صويحبات يوسف
---------------- : ضياء محسن الاسدي
(( جلستُ أرتشف كوبا من القهوة على طاولتي في المقهى العائلي شارد الذهن معانقا ذكرياتي أتأمل في صفحاتها يلف الهدوء من حولي واضعا دفتر مذكراتي الذي لم يفارقني في هكذا جلسات أمامي على الطاولة عسى أن تجود عليّ أفكاري بخاطرة جميلة وعلى حين غِرة مزق الهدوء همسات وضحكات ناعمة أرق من النسيم من فتيات تسورن الطاولة المجاورة لي كانت إطلالتهن كالأقمار الزاهرات في ظلمة الليل جلسن حولها بكل رقة وترافة فمنهن من وضعت نظارتها فوق رأسها ململة شعرها الأسود الطويل إلى الخلف والأخرى نثرت شعرها الكستنائي إلى الوراء بغنج ودلال والأخرى تحتضن بكفيها الموبايل المزين بصورتها وتلك التي وضعت كنزتها على مسند كرسيها لينثر عطره من حوله حتى لامس أنفاسي ليكشف عن أكتاف بيضاء كالثلج يشد الناظرين إليه عنوةً . أخذت أصواتهن تتعالى شيئا فشيء وهن محتضنات أكواب الشاي الساخن يرتشفن برقة ولطف القوارير الحسان اللواتي يرق لهن كل قلب قوي , ما عادت عيناي الصبر إلا أن تسرق النظر إليهن بين الحين والحين بقصد أو بدون قصد وأنا أراقب سكناتهن وحركاتهن وضحكاتهن الهامسة اللطيفة فيما بينهن قبضت على قلبي خوفا من الانفلات نحوهن حين بدأ يرفرف كالعصفور في قفصه والأنفاس تتصاعد متسارعة في حجرات رئتي كانت قواي تخور مع كل ضحكة ترتسم على شفة أحداهن لتلتقطها الأخرى كم تمنيت أن أكون بقربهن كانت أحداهن تختلس النظر لي وهي مبتسمة تفشي بسرٍ إلى صويحباتها فتعلوا ضحكاتهن فساورتني الشكوك أنني أنا المقصود بهذه الضحكات والهمسات باستكثارهن عليّ هذه اللحظات الرائعة إما لكبر سني قليلا أو للشيب الذي غزى مفرقي لم يعرفن أن هذا البياض هو مخلفات عشق الماضي لهن وددتُ في نفسي أن أحيط بنون النسوة بيدي وأعاتبها على ما فعلن بي وتصاغرت أمامهن بفارق العمر . أمسكت بالقلم لأكتب في مذكرتي قبل أن اطويها آه منكن صويحبات يوسف عليه السلام ماذا فعلتن به وبنا لن نملك صبرا كصبره ولا قوة كقوته في التحمل فصبرا جميلا لنا والله المستعان عليكن .... )) ضياء محسن الاسدي
---------------- : ضياء محسن الاسدي
(( جلستُ أرتشف كوبا من القهوة على طاولتي في المقهى العائلي شارد الذهن معانقا ذكرياتي أتأمل في صفحاتها يلف الهدوء من حولي واضعا دفتر مذكراتي الذي لم يفارقني في هكذا جلسات أمامي على الطاولة عسى أن تجود عليّ أفكاري بخاطرة جميلة وعلى حين غِرة مزق الهدوء همسات وضحكات ناعمة أرق من النسيم من فتيات تسورن الطاولة المجاورة لي كانت إطلالتهن كالأقمار الزاهرات في ظلمة الليل جلسن حولها بكل رقة وترافة فمنهن من وضعت نظارتها فوق رأسها ململة شعرها الأسود الطويل إلى الخلف والأخرى نثرت شعرها الكستنائي إلى الوراء بغنج ودلال والأخرى تحتضن بكفيها الموبايل المزين بصورتها وتلك التي وضعت كنزتها على مسند كرسيها لينثر عطره من حوله حتى لامس أنفاسي ليكشف عن أكتاف بيضاء كالثلج يشد الناظرين إليه عنوةً . أخذت أصواتهن تتعالى شيئا فشيء وهن محتضنات أكواب الشاي الساخن يرتشفن برقة ولطف القوارير الحسان اللواتي يرق لهن كل قلب قوي , ما عادت عيناي الصبر إلا أن تسرق النظر إليهن بين الحين والحين بقصد أو بدون قصد وأنا أراقب سكناتهن وحركاتهن وضحكاتهن الهامسة اللطيفة فيما بينهن قبضت على قلبي خوفا من الانفلات نحوهن حين بدأ يرفرف كالعصفور في قفصه والأنفاس تتصاعد متسارعة في حجرات رئتي كانت قواي تخور مع كل ضحكة ترتسم على شفة أحداهن لتلتقطها الأخرى كم تمنيت أن أكون بقربهن كانت أحداهن تختلس النظر لي وهي مبتسمة تفشي بسرٍ إلى صويحباتها فتعلوا ضحكاتهن فساورتني الشكوك أنني أنا المقصود بهذه الضحكات والهمسات باستكثارهن عليّ هذه اللحظات الرائعة إما لكبر سني قليلا أو للشيب الذي غزى مفرقي لم يعرفن أن هذا البياض هو مخلفات عشق الماضي لهن وددتُ في نفسي أن أحيط بنون النسوة بيدي وأعاتبها على ما فعلن بي وتصاغرت أمامهن بفارق العمر . أمسكت بالقلم لأكتب في مذكرتي قبل أن اطويها آه منكن صويحبات يوسف عليه السلام ماذا فعلتن به وبنا لن نملك صبرا كصبره ولا قوة كقوته في التحمل فصبرا جميلا لنا والله المستعان عليكن .... )) ضياء محسن الاسدي