الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

غزة... دماء ودولارات

تاريخ النشر : 2018-11-14
غزة... دماء ودولارات
كتب عريب الرنتاوي

غزة أم المفارقات ... صبيحة يوم أمس، تصدرت صور الحقائب المنتفخة بالدولارات وأخبار صفقة التهدئة، صحف إسرائيل العبرية ... بعضها رأت فيها صفقة مخجلة لكل من نتنياهو وحماس ... بعضها الآخر، تناول الصفقة بـ "كارتون" يصوّر أفيغدور ليبرمان يسلم حقيبة مليئة بالدولارات لزعيم حماس في غزة يحي السنوار ... جنباً إلى جنب مع عملية الاغتيال التي أودت بحياة ستة فلسطينيين بينهم قيادي من كتائب القسام على الضفة الفلسطينية وضابط إسرائيلي قتيل وآخر جريح على الضفة الإسرائيلية.
 
حقائب الدولارات "الكاش" كانت لافتة فعلاً، إسرائيل التي اعتادت مطاردة مصادر المال والتمويل الفلسطينية، تقوم بتسليم الدولارات القطرية رسمياً إلى حركة حماس، وعبر معبر إيريتز/ بيت حانون الشهير ... إسرائيل التي طالما نظرت لحماس كحركة إرهابية، لا تمانع في نقل ملايين الدولارات إليها، لتوزع على موظفيها الذين تكاد تنعدم الفواصل بين جهازهم المدني وجهازهم العسكري / الأمني... ليس هذا فحسب، بل وتقرر إبلاغ السلطة في الوقت ذاته، بأنها قامت وستقوم، باقتطاع جزء من أموال "المقاصة" الفلسطينية، لتسليهم لحكومة الأمر الواقع في القطاع المحاصر.
 
حماس، نظرت للموضوع بوصفه انتصاراً لها، ولا أدري كم انتصار من هذا النوع، ستحتاجه "المقاومة" قبل أن تصبح أثراً بعد عين .... حتى أن أحداً من رموز حماس، بمن فيهم "صقور الحركة"، لم يمانع في قيام إسرائيل بدور الجابي الذي يجمع لهم الضرائب من فلسطينيي الضفة الغربية، لإدارة وتشغيل ماكينة حكومة حماس وأجهزتها في غزة... وثمة مطالبات حمساوية بزيادة قيمة المبالغ المقتطعة، لتتناسب مع "الحصة الطبيعية" للقطاع من المال الفلسطيني العام، مراهنين على ما يبدو على "عدالة" الجانب الإسرائيلي في توزيع عائدات الضرائب وإعادة توزيع الثروة والدخل على الفلسطينيين في الضفة وغزة؟!
 
مقابل ذلك، مطلوب من حماس أن تحفظ الهدوء وتحافظ على التهدئة في القطاع، وتطيل أمد الانقسام وتحيله إلى انفصال دائم إن أمكن... على أن التهدئة من المنظور الإسرائيلي، لا تمنع إسرائيل من مواصلة عمليات الاعتداء والاغتيال في أي وقت تريد وضد من تريد ... العملية العسكرية في خانيونس، رسالة إسرائيلية دامية، تحمل هذا المعنى ... ومع الدخول في حلقة من ردود الأفعال المتبادلة، فإن من المتوقع أن يهرع الوسيط المصري، لوصل من انقطع من جهود تثبيت الهدوء، وكأن شيئاً لم يكن، بانتظار "آخر شهر" آخر، ودفعة جديدة من الحقائب المليئة بالدولارات.
أية مسخرة هذه؟ ... وهل سمع أحدٌ عن "ثورة" و"مقاومة" من هذا النوع من قبل؟ أو قرأ عن هذا النمط من أعمال المقاومة، أو مرت بخاطره مثل هذه التجربة في العلاقة بين الاحتلال والمقاومة؟ ... نحن في زمن اللامعقول، حيث يراد لنا أن نصدق بأن دولارات قطر، التي تنقل عبر إسرائيل، بوساطة مصرية، لتصب في خزائن المقاومة، هي معادلة "ردع" متبادل، تجد إسرائيل نفسها مرغمة على القبول بها، وتستقبلها المقاومة من موقع "المنتصر"؟!
 
لقد فعلتها فتح من قبل، بعد أوسلو وقيام السلطة، ولكننا منذ ذلك الحين، ونحن نتهم فتح بأنها باتت سلطة ولم تعد مقاومة، وحملنا عليها كما فعلت حماس، لكن الحركة الإسلامية التي نهت على هذا السلوك، تأتي بمثله اليوم، وبيت الشعر العربي قديماً قال: "عارٌ عليك إذا فعلت عظيم".
 
ومن وحي بيت الشعر هذا، صدرت صحف إسرائيل بمناشيتات وتعليقات، تتحدث عن العار الذي ألحقته هذه الصفقة بكل من حماس ونتنياهو، على الرغم من إدراكها لدوافع كل من الطرفين التكتيكية للقبول بإبرامها ... تكريس الانقسام وتحويله إلى انفصال بالنسبة لنتنياهو ... وتحويل مشروع المقاومة إلى مشروع سلطة بأي ثمن، بالنسبة لحماس، ودائماً تحت غطاء كثيف من "الشعارات الإنسانية النبيلة"؟!

 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف