يَحْذُونِي الْأَمَل بِأَنَّ الْقَادِمَ أفْضَلْ
فِي الْعَالَمِ الثَّالِثِ وَعَلَى وَجْهِ الْخُصُوصِ الْعَالَمَ الْعَرَبِيَّ...! عَالَمٌ ملئ بالْفَسَادِ الْمَالِيِّ وَالْإِدَارِيِّ وَالْأخْلَاقِيِّ وَالْاِجْتِمَاعِيِّ عَالَم ملئ بأساليب الرَّشْوَةِ وَالْمَحْسُوبِيَّةِ الْكُوسَةِ وَالتَّمَلُّكِ الْغَيْرَ مَشْرُوعٌ، عَالَم يجيد التغني بالماضي السَّحِيقَ الْبَعيدَ مَعَ أَنَّ لَا دَلَائِلُ عَلَيْهِ الْآنَ، عَالَم قُتلت فيه الْمَوَاهِبِ وَرُدْمِت الْمُنْجَزَاتِ وَاِغْتِيَال الْقَامَاتِ، عَالَم الْاِضْطِرَابَاتِ وَالْمُظَاهَرَاتِ السامجة والانقلابات العنترية وَالثَّوْرَاتِ الْهَائِفَةِ الَّتِي لَا تَكْتَمِلْ أَبَدًا، عَالَمِ الْفَوْضَى وَالتَّشْوِيشِ، عَالَمَ الْجُمْهُورِيَّاتِ الْغَامِضَةِ وَالْمَمْلَكَاتِ الْمُتَصَارِعَةِ وَالدُّوَيْلَاتِ الْمُتَنَاحِرَةِ، عَالَمَ الْغَابِ، الْقَوِيَّ يَأْكَلُ الضَّعِيفُ، بِكُلِّ مَا تَحَمُّلِهِ الْعَبَّارَةِ مِنْ مُعَنًّى مِنْ أَلَمْ وَمِنْ أُسَى. عَالَمٌ لَا يُحَرِّكُهُمْ سِوَى دَوَافِعِ التعالي وَالْغلْبَةَ وَالْغُرُورَ، يَتَسَابَقُونَ لِاِقْتِنَاءِ الْأسْلِحَةِ وَاِسْتيرَادِ الدَّمَارِ وَشِرَاءِ الذِّمَمِ وَالْإِسْكَاتِ. في هَذَا الْعَالَم الغير متزن، كُلَّمَا زَاد عَطَاُءِكَ زَادَ الْجَاحِدَيْنِ وَالْمُعَارِضِينَ وَالْمُنْتَقِدِينَ لَكَ وربما جرت على قتلك، كُلَّمَا زَادَ عِلْمُكَ فَقَدْ أَوْ شَكَتْ عَلَى الدُّخُولِ للحبس وعانيت شرّ السجان والحجز، ورُبَّمَا لِلْأبَدِ أيها العالم الأخرس، وكُلَّمَا زَاد غَبَاُءِكَ وَجَهْلِكَ كُلَّمَا اِقْتَرَبَتْ مِنْ مَرَاكِزِ الْقَرَارِ والسلطة بعد الإستحمار، وكُلَّمَا زَاد عهْرِكَ وَسَخَافَتِكَ وَطَعْنِكَ فِي الدِّينِ وتقربك من المتنورين اسماً لا فعلاً وصرت تقول كل شيء تراث فهم أنصاف المتعلمين وزَادَتْ شَهْرَتُكَ بَيْنَ التَّافِهِينَ وَمَا أَكْثَرُهُمْ فِي زَمَانَنَا اللَّعِينَ ، وكُلَّمَا زَاد فَسَادِكَ وَنِفَاقِكَ وسرقاتك زَادَ عَدَدُ أَصْحَابِكَ، وَهَكَذَا تَسْتَمِرُّ عَجَلَةُ التَّخَلُّفِ والتردي عَلَى الْأُمَم، يَا أُمَّةِ ضَحِكَتْ مَنْ جَهِلَهَا الْأُمَمُ. أَقُولُهَا بِصَرَاحَةٍ وَقَدْ يَخْتَلِفُ مَعْي الْكَثِيرِ، أَمُتْنَا الْآنَ أُمَّة مَهْزُومَة مُصَابَّة بِالْهَلَعِ وَالْبَحْثِ عَنِ الْمَلَذَّاتِ وَالشَّهْوَاتِ تُكَرِّسُ التَّخَلُّفُ وَالْجَهْلُ وَالنِّفَاقُ، وَيُكَرِّسُ الْحَاكِمُ حُبَّ الْكُرْسِيِّ وَالتَّضْحِيَةِ فِي سَبِيلِهِ، وَكَأَنَّهُ يَقُولُ لَا أَمُوتُ وَلَنْ أَمُوتَ أَبَدًا، أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَعْلَمُ بِكُلِّ مَا جَرَى وَأَنَّ التَّارِيخَ لَا يُرَحِّمُ مَهْمَا نَافِقُ فِي الْوَرَى، لَكِنَّ الْأَمَلَ يَحْذُونِي فَكُلَّ الْأُمَمِ وَالْحَضَاَرَاتِ الَّتِي مَضَتْ، فَلقَدْ مَرْتُ بِحُقْبٍ وَفَتْرَاتٍ مِنَ النَّشْأَةِ وَالنُّمُوِّ وَالْاِرْتِقَاءِ وَالْعُلُوِّ فَالْقُوَّةِ وَالْحُكْمِ، وَمَا بَعْدَ الْكَمَالِ إِلَّا النَّقْصَانِ لِيَتْبَعُهُ الضّعْفُ وَالْهُوَانِ والانكسار ثُمَّ التَّحَلُّلُ وَالْاِنْدِثَارُ، لَكِنَّ أُمَّةَ الْإِسْلَامِ لَمْ تَنْدَثِرِ اطلاقاً وَلَكِنَّهَا وَصَلَتْ إِلَى مَرْحَلَةٍ لِتَكُونُ أَضِعْف الحلقات بين الْأُمَمِ وَيَبْعَثُ اللهُ مَنْ يُجَدِّدُ قُوَّتِهَا وَحُكْمِهَا وَسَيْطَرَتِهَا وَعِزِّتهَا، لكن وَمَا زَالَ وَسَيَظِلُّ وَسَيَنْمُو وَسَيَبْقَى الْأَمَلُ يَحْذُونِي لِيَرْفِضُ ذَاكِرَةُ السُّقُوطِ وَالْاِنْهِزَامِ وَيَبْنِي وَاقِعًا مِنَ النَّهْضَةِ وَالْبِنَاءِ والعمران وَالتَّطَوُّرِ لِنَعُودُ مُتَأَخِّرَيْنِ خَيْرٌ لَنَا مَنْ أَنْ نَتَحَلَّلُ عَبْرَ السِّنَّيْنِ، إِنَّنِي وَمِثْلِيَّ الشُّعُوبِ الْعَرَبِيَّةِ نَمْتَلِكُ شُعُورَ بالمسؤولية والْإِنْسَانِيَّةِ نَتَعَلَّمُ نُبْدِعُ َنُنَاقِشُ وَنُحَاوِرُ وَنَسْمُو فَوْقَ كُلَّ الْاِنْتِمَاءَاتِ وَالْحَرَكَاتِ وَالطَّوَائِفِ وَالْمَذَاهِبِ وَالْأحْزَابِ وَالْجَمَاعَاتِ لِنَكُونُ عَلَى قَدْرِ الحمل والعطاء المنوط بنا أَمَامَ التَّأْرِيخِ أَمَامَ الْيَوْمِ الْآخَر أَمَامَ الْحَقِّ الْأكْبَرِ، وَهَا نَحْنُ مُنْتَظَرُونَ لِهَذَا الْيَوْمِ، أَسَالَ الرَّبُّ أَنْ يَكُون قَرِيبَا... @agrfaisal
فَيْصَل أَحَمِد الشَمِيرِّي
