الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

هزيمة العدوان، بديهيات وطنية؟بقلم: د. رياض عبد الكريم عواد

تاريخ النشر : 2018-11-15
هزيمة العدوان، بديهيات وطنية؟بقلم: د. رياض عبد الكريم عواد
هزيمة العدوان، بديهيات وطنية؟
د. رياض عبدالكريم عواد

لن نمل من تكرار أن الشعب الفلسطيني لم يعد، بعد هذا التاريخ النضالي الطويل، بحاجة إلى مزيد من الاختبارات او المغامرات، ليثبت لنفسه أو لأصدقائه او حتى لاعدائه، الذين يعترفون ويقرون ببديهية أن هذا شعب مناضل، بل ومتمرس على النضال، وقادر على العطاء والتضحية، وعلى ممارسة كل أشكال النضال، فهو لا يهاب الموت ويعشق الحياة ويسعى لها ما استطاع إلي ذلك سبيلا. وكما يقول المثل، وين ما ترميه بيجي واقف. واجه العدو بصدره العاري، كما واجهه بالنبابيت المقتلعة من أشجار اللوز والكافور والزيتون. أبدع في المظاهرات والهتافات، واستطاع من خلالها أن يسقط التدويل والتهجير. كان عظيما في انتفاضة الحجارة كما كان شرسا في انتفاضة السلاح، يجيد المقاومة بكل أشكال المقاومة، حمل المرتيني والكلاشنكوف واستخدم الراجمات والكورنيت....

تاريخ طويل من النضال والتضحية والعطاء والشهادة، ليس بحاجة لشهادة من أحد، وليس بحاجة الى مزيد من الاختبارات المكلفة او المغامرات، هذا تاريخ طويل ممتد ومتواصل وليس جديد وطارئ على هذا الشعب الاصيل المناضل.

كما لا يحتاج الشعب الفلسطيني ان يؤكد على بديهية أخرى بسيطة، لكن قد لا يفهمها البعض، أنه في زمن الحرب والعدوان، فإن الوحدة والتكاتف، ورمي الخلافات من خلف الظهر، والاصطفاف صفا واحد من خلف المقاومة ضد العدوان هو الشعار والبوصلة، التي توجه كل أفعالنا وتنسينا السياسة وخلافاتها.

هذا الموقف الوطني الأصيل، ليس تكتيكا او انحناء او تراجعا عن موقف او فهم سياسي، بل واجب تحتمه ضرورة الوحدة ضد العدوان، والفهم الصحيح والدقيق للاولويات الوطنية، ففي زمن العدوان لا صوت يعلو على صوت المواجهة والمقاومة والوحدة.

أما البديهية الثالثة والبسيطة، التي أحب أن اشير لها، أن الشعب الفلسطيني، رغم عشقه للنضال والتضحية والشهادة، الا أنه يكره الحرب ولا يريدها، ويعرف أن الحرب والعدوان هي وسيلة إسرائيل الأساسية التي تعمل من خلالها على تدمير كل امكانياته في العيش بسلام. لذلك تراه يخرج خلف كل عدوان، مبتهجا فرحانا، معبرا عن ذلك بمسيرات عفوية وتلقائية، انتصارا للحياة وحبا في السلام.

إن الشعب الفلسطيني يتوق إلى السلام العادل، ويعمل ومن أجله، ويناشد كل العالم للتدخل من أجل أن يوقف الحرب الظالمة ضد هذا الشعب الأعزل. لذلك تحظى مصر بتقدير كبير في أعين بسطاء الشعب الفلسطيني، لمبادرتها الدائمة وعملها النشيط لوقف العدوان الإسرائيلي المتكرر على الشعب الفلسطيني.

من حق الشعب الفلسطيني أن يفخر بصموده ومقاومته، فهذا صمود الشعب ومقاومة الشعب، فلا يمن أحد على هذا الشعب، فهو الذي يضحي وهو الذي يدفع وهو الذي يستشهد.

لذلك من حق الشعب الفلسطيني، بعد أن انتهت هذه الجولة من العدوان، أن يرى ثمار صموده ومقاومته، وحتى لا يكون الكلام عاما، لابد من تحديد ثلاث مجالات اساسية:

اولا، العمل سويا من أجل تعزيز الوحدة الوطنية وقيام حكومة شرعية واحدة منتخبة، تستطيع أن تستثمر كل نضال الشعب الفلسطيني، وتوجيهه في الاتجاه الصحيح، وحماية هذا الشعب من العدوان الإسرائيلي المتكرر.

ثانيا، التصدي بوضوح وشجاعة لكل أشكال المؤامرات، ولمن يروج لها او يعمل من أجلها، وفقا لاجندة حزبية أو إقليمية أو دولية، ويأتي على رأس ذلك ما يسمى بصفقة القرن، التي تهدف إلى فصل غزة عن الوطن، وخلق دويلة فيها، بعيدا عن امتدادها الوطني الطبيعي، وتجاوز القدس كعاصمة، والعودة كحق شرعي للاجئين الفلسطينيين.

أن الشعب الفلسطيني كما توحد خلف مقاومته وابدع في صد العدوان سيتصدى بكل بسالة لكل المروجين لهذا الفصل، والعاملين من أجله، كانوا أمريكان او إسرائيليين او عربا، او حتى من بين بعض الفلسطينيين من أصحاب المصالح الصغيرة. لن يسمح هذا الشعب لاحد أن يستثمر دمه وتضحياته واهاته بعيدا عن الاهداف الوطنية المحددة.

ثالثا، من حق الشعب الفلسطيني، في غزة تحديدا، أن تتحسسن شروط حياته الإنسانية وتتوفر كل متطلبات ذلك، من مياه وكهرباء وهواء وسفر ومعابر ومرتبات....... لا يجوز أن يبقى الشعب الفلسطيني في غزة يعاني الامرين وهو يرى البطالة مستشرية بين فلذات الأكباد، ويرى أن أقصى أماني الشباب هو الانتحار او الهروب والموت عبر البحار والفيافي الشاسعة.

لقد انتهت جولة صغيرة من جولات العدوان الإسرائيلي المتواصل والمتكرر ضد شعبنا، فلنستعد، موحدين، لمواجهة استحقاقات هذه الجولة السياسية، ولنكن على ثقة أننا كما هزمنا الآلة العسكرية ولقناها دروسا هامة، سنهزم الآلة السياسية وكل اذنابها، وسنلقنهم دروسا أكثر أهمية وقسوة، بعيدا عن أي أوهام بالنشوة او النصر السريع، فالمشوار مازال طويلا وشعبنا مازال يعتلي الجبل.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف