الشرق الاوسط .. وقطاع غزة
في الوقت الذي استعادت فيه المقاومة الفلسطينية شرعيتها واثبتت قدرتها على مواجهة التحديات وفرض حالة من التوازن النسبي المطلوب للاستمرار في تحقيق التهدئة على اساس قوي يتيح للسياسيين التفاوض من موقع القوة, وكسب جولات اكثر وتوسيع نطاق الاهداف بما يتناسب وطموحات الشعب, وبالتالي تحقيق التقارب واستيعاب الحاضنة الشعبية لاي قرارات تتعلق بمستقبل القطاع.
وبالعودة لاستكمال طريق المباحثات الذي قطعته المصالح التي مثلت في اشكال عدة منها داخلية واقليمية ودولية والتي ارتبطت بالقضية المركزية وما لها من اهمية قد تؤثر على مستقبل المنطقة وتحديد الادوار في تشكل واعادة رسم الخارطة الجديدة للعالم والشرق الاوسط تحديدا في ظل الصراعات القائمة بين دول المنطقة, وما سوف تؤول له الاحداث .. في اشارة لصفقة القرن محل اهتمام الدول العربية .. التي تتسارع في وضع بصماتها على اي ورقة يتم تمريرها في ملف العلاقات الاسرائيلية العربية تحديدا.
مما اتاح لبعض الدول التدخل المباشر بالوساطة بين الفصائل الفلسطينية واسرائيل للاتفاق على التهدئة التي بدأتها حركة المقاومة الفلسطينية حماس مع اسرائيل بوساطة قطرية , مما جعل جمهورية مصر العربية التدخل المباشر و الاشراف على هذه المباحثات والتي لاقت اعتراضات واسعة من قبل الفصائل الاخرى وعلى رأسهم السلطة الوطنية الفلسطينية وحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح في اشارة منهم على ضرورة ان تكون هذه التفاهمات تحت اشراف منظمة التحرير الفلسطينية لتكون امتداد للاتفاقيات السابقة برعاية الامم المتحدة.
وجاء تدخل القاهرة في هذه المباحثات لما تشكله من اهمية لها من دافع حرصها على مصالح الشعب الفلسطيني وحفظ الامن وخصوصا ان قطاع غزة يشكل محور اساسي في تهديد امنها القومي باعتباره واقع على حدودها الشمالية.
وبالاشارة لمستقبل العلاقات العربية الاسرائيلة والتي بدأت تظهر معالمها في ممارسات بعض الدول التي بادرت بدعوة وفود اسرائيلية لزيارة اراضيها تمهيدا لعملية التطبيع وخلق مناخ ملائم على اراضيها لتحقيق السلام مع اسرائيل واثبات قدرتها على التعايش معها.
ومن الناحية الاخرى وجدنا بعض الدول متمسكة في شروط حل القضية الفلسطينية اولا واقامة دولة فلسطينية وفق القرارات الدولية ومبدأ حل الدولتين .. لتحقيق السلام .. والاستمرار في دعم منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية بحقها في تقرير المصير .
واكدت هذه الدول على رفضها اقامة دولة في قطاع غزة بدون الضفة الغربية .. كما رفضت استمرار الانقسام الفلسطيني واكدت على ضرورة تنفيذ المصالحة بين الفرقاء الفلسطينيين وعودة السلطة الى قطاع غزة .
بقلم : علاء الدين عبيد
مستشار ومحلل اداري