الرياض 10/11/2018
فِي الْعَالَمِ الثَّالِثِ وَعَلَى وَجْهِ الْخُصُوصِ الْعَالَمَ الْعَرَبِيَّ...! عَالَمٌ ملئ بالْفَسَادِ الْمَالِيِّ وَالْإِدَارِيِّ وَالْأخْلَاقِيِّ وَالْاِجْتِمَاعِيِّ عَالَم ملئ بأساليب الرَّشْوَةِ وَالْمَحْسُوبِيَّةِ الْكُوسَةِ وَالتَّمَلُّكِ الْغَيْرَ مَشْرُوعٌ، عَالَم يجيد التغني بالماضي السَّحِيقَ الْبَعيدَ مَعَ أَنَّ لَا دَلَائِلُ عَلَيْهِ الْآنَ، عَالَم قُتلت فيه الْمَوَاهِبِ وَرُدْمِت الْمُنْجَزَاتِ وَاِغْتِيَال الْقَامَاتِ، عَالَم الْاِضْطِرَابَاتِ وَالْمُظَاهَرَاتِ السامجة والانقلابات العنترية وَالثَّوْرَاتِ الْهَائِفَةِ الَّتِي لَا تَكْتَمِلْ أَبَدًا، عَالَمِ الْفَوْضَى وَالتَّشْوِيشِ، عَالَمَ الْجُمْهُورِيَّاتِ الْغَامِضَةِ وَالْمَمْلَكَاتِ الْمُتَصَارِعَةِ وَالدُّوَيْلَاتِ الْمُتَنَاحِرَةِ، عَالَمَ الْغَابِ، الْقَوِيَّ يَأْكَلُ الضَّعِيفُ، بِكُلِّ مَا تَحَمُّلِهِ الْعَبَّارَةِ مِنْ مُعَنًّى مِنْ أَلَمْ وَمِنْ أُسَى. عَالَمٌ لَا يُحَرِّكُهُمْ سِوَى دَوَافِعِ التعالي وَالْغلْبَةَ وَالْغُرُورَ، يَتَسَابَقُونَ لِاِقْتِنَاءِ الْأسْلِحَةِ وَاِسْتيرَادِ الدَّمَارِ وَشِرَاءِ الذِّمَمِ وَالْإِسْكَاتِ. في هَذَا الْعَالَم الغير متزن، كُلَّمَا زَاد عَطَاُءِكَ زَادَ الْجَاحِدَيْنِ وَالْمُعَارِضِينَ وَالْمُنْتَقِدِينَ لَكَ وربما جرت على قتلك، كُلَّمَا زَادَ عِلْمُكَ فَقَدْ أَوْ شَكَتْ عَلَى الدُّخُولِ للحبس وعانيت شرّ السجان والحجز، ورُبَّمَا لِلْأبَدِ أيها العالم الأخرس، وكُلَّمَا زَاد غَبَاُءِكَ وَجَهْلِكَ كُلَّمَا اِقْتَرَبَتْ مِنْ مَرَاكِزِ الْقَرَارِ والسلطة بعد الإستحمار، وكُلَّمَا زَاد عهْرِكَ وَسَخَافَتِكَ وَطَعْنِكَ فِي الدِّينِ وتقربك من المتنورين اسماً لا فعلاً وصرت تقول كل شيء تراث فهم أنصاف المتعلمين وزَادَتْ شَهْرَتُكَ بَيْنَ التَّافِهِينَ وَمَا أَكْثَرُهُمْ فِي زَمَانَنَا اللَّعِينَ ، وكُلَّمَا زَاد فَسَادِكَ وَنِفَاقِكَ وسرقاتك زَادَ عَدَدُ أَصْحَابِكَ، وَهَكَذَا تَسْتَمِرُّ عَجَلَةُ التَّخَلُّفِ والتردي عَلَى الْأُمَم، يَا أُمَّةِ ضَحِكَتْ مَنْ جَهِلَهَا