الأخبار
قطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيراني
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ثورة البراق اليتيمة وثورة الهيكل المستمرة .. بقلم:مروان صباح

تاريخ النشر : 2018-11-14
ثورة البراق اليتيمة وثورة الهيكل المستمرة .. بقلم:مروان صباح
ثورة البراق اليتيمة وثورة الهيكل المستمرة ..

مروان صباح / قبل ثورة البراق التى شهدتها مدينة القدس ومن حولها عام 1929 كانت الحركة الصهيونية قد بدأت بترتيب زيارات مشبوهة للحائط والمدينة من أجل الصلاة وإحياء المشاعر الدينية ، وقد يتساءل المرء لماذا اختص اليهود حائط البراق دون الأسوار الأخرى ، بالطبع أرتبط سور البراق بجميع بالأنبياء وليس باليهود وحدهم لأنه يعتبر حائط الصعود إلى السماء وفيه يوجد مرابط تخص كل نبِّي من أنبياء الله ، بل الحائط لا يعتبر لليهود بذلك الأهمية التى يتصورها البعض فهو مجرد جزء لا يتجزأ من المكان الكلي الذي يجعل الوقف عند الحائط والبكاء أمامه ليس سوى على ما ورائه .

تُعتبر الصهيونية اليهودية من أكثر الحركة التى تتعهد بتصفية حساباتها مع الآخرين حتى لو انتظرت آلاف السنين ، لهذا تحاسب الفلسطيني بشكل رجعي عن تلك السنوات التى حرموا منها دخول المسجد الأقصى وممارسة شعائرهم ، وايضاً تدخر في حساباتها للعربي ومن ثم المسلم وايضاً المسيحي الذي رفض حتى الآن الاندماج بالمذهب الجديد ، بالطبع المحاسبة بدأت عندما تعمدوا تهجير الفلسطيني وتشتيته في أصقاع الأرض كرد على القرون التى شهدت على تفريفهم في العالم ، لكن المحاسبة لم تقتصر على الفلسطيني بقدر أن الصهيونية تتعامل مع الجميع حسب قوة كل قومية أو مذهب ، بل قد لا يفلت من قائمة حساباتهم أحد، ولكي تتجلى المسألة وضوحاً أكثر ، فإذا كانت القوة على سبيل المثال كقوة الروس المنتسبين للأرثذوكسية ، تكتفي بحيادهم الكاذب أو مثل البروتستانتنية الأمريكية التى تمادت في محاسبتها وجعلتها عارية من التاريخ وتسوقها بجبروت المال .

لليهود فلسفتهم الخاصة في المحاسبة ، بالطبع من له عقل لا يخطئها ، لقد استغلت الصهيونية القواعد الإجتماعية للبشرية وقسمت الناس داخل فئات واستطاعت نشر الأفكار الوجودية التى ساهمت في صياغة الإنسان من جديد ، وهنا إذا ما عاد المنقب إلى الفاصل بين عصور الإنحطاط والحداثة ، سيجد المفكر الصهيوني بوروفوف الذي أسس لفكرة الهرم الانتاجي المقلوب ، قد أحدث بفكرته نقلة نوعية في داخل المجتمع اليهودي وجعلهم يسبقون الآخرين بخطوة كبيرة عندما دعمت الصهيونية الفكر الانتاجي الذي أتاح لليهود اللجوء إلى الصناعات الحديثة والحرف بينما تَرَكُوا وساطة الزراعة تراوح دون تطور ،وبالتالي مكنهم الانتقال من الوقوف مرة أخرى كوسطاء بين المهنيين الجُدد والأسواق بالطبع مع اقتربابهم من الطبقات الحاكمة باعتبارهم أداء مطيعة بأيديهم ، فتمكنوا بذلك من امتصاص فائض القيمة من المجتمع والذي جعل الجانب الزراعي في تلك الفترة أن يشهد خمول حتى عادوا إليه مرة أخرى .

لقد خاض اليهود معارك طاحنة أغلبها في السر ، لكن في كل مرة وبعد العداء والتنكيل ينهضون من كل تعثر ، وقد أسسوا في العقود الأخيرة منظومتين ، الأولى القوانين المدنية واحتكروا احترافيتها مع الأبتعاد عن تطبيق روح القانون ، أي قتل العواطف وثانياً المنظومة المالية العالمية ، فقد نقلوا بقبضتهم على المال الدين من سياقه الآخري إلى التغرق بالدنيا وذلك عند شرائح واسعة من المتدينين مع حرصهم على الهيمنة على جميع المرافق التى تدر المال وبالرغم أن القائمون عليها زاهدون بالتردد اليها حتى لو كانت بسيطة كقاعات السينما أو المسارح ، وكما هو معلوم فإن الإنتاج السينمائي والتلفزيوني أو حتى البرامج الإخبارية والحكواتية منها جميعها تعود ملكيتها لليهود بشكل مباشر أو عبر وسطاء إلا أنهم يبتعدون عن الارتياد اليها ، وبالتالي مع مرور الأيام حافظت العائلات المنشئة على استمراريتها وايضاً حافظ الأحفاد على ذات النهج القديم مع تمسكهم المزيف بالقضايا الإنسانية في حين يبتعدون عن القضايا الإنسانية الجادة أو الكبرى التى يمكن لها تعطيل تحقيق أهدافهم العليا ، أي إنكار الإنسانية مقابل المزيد من امتلاك الثروات البشرية .

لقد وضع اليهود تفسير للطبقية إبتداءً من داخل تكتلاتهم مروراً بحواضنهم التاريخين وصولاً بالطبع للعرب والمسلمين ، فاليوم الأشكنازي قد صفى حساباته مع يهود السفارديم الشام والمارانو من اليهود ، وايضاً لقد شاهدتُ بأم عيني كيف حولوا شابات من الولايات المتحدة وأوروبا ، يتسلقون كالقرود على عواميد الرقص في النوادي الليليلة التى يحتكرونها في العالم ، تماماً كما هو على نحو ما ، وهنا في وسع المرء القول بأنهم تمكنوا من جعل سكان الأراضي الفلسطينية ، من بناء جدار عازل بأيديهم يلتف حول قراهم ومدنهم ، فأصبح لكل فلسطيني حصته من الجدار يقف أمامه باكياً ، لا يعلم أهي دموع على حماقة البناء أو على إدراكه لمسلسل تصفية الحساب . والسلام
كاتب عربي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف