلني ولو شعاع بسيط ؟؟!! سأل نفسه، أم بإمكاني أن أوقد شموعي أنا، نعم شموعي أنا!!!
سرح نظراته وآهاته عبر الفضاء وتأمل الشجرة الكبيرة التي حفر عليها اسمها ذات مرة وهي فعلت كذلك…
لقد رأها قد هرمت وتفسخ جذعها الغليظ، وهجرتها طيورها التي كانت تنعش صباحه بأصوتها الناعمة، واصفرّت أوراقها وسقطت، بعد أن كانت نضرة خضراء لقد هرمت الشجرة وأصبحت أغصانها كأذرع أشباح سوداء مشرعة في وجهه؟؟ هل من الممكن ترميم هذه الشجرة أم ستبقى على حالها؟؟!!
صمت طويلا … إنه يبحث إجابة قاسية، لقد أحبها واعتاد عليها وحافظ عليها...
أخيرا قرر أن يجتثها من أعمق جذورها ويقطعها ويحرقها في موقده الشتوي!!! ولم يقرر بعد أن يغرس بديلا عنها!!!
للحظات تراءى له طيفها وهي تبكي بمرارة لم يعهدها منها وقد مدت كفها المرتعشة المبللة بدموعها نحوه وهي تقول: أرجو المغفرة، سامحني مازلت على عهدي لك، نعم ما زلت كذلك!!! أرجوك أن تصدقني، وستبقى محفورا في ذاكرتي وقلبي، أقسم لك أني أجبرت على ذلك واستمرت تقسم وتقسم والدموع تغسل وجهها وقد احمرت عيناها واصفر وجهها على نحو غريب، وأحس أن قلبها يكاد يقفز من صدرها الصغير ويختبئ في صدره، ثم انهارت كلوح زجاج مهشم، هرع لينتشلها، لقد تلاشت!!! ولم يبق معه إلا الفراغ الشامل الكئيب...
أسرع إلى الرسالة والتقطها ثم دفن وجهه فيها وهو يبكي بكاء غريبا!!! ما هذا القدر السخيف أيمكن اصلاح هذا؟؟!!
بقلم: محمود حسونة(أبو فيصل)
كيف يمكن لإنسان يحمل قلبا يكون بهذه القسوة وهذا الغدر؟؟!! وكيف يمكن لقلبه الضعيف أن يحتمل ضرية قاسية كهذه؟؟!! كم مرة ألحّت عليه أن يقسم على العهد!!!
شهق نفسا عميقا ثم زفره متألما وهو يقطب حاجبيه وكأنه يحاول أن يطرد شيئا من داخله، شيئ مرُّ كريه يؤلمه!!!
أبهذه السهولة يمكن التخلص منها؟؟!! وهي المتشبثة في أوصاله ومتغلغة في حناياه العميقة!!!
ثمة شعاع خافت رفيع ينسل عبر زجاج النافذة، إنه اختفى لقد حجبته غيمة سوداء، فأظلمت غرفته فشعر بالظلام يلف داخله وخارجه، فاندفع نحوالنافذة وفتحها بقوة!!! كانت الغيمة الداكنة ما زالت تحجب ضوء الشمس!!! هل بإمكاني أن أزيح هذه الغيمة ليصلني ولو شعاع بسيط ؟؟!! سأل نفسه، أم بإمكاني أن أوقد شموعي أنا، نعم شموعي أنا!!!
سرح نظراته وآهاته عبر الفضاء وتأمل الشجرة الكبيرة التي حفر عليها اسمها ذات مرة وهي فعلت كذلك…
لقد رأها قد هرمت وتفسخ جذعها الغليظ، وهجرتها طيورها التي كانت تنعش صباحه بأصوتها الناعمة، واصفرّت أوراقها وسقطت، بعد أن كانت نضرة خضراء لقد هرمت الشجرة وأصبحت أغصانها كأذرع أشباح سوداء مشرعة في وجهه؟؟ هل من الممكن ترميم هذه الشجرة أم ستبقى على حالها؟؟!!
صمت طويلا … إنه يبحث إجابة قاسية، لقد أحبها واعتاد عليها وحافظ عليها...
أخيرا قرر أن يجتثها من أعمق جذورها ويقطعها ويحرقها في موقده الشتوي!!! ولم يقرر بعد أن يغرس بديلا عنها!!!
للحظات تراءى له طيفها وهي تبكي بمرارة لم يعهدها منها وقد مدت كفها المرتعشة المبللة بدموعها نحوه وهي تقول: أرجو المغفرة، سامحني مازلت على عهدي لك، نعم ما زلت كذلك!!! أرجوك أن تصدقني، وستبقى محفورا في ذاكرتي وقلبي، أقسم لك أني أجبرت على ذلك واستمرت تقسم وتقسم والدموع تغسل وجهها وقد احمرت عيناها واصفر وجهها على نحو غريب، وأحس أن قلبها يكاد يقفز من صدرها الصغير ويختبئ في صدره، ثم انهارت كلوح زجاج مهشم، هرع لينتشلها، لقد تلاشت!!! ولم يبق معه إلا الفراغ الشامل الكئيب...
أسرع إلى الرسالة والتقطها ثم دفن وجهه فيها وهو يبكي بكاء غريبا!!! ما هذا القدر السخيف أيمكن اصلاح هذا؟؟!!
بقلم: محمود حسونة(أبو فيصل)