الْأُمَمُ. أَقُولُهَا بِصَرَاحَةٍ وَقَدْ يَخْتَلِفُ مَعْي الْكَثِيرِ، أَمُتْنَا الْآنَ أُمَّة مَهْزُومَة مُصَابَّة بِالْهَلَعِ وَالْبَحْثِ عَنِ الْمَلَذَّاتِ وَالشَّهْوَاتِ تُكَرِّسُ التَّخَلُّفُ وَالْجَهْلُ وَالنِّفَاقُ، وَيُكَرِّسُ الْحَاكِمُ حُبَّ الْكُرْسِيِّ وَالتَّضْحِيَةِ فِي سَبِيلِهِ، وَكَأَنَّهُ يَقُولُ لَا أَمُوتُ وَلَنْ أَمُوتَ أَبَدًا، أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَعْلَمُ بِكُلِّ مَا جَرَى وَأَنَّ التَّارِيخَ لَا يُرَحِّمُ مَهْمَا نَافِقُ فِي الْوَرَى، لَكِنَّ الْأَمَلَ يَحْذُونِي فَكُلَّ الْأُمَمِ وَالْحَضَاَرَاتِ الَّتِي مَضَتْ، فَلقَدْ مَرْتُ بِحُقْبٍ وَفَتْرَاتٍ مِنَ النَّشْأَةِ وَالنُّمُوِّ وَالْاِرْتِقَاءِ وَالْعُلُوِّ فَالْقُوَّةِ وَالْحُكْمِ، وَمَا بَعْدَ الْكَمَالِ إِلَّا النَّقْصَانِ لِيَتْبَعُهُ الضّعْفُ وَالْهُوَانِ والانكسار ثُمَّ التَّحَلُّلُ وَالْاِنْدِثَارُ، لَكِنَّ أُمَّةَ الْإِسْلَامِ لَمْ تَنْدَثِرِ اطلاقاً وَلَكِنَّهَا وَصَلَتْ إِلَى مَرْحَلَةٍ لِتَكُونُ أَضِعْف الحلقات بين الْأُمَمِ وَيَبْعَثُ اللهُ مَنْ يُجَدِّدُ قُوَّتِهَا وَحُكْمِهَا وَسَيْطَرَتِهَا وَعِزِّتهَا، لكن وَمَا زَالَ وَسَيَظِلُّ وَسَيَنْمُو وَسَيَبْقَى الْأَمَلُ يَحْذُونِي لِيَرْفِضُ ذَاكِرَةُ السُّقُوطِ وَالْاِنْهِزَامِ وَيَبْنِي وَاقِعًا مِنَ النَّهْضَةِ وَالْبِنَاءِ والعمران وَالتَّطَوُّرِ لِنَعُودُ مُتَأَخِّرَيْنِ خَيْرٌ لَنَا مَنْ أَنْ نَتَحَلَّلُ عَبْرَ السِّنَّيْنِ، إِنَّنِي وَمِثْلِيَّ الشُّعُوبِ الْعَرَبِيَّةِ نَمْتَلِكُ شُعُورَ بالمسؤولية والْإِنْسَانِيَّةِ نَتَعَلَّمُ نُبْدِعُ َنُنَاقِشُ وَنُحَاوِرُ وَنَسْمُو فَوْقَ كُلَّ الْاِنْتِمَاءَاتِ وَالْحَرَكَاتِ وَالطَّوَائِفِ وَالْمَذَاهِبِ وَالْأحْزَابِ وَالْجَمَاعَاتِ لِنَكُونُ عَلَى قَدْرِ الحمل والعطاء المنوط بنا أَمَامَ التَّأْرِيخِ أَمَامَ الْيَوْمِ الْآخَر أَمَامَ الْحَقِّ الْأكْبَرِ، وَهَا نَحْنُ مُنْتَظَرُونَ لِهَذَا الْيَوْمِ، أَسَالَ الرَّبُّ أَنْ يَكُون قَرِيبَا... @agrfaisal
فَيْصَل أَحَمِد الشَمِيرِّي
الرياض 10/11/2018